رواية ( تطريز بخيط أسود )
تأليف القاص والروائي العراقي محمود يعقوب .
من منشورات دار التكوين للطباعة والنشر ـ دمشق .
صراع الإرادتين الخالدتين ( الخير والشر ) كان وسيكون المحور الأساس لمجمل الأعمال الروائية ، والمعين الثر الذي تنهل منه الرواية العالمية ثيمها وأفكارها التي تنتخي للإنسان والإنسانية . ويتجسد ذلك الصراع بصور وأشكال وأحوال لا عدّ لها ولا حصر .
في رواية ( تطريز بخيط أسود ) تجسيد آخر لمثل هذا الصراع المرير ، الذي يكشف عن قصور نظرة الإنسان ، في الكثير من الأحيان ، وتخبطه ، وضعف بصيرته ، والتماسه الحلول الشريرة في مواجهة ما يعتقد أنه عدو له . تبدأ الرواية بتحول سحلية إلى إنسان بتأثير سموم الإنسان نفسه .غير أن الإنسان لم يكن في وسعه تقبل مثل هذا الكائن المسخ بأي حال من الأحوال . وهنا تبدأ دورة من الصراعات على صعد عدّة ، يبقى أكثرها حدّة ذلك الصراع النفسي المضني .
بالتأكيد سوف يسعى الإنسان للتخلص من ذلك الكائن المسخ بأساليبه الفظة القاسية ، وحينما يعجز عن ذلك فمن المؤكد أن يهرع إلى استخدام أسلحته القاتلة التي طالما أجاد وأتقن استخدامها في القتل .
ثمة سؤال صغير تحاول هذه الرواية الإجابة عنه بعفوية ألا وهو : ما الذي يمكنه أن يحدث لو تحوّل الإنسان إلى سحلية مماثلة ؟ ..
الرواية ارتسمت خطا ( كافكا ) في التحوّل ، بشكل أو آخر ، ولكنها أزاحت الغموض والإيهام جانباً لأجل أن تيسر الطريق أمام القارئ "لإدراك المرامي دون عناء . وفي ذات الوقت هنالك محاولة في عدم الابتعاد كثيراً عن أسلوب الواقعية الحسية في سرد الرواية ...