ما هو السر في قيام أحد الإعلاميين المعروفين بعلاقاتهم الإسرائيلية، الشيخ غيث التميمي، وبدون اية مناسبة، بوصف السيد محمد باقر الصدر بأنه "هامشي" و "شخصية مرتبكة ضخمتها السياسة والصراع الطائفي"!
من المؤكد اننا لسنا بحاجة لوقفة لتفنيد هذه التوصيفات السخيفة، فالرجل ابعد ما يكون عن الطائفية. كما أن الشخصيات "الهامشية" و "المرتبكة" لن تدفع أصحابها إلى الإعدام بين ايدي الجلادين، بل ستقبل بكل تذلل أن تصبح هراوة بأيديهم على اهلهم، مثلما قبل بعض السفلة أن يكونوا للأجانب المعادين لأمتهم اليوم!
لكننا بالتأكيد نحتاج لوقفة لنفهم ما سر اهتمام اسياد هذا الرجل بتشويه سمعة السيد محمد باقر الصدر؟ إنه الاقتصاد!!
فالسيد الصدر قدم اقتصاداً إن تم تبنيه فهو كفيل بإنقاذ العراق من كل المؤامرات التي تحاك اليوم ضد شعبه من قبل اسياد غيث التميمي من مصاصي الدماء الدوليين والواقفين وراء البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. لقد كتبت مقالتين مبسطتين توضح اهمية "اقتصادنا" للسيد الصدر، وادعو فيها الى تبنيه مبدءاً اقتصاديا في العراق، واقتطف من المقالتين مايلي، مع روابط لمن يحب اكمالهما.
• وجدت في "إقتصادنا" و "الماركسية" أقتصادين أخوين، ودهشت أن "أقتصادنا" يذهب في يساريته أحياناً إلى أبعد من الإشتراكية، ودهشت ايضاً أن بعض المبادئ المركبة في الماركسية تجد لها اصولاً في التعاليم والوصايا الإسلامية القديمة التي تعود إلى ما قبل ماركس بزمن طويل!
• أن المجتمع يجب أن يبحث عن اقتصاده وليس اقتصاد أثريائه وأن يرفض فرض الأثرياء لمفاهيم اقتصادهم عليه.
• يؤكد الصدر أن لا أجر في الإسلام بلا عمل! ولا يجيز للمالك أن يحصل على أرباح انتاج لم يبذل به جهد إيجابي انتاجي!
• "ملكية الأمة"، التي توضع تحتها الثروات الطبيعية وكل ما هو أساسي للشعب، تعكس وعياً شديداً لأهمية الثروة المادية للمجتمع فلا تأتمنها تماما حتى للحكومة. وهو ما يعني أن خصخصة الخدمات الأساسية وحقول النفط حتى بشكل جزئي، محرم في الشرع الاقتصادي الإسلامي.
• القائلون بأن "اقتصادنا" لا يصلح لهذا العصر، لم يقرأوا الكتاب. فمن قرأ "اقتصادنا" لن تفوته رؤية مبدأ "منطقة الفراغ"، الذي يعطي مساحة لحرية التصرف للحكومة (دون الخروج عن المبادئ الإسلامية الأساسية في العدالة ورفاه المجتمع وعدم تجمع الثروة). وهي كل ما يحتاجه الاقتصاد من مرونة يتحرك ضمنها دون ان يخرج عن هدفه الإسلامي: خدمة المجتمع!
• إن "اقتصادنا" مليء بالمبادئ والأفكار الرائعة والحديثة وأهم من ذلك، الإنسانية الهادفة إلى خدمة المجتمع وليس لتجميع الثروة بيد أثريائه وإفقار الباقين وفق مبدأ "ما متع غني إلا بما حرم فقير". وفيه المرونة اللازمة لمتابعة تطورات العصر، ما لم تكن تلك التطورات لا إنسانية.
• يجب السعي بحزم وشجاعة إلى العمل على دراسة وطرح "اقتصادنا" كبديل لاقتصاد السوق الشره والمدمر للبلاد، وعلى شجاعتنا وحزمنا في طرح قضيتنا، قد يعتمد مستقبل بلادنا ومصير مجتمعنا.
بمناسبة ذكرى وفاة ماركس: إيضاح عن إقتصاد المجتمع واقتصاد أثرياءه
http://saotaliassar.org/01012015/SaiebKaliel0034.htmمحمد باقر الصدر - يقدسونه ولا يقرأونه!
http://saotaliassar.org/001012016/SaiebKaliel0113.htm