إصلاحات نافذة الصلاحية!!!
    الأثنين 13 فبراير / شباط 2017 - 18:18
    نور الدين البهادلي
    الايادي الخبيثة والمدسوسة، شعار يستخدمه التيار الصدري في كل مظاهرة، عندما يتابع المراقب المظاهرات التي يقودها التيار الصدري يشاهد فيها الكثير من الاخروقات، بحق القوات الامنية ومؤسسات الدولة العراقية، فعندما تخرج المظاهرات يدعي التيار الصدري انها مظاهرات عفوية، تعبر عن غضب واستياء الشارع العراقي، بسبب فساد السياسيين والحكومةهذا من جانب،اما اجانب الاخر هو المطالبة بحقوقهم المسلوبة، وهذا بعينه لا يستطيع احداً نكرانه، فإذا نجحت المظاهرات، علت اصواتهم بأنهم هم اصحاب المشروع، واذا فشلت قالوا هناك مندسين داخل المظاهرة، وندعوا القوات الامنية الى التصرف معهم بحزم، فإذا تدخلت القوات الامنية لمنع هؤولاء المندسين، تراهم يهاجمونها ويشتموناه، ويدعون بأن هناك مليشيات اعتدت على المتظاهرين السلميين!.

    إن نسبة مايشكله "التيار الصدري" في البرلمان والحكومة؟  (11‎%‎) وفي القوى الشيعية تصل الى (16.5‎%‎) اما مفوضية الانتخابات فتشكل (30‎%‎).

    "التيار الصدري" حاله حال بقية الاحزاب، يقاتل على المناصب والوزارات اثناء تشكيل الحكومة، ولكن بعد مضيّ فترة تراه يهاجمها بقوة، مدعياً انها حكومة محاصصات، ولا تلبي مطالب الشعب العراقي، فتراهم ساعة يطالبون بحكومة تكنوقراط واخرى حل الحكومة،

    إن المظاهرات الاخيرة التي حدثت في بغداد، ضد مفوضية الإنتخابات، كان الغرض منها مكاسب إنتخابية وحزبية، لأن المفوضية لم يبقى من عمرها الا بضعة اشهر لكي تصبح نافذةالصلاحية، والكل يعلم بذلك، واذا سلمنا للأمر وأعطيناهم الحق، لماذا لم يسحب التيار الصدري ممثليه فيها؟ والذين يشكلون نسبة (30‎%‎)، بالإضافة الى (اربع) مدراء عاميّن، اي مدراء عاميّن لأربع محافظات، وهذا يدل على إن حصتهم هي الاكبر من بين الاحزاب الاخرى في التمثيل.

    في كل مرة يستخدم التيار الصدري المواطنين البسطاء، لتحقيق مصالحه الحزبية، تارةً بدعوى مقاومة المحتل، واُخرى المطالبة بحقوق الشعب، وفِي كل مرة يسقط العديد من القتلى، على ارصفة الشوارع، من المتظاهرين ورجال الامن، كما يتم الاعتداء على مؤسسات الدولة وحرقها ونهبها، كما حدث في البرلمان في السابق، واليوم حرق مفوضية الانتخابات في البصرة بكل ما موجود فيها من وثائق تخص بيانات الناخبين.

    كل هذا يثير الريبة والشكوك حول ما يقوم به "التيار الصدري" فإذا كان صادقاً عليه اثبات ذلك في أمرين.

    الاول: هو الأنسحاب من الحكومة وتشكيل كتلة معارضة داخل البرلمان، تقف ضد القوانين والتشريعات الغير منصفة للشعب العراقي، والتي تعمل على مصالح البرلمانيين فقط،

    ثانياً: عقد مؤتمر صحفي يضم جميع قيادات التيار وأعضاء البرلمان وممثلين الحكومة كافة وإعلان انسحابهم الرسمي من كل مفاصل الدولة وتنازلهم عن جميع رواتبهم ومخصصاتهم التي جاءت عن طريق تلك الحكومة، وإعلان معارضتهم لها، عبر الطرق القانونية، والاعتصامات والمظاهرات السلمية، لحفظ دم ابناء الشعب العراقي.

    عندها سيكون كل من يرفض الحكومة وسياساتها الفاشلة بجانبهم، ومؤيداً لهم بذلك، وإلا ان تكون (رجل بالحكومة ورجل بالمعارضة) او يقبضون الملايين من رواتب ومخصصات وكومشنات، وينادون بالاصلاحات فهذا كذب وخداع،وهذا  يفعله السنة سابقاً وحالياً، فهو نفاق بعينه وضحك على الذقون، تغمد الله ارواح الذين سقطوا من ابناء شعبنا العراقي المظلوم خلال المظاهرات.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media