قسوة العبادي و حقارة دائرة التقاعد
    الأثنين 13 فبراير / شباط 2017 - 22:37
    عبد علي ناصر
    لست أدري كيف تدعي حكومة العبادي الاصلاح والوطنية والديمقراطية وتمثيل الشعب و هي تستقطع رواتب الموظفين وتحرم المتقاعدين من تقاعدهم؟ إن الاصلاح بأبسط معنى له هو الانتقال إلى حالة أفضل فكيف ينتقل الموظف و المتقاعد إلى حالة أفضل بعد أن يُحرم من راتبه؟ حكومة العبادي تتجنب الإجابة عن هذا السؤال و كلما ازادات المطالبة و علت اصوات الاحتجاج كلما زادت الاستقطاعات و اختفت الرواتب التقاعدية!
    أن العبادي يتصرف و كأنه يلاحق العراقيين على رواتبهم و تقاعدهم بكل خسة ووضاعة وكأنه يريد الانتقام منهم!! فأول أجراء قام به العبادي هو حرمان أهل الموصل من رواتبهم و تقاعدهم لأنهم محاصرون من داعش - فوق ضيمهم-  في حين أن سوريا تقوم بإيصال الرواتب و التقاعد كاملة وفي موعدها داخل المناطق المحاصرة! السؤال الذي يثور لماذا حرّم العبادي أهل الموصل من رواتبهم و باي حق؟ كيف يعيش من حرم من راتبه؟ التقشف و الترشيق و الاصلاح مصطلحات يلقيها العبادي في وجه كل من يسأله هذا السؤال.
    مهما كان معنى هذه المصطلحات فلا يمكن صرفها في السوق. لا يمكن استخدامها كعملة لشراء الحاجيات الاساسية كما لا يمكن أن تبرر الاستيلاء غير المشروع على حقوق العراقيين. الرواتب و التقاعد حقوق مكتسبة لا يحق لحاكم أن يستقطعها أو يحرم العراقيين منها.
    إن تصرف العبادي ينم عن حقارة ما بعدها حقارة فهو يعاقب الموصليين على تخلي الحكومة عنهم وتركهم لقمة سائغة امام وحشية داعش.  ليستمر العبادي في مسلسل اذلال العراقيين فأطباء صحة الكرخ يستجدون رواتبهم على مواقع الانترنت! لماذا؟ لماذا تعجز الحكومة عن دفع مستحقات العراقيين في حين لا تعجز عن صرف عشرة ملايين دولار مصاريف الشاي و القهوة في مكتب العبادي خلال اسبوع واحد؟ لماذا لا تعجز الحكومة عن صرف مليار دولار لشراء سيارات مصفحة للعبادي في لحظة واحدة؟ لماذا لا تعجز الحكومة عن صرف عشرين مليون دولار في اسبوع على عزايم العبادي من غداء و عشاء؟ لماذا تعجز الحكومة امام حقوق العراقيين لكنها قادرة و متمكنة امام نزوات العبادي؟ رواتب و تقاعد العراقيين حقوق مقدسة لا يحق لحاكم أن يمسها. أن العبادي يتصرف و كأن الرواتب و التقاعد منحة و اكرامية منه و ليست حق و حقوق. المؤسف أن مديرية التقاعدية تجاري العبادي في نزواته و تساهم و بشكل كبير في اذلال العراقيين. لقد تصدت "سالي يتس" المدعي العام الامريكي للرئيس ترامب لأنه أصدر قرار تنفيذي يتعارض مع الدستور وامتنعت عن تنفيذ قراره. فلماذا تخضع التقاعد للعبادي بكل انبطاح وذل؟ نحن لا نطالب مديرية التقاعد بخرق القانون ولكن نطالب التقاعد باحترام القانون. قانون التقاعد هو أعلى من إي قرار اداري يمكن للعبادي أن يتخذه! ما الضير لو أن التقاعد احترمت القانون و سهلت حصول المتقاعدين على رواتبهم؟ ما المشكلة لو التقاعد استمرت بصرف التقاعد لحين التأكيد من القيمة القانونية لقرار اداري؟ ما الضرر لو أن التقاعد خاطبت المحكمة الاتحادية لبيان القيمة القانونية لقرار ارادي؟ لكن التقاعد تخاف من العبادي بل و تمارس أشد انواع الاذلال تجاه المراجعين وكأنها كلب العبادي المطيع!! يبدو أن حكومة العبادي انبطاحية بدءاً من رئيسها وصولا إلى ساعي البريد فيها!! و يبقى السؤال إي نوع من البطولة و الوطنية التي تتجلى في حرمان المتقاعدين من شيوخ ونساء و اطفال من حقهم؟ أنها أدنى درجات الخسة والحقارة التي لم أبى أن يمارسها البعث على وحشيته و قسوته!!
    ما هو رأي البرلمان في تصرفات العبادي أم البرلمان انبطاحي كالحكومة التي وافق عليها؟ و ما هو مصير ملايين الدولارات التي استقطعت من رواتبنا و تقاعدنا؟ أودعت في حساب العبادي الشخصي؟ ما هي حصة مدير التقاعد؟
    ما هو رأي هيئة النزاهة؟ لا رأي لها بعد أن أهدى العبادي رئيسها القيادي في حزب الدعوة سيارة مرسيدس سوداء من أحدث موديل؟ فالهدايا الثمينة تؤدي الى نزع إي شكوك تثور حول مصير الرواتب التي اختفت؟
    ما هو رأي المرجعية في حرمان العراقيين من رواتبهم و تقاعدهم؟ أم كون العبادي شيعي يصلي و يصوم يجعل كل تصرفاته صحيحة و مقبولة و يعفيه من إي مسؤولية؟
    أما آن الأوان للبرلمان أن يستيقظ من سباته العميق و يثبت أنه اداة فاعلة لمراقبة عمل الحكومة؟ أما آن الأوان للنزاهة أن تثبت لمرة واحدة أنها ليست اداة للتسقيط السياسي و التشهير المسرحي؟ أما آن الأوان  للمرجعية أن تخرج عن صمتها و تحاسب من يسرق و ينهب باسمها؟ و ختاماً أما آن الاوان لدائرة التقاعد أن تثبت أنها دائرة عراقية هدفها خدمة العراقيين وليس اذلالهم!! للعبادي نقول " إن غداً لناظره لقريب" و محاكمتك عن كل الرشاوي التي استلمتها و الميزانيات التي بعثرتها تلوح في الأفق! أنت ودائرة التقاعد الحقيرة!

    الحقوقي عبدعلي ناصر
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media