الإرهاب بدأ ببيت فاطمة عليها السلام -1- الرجوع إلى الكفر بعد الإيمان
    الثلاثاء 14 فبراير / شباط 2017 - 15:16
    عباس الكتبي
    كتبنا في العام الماضي-في الأيام الفاطمية-بمناسبة ذكرى استشهاد سيدتنا ومولاتنا"فاطمة الزهراء"عليها السلام،سلسلة مقالات عن مقامات ومنازل الزهراء،وكنا قد وعدنا بكتابة سلسلة عن مظلوميتها،واليوم نوفي بهذا الوعد،وبنفس الوقت للذكرى الأليمة.
    في الحقيقة لا يمكن معرفة حجم وكبر مظلومية الزهراء عليها السلام،إلا بعد معرفة مقامها،ومكانتها،ومنزلتها،وعظمتها،عند الله تبارك وتعالى،وعند النبي " صلى الله عليه وآله وسلم"،ولذا أبتدأت بكتابة السلسلة المنزلية للزهراء في العام المنصرم.
    هنا في هذا المقال تحديداً،سنقوم بكتابة مقدمة،أو مدخل،أو تهيئة مهمة،لسلسلة المظلومية التي ستأتي تباعاً.
    قال تعالى:(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)،آل عمران١٤٤.

    قال الفيلسوف،والمفسّر الكبير، العلامة الطباطبائي،في تفسيره الميزان،في شأن هذه الآية الكريمة: ((الموت زهاق الروح وبطلان حياة البدن،والقتل هو الموت إذا كان مستنداً إلى سبب عمدي أو نحوه، والموت والقتل إذا افترقا كان الموت أعم من القتل،وإذا اجتمعا كان الموت هو ما بحتف الأنف والقتل خلافه.
    وانقلب على عقبيه أي رجع قال الراغب:ورجع على عقبيه إذا انثنى راجعا،وانقلب على عقبيه نحو رجع على حافرته،ونحو ارتدا على آثارهما قصصا، وقولهم رجع عوده إلى بدئه.
    وحيث جعل الانقلاب على الأعقاب جزاء للشرط الذي هو موت الرسول أو قتله أفاد ذلك أن المراد به الرجوع عن الدين دون التولي عن القتال إذ لا ارتباط للفرار من الزحف بموت النبي"صلى الله عليه وآله"أو قتله،وإنما النسبة والرابطة بين موته أو قتله وبين الرجوع إلى الكفر بعد الإيمان.
    ويدل على أن المراد به الرجوع عن الدين ما ذكره تعالى في قوله: وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية إلى آخر الآيات،على نظير ما وقع في أحد وفرارهم من الزحف وتوليهم عن القتال تحقق في غيره كغزوة حنين وخيبر وغيرهما ولم يخاطبهم الله بمثل هذا الخطاب ولا عبر عن توليهم عن القتال بمثل هذه الكلمة قال تعالى:"ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم من الله شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين"البراءة-٢٥،فالحق أن المراد بالانقلاب على الأعقاب الرجوع إلى الكفر السابق)).

    في هامش كتاب"ليالي بيشاور "عند ذكر حديث"اصحابي كالنجوم" يقول مترجم الكتاب،العلامة السيد حسين الموسوي:((كم يحدث القرآن الكريم ويحدثنا التاريخ عن أناس من أصحاب رسول الله"ص"كانوا بادئ أمرهم مؤمنين ثم أنقلبوا كافرين. وقد صرح العزيز الحكيم بذلك في قوله: "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ"،وقوله تعالى:
    "يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا الكفر وكفروا بعد إسلامهم"التوبة٧٤، وأما الذين فسقوا منهم فلا يعلم عددهم إلا الله عز وجل حيث يقول: .."وإن كثيرا من الناس لفاسقون* أفحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون"المائدة٤٩-٥٠، وإن كثيرا منهم هجروا القرآن وتركوا العمل به حتى ان النبي"ص"يشكوهم عند الله سبحانه كما أخبر القرآن عن ذلك بقوله:
    "وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا"الفرقان٣٠.
    ومن المناسب نقل الخبر الذي رواه العلامة الكنجي الشافعي في الباب العاشر من كفاية الطالب،بسنده المتصل عن ابن عباس قال:قال رسول الله:"إنكم تُحشرون حفاة عراة عزلا… الا وإن أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول:أصحابي أصحابي قال:فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم.. ألخ.
    قال العلامة الكنجي:هذا حديث صحيح متفق على صحته من حديث المغيرة بن النعمان،ورواه البخاري في صحيحه عن محمد بن كثير عن سفيان،ورواه مسلم في صحيحه عن محمد بن بشار "بندار"عن محمد بن جعفر"عندر"عن شعبة،رزقناه عالياً بحمد الله من هذا الطريق،انتهى كلام العلامة الكنجي.
    أقول ورواه أيضا البخاري عن محمد بن بشار عن غندر عن شعبه في الجزء الرابع من صحيحه في كتاب الرقاق في باب/كيف الحشر/ص٨٢/ط مصر سنة ١٣٢٠)).

    ..يتبع          
     
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media