الإرهاب بدأ ببيت فاطمة عليها السلام -٢-بدء تنفيذ الإنقلاب
    الأربعاء 15 فبراير / شباط 2017 - 07:02
    عباس الكتبي
    الدولة الإسلامية التي أسسها النبي "صلى الله عليه وآله"،كانت دولة فتية، ومن الطبيعي أن تعيش حالة من الأزمات والصراعات،الداخلية والخارجية، فالذين دخلوا في الإسلام،لهم مآرب واهداف وغايات،فهناك المؤمنون حقاً، وهناك المنافقون وهم الطلقاء،المتمثلون بالحزب الأموي،وهناك الطامعون بالغنائم،والمناصب وركوب المجد،بعد عيش الذل في قريش،وخاصة أن النبي"ص"وعدهم بفتح قصور قيصر وكسرى.
    إلا أن الكاتب والصحافي،أدريس الحسيني المغربي،في كتابه"الخلافة المغتصبة"ط٢، ١٤١٦-١٩٩٦م،ص٥٠-٥١، جمع كل الفصائل التي دخلت الإسلام بحثاً عن أهداف غير التوحيد،بتيار النفاق،وقسمها الى ثلاثة أقسام:
    أولاً-فرقة السقيفة. ثانياً-فصيل بني أمية. ثالثاً-فصيل الانتهازيين،ومنهم أعوان الخلفاء.
    الكاتب ادريس المغربي،يعتمد في تقسيمه هذا على ضابطة،وهي أن سمة النفاق تتجلى في بغض عليّ عليه السلام،ثم يورد حديثاً نبوياً،في ص١٩،من كتابه المذكور،قال عليه الصلاة والسلام:((يا علي،لا يحبك الا مؤمن،ولا يبغضك الا منافق))،ينقله عن كنز العمال"٥٩٨/١١"،وكتاب السنة "٥٨٤٠"والمصنف"١٩/٧و٣٩٤و٥٠٣"، وكفاية الطالب"٧٢،٦٨"،ومصابيح السنة "١٧١/٤"،ومناقب الخوارزمي"٣٩"،وفرائد السمطين"١٣١/١"،والترمذي"٦٣٥/٥" ومناقب ابن المغازلي"١٩٥/١٩٠"،ومسند أحمد"٢٩٢٦".
    ويرى الكاتب،ان تلك الفصائل أو التيارات،التي تشكلت منها حركة النفاق في عصر الرسول،هي من أنقضت على مقاليد الأمور بعده، وقامت بالإنقلاب،وأغتصبت السلطة.

    الشيخ المحقق،باقر شريف القرشي "طاب ثراه"،يقول في موسوعته "سيرة أهل البيت،ج٩،فاطمة الزهراء"، ص٢٩٩-٣٠٠، تعقيباً على قوله تعالى:(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ):

    ((لقد كان تصويراً هائلاً للأزمات المفجعة والنكبات السود التي تمنى بها الأمة بعد وفاة منقذها العظيم،إنّه انقلاب على الأعقاب،وتحطيم وإنسلاخ وتدمير لشريعة الله تعالى،وأي زلزال أفجع وأقسى من هذا الزلزال.
    لقد أنتقل الرسول"صلى الله عليه وآله"إلى حظيرة القدس،وهو مسجى في بيته،لم يغيبّه عن عيون القوم مثواه،وقد حدثت في صفوفهم انقسامات خطيرة،كانت ناجمة عن الأحزاب المختلفة في اتّجاهاتها التي نشأت قبل وفاة النبي"ص"،وهي:
    أولاً-الحزب العلوي،وهو الأسرة النبوية بقيادة زعيمها الإمام أمير المؤمنين سيّد العترة الطاهرة… الذي أخذ له النبي البيعة يوم غدير خم،وقد أنظم إليه خيار الصحابة كعمار بن ياسر،وأبي ذر، وسلمان وغيرهم من الثقات والمتحرجين في دينهم.
    ثانياً-الحزب القرشي،ويضم أعلام الصحابه كأبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح،وخالد بن الوليد…وأنظم إليه بشير بن سعد بن ثعلبة الخزرجي من الأنصار وغيره،وهؤلاء يرون أن الخلافة لهم،لأن النبي"ص"منهم.
    ثالثاً-حزب الأنصار،وهؤلاء هم العمود الفقري في القوات الإسلامية المسلحة…ويتشكلون من جناحين وهما الأوس والخزرج)).
    ويرى الشيخ القرشي،أن بوادر الإنقلاب ظهرت عند الحزب الثاني"القرشي"،من خلال:الإمتناع عن الالتحاق بسرية أسامة،وتمردهم على بيعة الإمام في غدير خم،وإنكارهم،لاجتماع النبوة والخلافة في بيت واحد.
    أقول:ان تيار الأغتصاب،أو تيار النفاق كما سماه الكاتب أدريس الحسيني، أو الحزب القرشي،كما صنّفه الشيخ القرشي،أستخدم بث الإشاعة بأن الرسول"ص" لم يمت وأنه غاب كما غاب النبي موسى وسيعود،ومن ثمة الإسراع الى السقيفة،ومبايعة أبي بكر،وأيضاً قرأت لبعض الكتّاب،ان الانقلابين قاموا بدس السم للرسول"ص"في مرضه الذي توفي فيه،وهذا الشيء ليس بغريب ولا ببعيد عن المنافقين.
    فقد تعرّض"ص" من قبل لبعض محاولات الإغتيال،منها:في العقبة بعد رجوعه من غزوة تبوك،وفي خيبر،حتى ان ابن كثير في البداية والنهاية"٢٤٦/٥"ان رسول الله"ص"في مرضه،كان يقول:(ما أزال أجدُ ألم الطّعام الذي أكلته بخيبر،فهذا أوان وجدتُ انقطاع أَبهري من ذلك السُّمّ).
    وقبلها من المشركين،ومبيت الإمام علي عليه السلام،على فراشه،وتيار الشرك نفسه دخل الإسلام خوفاً وكرهاً بعد الفتح،وأصبح من المنافقين الذي سعى في هدم وتقويض الإسلام من الداخل.
    كما أن الحزب القرشي،أو تيار الأغتصاب منعوا نبيّهم"ص"أن يكتب لهم كتاب لا يضلوا بعده،وأتهموه بالهجر والهذيان!!
    ومن يريد التوسعة والتفصيل،عليه مراجعة كتب السيرة و التاريخ ،ك "شرح النهج"لابن ابي الحديد، الذي ينقل عن مصادر تاريخية متعددة، والطبقات الكبرى لأبن سعد،والإمامة والسياسة لأبن قتيبة،وأنساب الاشراف للبلاذري،وتاريخ الطبري،والسيرة النبوية لأبن هشام، وكتاب المراجعات،والنص والأجتهاد للعلامة عبد الحسين شرف الدين، وموسوعة الشيخ باقر القرشي، وغيرها من الكتب.

    ..يتبع

    الإرهاب بدأ ببيت فاطمة عليها السلام -1- الرجوع إلى الكفر بعد الإيمان
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media