حيثيات (إرهاب المشهد الإسلامي )نغمات طائفية جديدة قديمة وان زادوا في الطنبورأوتار(12)
    الجمعة 17 فبراير / شباط 2017 - 08:21
    هلال آل فخر الدين
    توج الاتراك العثمانيين خلافتهم باستباحة كل مقدس ومحرم

    مازلنا مع وقائع الخلافة الدموية وهنا نتكلم عن الخلافة العثمانية المخالفة لنصوص الشريعة والغاصبة للخلافة العباسية التى بدأت بسيطرة السفاح سليم الأول على سدة الخلافة الإسلامية بالغدرواستباحة المسلمين وابادتهم وتمزيق ممالكهم ..!!

    من المرجح ان يكون سبب وحشية الاتراك حيال العالم الإسلامي والعربي نابعة من :

    أولا :وضاعة جنسهم البدوي الرعوي المتخلف .

    ثانيا: تاخر اسلامهم بخلاف غيرهم من الاتراك باصرارهم على غيهم وعنادهم على الشرك .

    ثالثا: أرى السبب الرئيسي في توجيه التهم الباطلة الى ممالك المسلمين لغزوهم ونهبهم وتمزيقهم ..بدل توجيه قوتهم الحربية للتوسع في افاق بعيدة في (الغرب او الشرق ) ..ونصرة الاندلسيين المحاصرين والمضطهدين من قبل جيوش قشتالة  والاسبان ..نابع من ان كل السلاطين الاتراك كانت زوجاتهم اماء وذات أصول غيرإسلامية كايطاليا وروسيا واليونان والصرب والنمسا ...الخ فبتأثيرالحريم الكبيرعلى هؤلاء السلاطين وتدخلهن الواسع بإدارة السلطنة ومؤامراتهن ..كذلك الكثير من قادة الدولة كانوا من أصول غير إسلامية ..فحرفوا أفكار السلاطين وغيروا وجهتهم عن بلدانهم وممالكهم الى بلاد المسلمين وممالكهم ...!!!

    من المدهش حقا ولحد الان ان علماء السلف والمتأسلمين يدافعون عن ال عثمان دفاع المستميت ويتغاضون عن جرائمهم الوحشية التي ارتكبوها والاموال التي نهبوها والاعراض التي استباحوها والمدن التي دمروها والشعوب التي ابادوها والمكاتب التي حرقوها وعصبية اسسوها وجهالة زرعوها ومذاهبا الغوها وعقولا اعدموها ....لاتعد ولاتحصى .وكانهم عميان اوطبع الله على قلوبهم وجل تبريراتهم السقيمة انهم خلفاء المسلمين وقاموا بالفتوحات في اوربا ... فما نتيجة تلك الفتوحات وما جنى الإسلام منها والغرب لايزال مسيحيا بعد حقب قرون من غزوهم  لها....؟؟؟!!! فبمجرد ان انهارت تلك القوة العسكرية اضمحل ذلك التوسع وعادت تلك الدول لماضيها ...!!

    وان جل مايؤاخذ عليه الاسلام من قبل المستشرقين والغربيين ووسائل الاعلام المعادية هي بسبب جرائم وجنايات خلفاء الجور وسلاطين السفك الذين شوهوا بل طمسوا صورة الإسلام الناصعة المسالمة الإنسانية  ...الخ

    تعاظم القوة العسكرية للاتراك العثمانيين فصوبوا مدافعهم على المسلمين ...!!!!

    من المعلوم ان الإمبراطورية العثمانية في اوج قوتها وسطوتها وعظمة اساطيلها سيدة البحار... لكن لم تنجد أهالي الاندلس المسلمين رغم استغاثاتهم المتكررة بنصرتهم وتقديم العون لهم امام جحافل الفرنجة والقسشتالين ..بل كانت جحافل ال عثمان تصب جام حمم مدافعها وعدوانية جيوشها ا لابادة المسلمين في ايران والشام ومصر والعراق من منطلق الهيمنة والتطرف والانغلاق والحقد المقيت ..!!

    ان تطور قوة العثمانيين بشكلٍ كبير في العالم الإسلامي في مطلع القرن السادس عشر، ونتيجة لطموحهم بالفوز بزعامة العالم الإسلامي ترتب على ذلك حتمية الصدام بينهم وبين القوى الإسلامية التقليدية آنذاك: الصفويين في إيران والعراق, وسلاطين المماليك في مصر والشام

    .فعقد السلطان سليم الصلح مع جيرانه الأوروبيين لا سيما مع المجر، للتفرغ لحرب الصفويين والمماليك .!!

    الخلافة العثمانية تفريط بالشريعة وافراط بالطائفية

    يقول المفكرعادل سعيد بشاوة في كتابه الامة الاندلسية الشهيدة ص284 :(اختارت الدولة العثمانية توجيه آلتها الحربية الهائلة الى الصفويين في ايران بدلا من احتلال إيطاليا وارتكبت بذلك واحدة من اهم أخطائها التاريخية ...ويتابع قائلا: وكانت ايزابيلا (ملكة قشتالة) تعرف ان الغرناطيين -اخر امارة سقطة في الاندلس- لن يحصلوا عل أي مساعدة مهمة من الخارج وعندما جرت الاندلسيين الغرناطيين الى ثورة كانت تعرف انها ستخرج منتصرة منها .وكان فليب الثاني يعرف ان العثمانيين لن يتدخلوا عندما جر هو الاخر الغرناطيين الى ثورة ثانية كانت نتيجتها النهائية معروفة سلفا . من عدم دعم العثمانيين للمسلمين الغرناطيين ...!!!

    العثمانيين واثارة فتنة ضد الصوفية الإصلاحية

     كانت مؤسسة الخلافة في مختلف اطوارها تخشى الإصلاح وترتعد من الاصلاحيين

    جاء في الكواكب السائرة ج2ص193 :كان العثمانيون شديدي الحذر من المتصوفة بسبب الثورات التي قادها المتصوفة ضد الدولة  خلال قرن من الزمن لهذا ضيقوا على المتصوفة المشهورين لوفرة اتباعهم في الشام ومصرف(داود المرعشي )الذي قتل بامر السلطان لكثرة اتباعه ) ونسج العثمانييون طرق صوفية لايخشونها كالمولوية التي انشؤا لها مراكز وتكايا في الشام وغيرها .

    الفتنة الكبرى رسالة السلطان سليم  للشاه اسماعيل الصفوى وتبريرالعدوان على المسلمين :

    جاء فيها:وإذ قد أفتى العلماء والفقهاء الذين بين ظهرانينا بوجوب قتلك ومقاتلة قومك فقد حق علينا أن ننشط لحربك ونخلص الناس من شَركك، إن علمائنا ورجال القانون قد حكموا عليك بالقصاص يا إسماعيل بصفتك مرتداً وأوجبوا على كل مسلم حقيقي أن يدافع عن دينه وأن يحطم الهراطقة في شخصك أنت وأتباعك البلهاء ولكن قبل أن تبدأ الحرب معكم فأننا ندعوكم لحظيرة الدين الصحيح قبل أن نشهر سيوفنا وزيادة على ذلك فإنه يجب عليك أن تتخلى عن الأقاليم التي اغتصبتها منا اغتصباً.!!

    العثمانيون استعداد للسفك والنهب والهتك

    فاعد السلطان سليم العدة لمنازلة الصفويين, وسعى لإيجاد مبرروسبب للحرب، بان الدولة الصفوية دولة ردة وكفر يجب القضاء عليها فجمع اركان الدولة والقضاة فصدرت الفتوى بقتالهم لذلك أمر بحصرعدد الشيعة المنتشرين في الولايات المتاخمة لبلاد فارس بشرق الانضول وقتلهم جميعًا، بلا رحمة ويُقال إن عددهم كان يبلغ نحو الأربعين ألفًا .فاضل البيات ص17

    العثمانييون وجريمة قتل الاسرى ونهب الاموال

    أما من وقع بالأسر من قوات الشاه إسماعيل، فقد أمرالسلطان سليم باعدامهم جميعًا، وأن يصنع من جماجم القتلى هرم لينصب في ساحة المعركة انظر موسوعة تاريخ إيران السياسي، ج:3 من بداية الدولة الصفوية إلى نهاية الدولة القاجارية.ص: 23-24 د حسن كريم الجاف. الدار العربية للموسوعات. بيروت. ط:الأولى 2008م - 1428هـ

    وحدث الصدام بين الجيشين في جالديران شرقي الأناضول عام 920هـ، وانتصر العثمانيون بعد مذابح ودماء يشيبُ لها الولدان ، وبعد دخول عاصمة الصفويين تبريزوما لاقته جيوش الغزو من مقاومة قوية وقتل لمجاميع الانكشاريين قررالسلطان إخلاء المدينة بعد أسبوع فقط من احتلالها ناقلاً معه آلافًا من أبرز تجارها وحرفييها وعلمائها إلى الاستانة انظرد.محمد التونجي . (2004). بلاد الشام إبان العهد العثماني.دار المعرفة .

    الغادر سليم وقتل جنوده

    عاد السلطان سليم إلى إستانبول وجمع ضباط الإنكشارية الذين فترت عزيمتهم وتكاسلوا عن مواصلة الزحف داخل ايران عندما حل فصل الشتاء القارس ، فقتلهم جميعًا حتى يكونوا عبرة لغيرهم. كانوا من كبار الضبّاط وعلى رأسهم قاضي العسكر "جعفر چلبي".

    انظرمحمد فريد بك المحامي، تاريخ الدولة العليّة العثمانية،  تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 190 .ابراهيم بك حليم : تاريخ الدولة العثمانية العلية , الطبعة الاولى , 1988 , بيروت
     جرائم خلافة ال عثمان لاتوصف بوصف ولاتقف عند حد

    كانت جرائم ال عثمان وبطشهم لاتقف عند حد وتعطشهم للهيمنة وسفك الدماء لايحدها حد فقد خدع السلطان سليم المماليك السنة في مصر والشام واعطاهم الأمان ثم نقضه وهجم على مصر وشام واستباح الحرمات ونهب وسلب وفعل الافاعيل ..!!

    علاقة الحسنة بين المماليك والعثمانين لاتمنع من الغدر وسفك الدماء 

    و قد أتسمت العلاقات المصرية العثمانية في بادئ الأمر بسياسة المودة والتحالف حيث تحالف المماليك والأتراك ضد الخطر البرتغالي المهدد للسيادة المملوكية في البحر الأحمر وكذلك تحالفت الدولة المملوكية مع نظيرتها العثمانية ضد غارات المغول بقيادة تيمور لنك وبقاياالصليبيين

    الفتنة الكبرى رسالة التهديد والتكفيرللسلطان سليم لسلطنة المماليك السنة وحماة خليفة المسلمين في مصر

    بسم الله الرحمان الرحيم وبه نستعين

    الحمد الله الذي اعز عبده ونصر جنده ليكون للعالمين نذيرا وايده بالتوفيق ليجعل له من لدنه سلطانا نصيرا وصيره لمعان حمامه في إزالته للكفر وظلامه شمسا وقمرا منيرا ...الخ

     

    فضائع واقع الخلافة العثمانية :الغدروالفتك واستباحة كل مقدس بلبوس الدين

    هنا نستعرض نموذجا واحدا فيه الكفاية وزيادة للاطلاع على فضائع وجرائم وإرهاب جيش التوحش واستباحة الحرمات العثماني لمصرالحضار وقلعة الإسلام والعروبة تبينا ما فعلوه من افاعيل منكرة مقززة لم يرتكبها نظيرها حتى المغولي هولاكو ...!!

    فاذكانت سلوكيات الاتراك العثمانين هذه مع المسلمين السنة فكيف يكون عدوانهم وتوحشهم مع الأمم الأخرى التي غزوها ...؟!

    وما إن انتهى السلطان سليم الأول من مذابح الصفويين حتى أعد العدة للهجوم على المماليك بمصر فخرج بجيش ضخم بلغ زهاء 520 الف مقاتل ومعهم 350 مدفع (ولم يخرج العثمانيون قبل ذلك لمعركة بجيش بهذه الكثافة.

    وافتعل سليم أمورا لغزوا الشام ومصرفسرعان ما تصاعدت حدة التوتر بين الدولتيين خاصة مع أقتراب حدود الدولة العثمانية مع أملاك المماليك..

    امان الذئب

    احس حاكم مصرالسني المملوكي السلطان الغوري بنية السلطان سليم العثماني الملقب (بياغوز) اي الذئب لغزو مصر فارسل حاكم مصر اليه رسالة يستكشف نواياه فارسل اليه سلطان سليم عهد (امان )بان ليس في نيته غزو مصراو الشام ..ولكنه في الحقيقة كان يضمرويخطط  للغدروالاخذ هم على حين غرة ..!!

     فتاوى المرتزقة هدم للدين

    فطلب السلطان سليم من شيخ الاسلام ان يجد له مخرجا لغزومصر فاحتال له بذريعة ان سلطان مصرلايحمي (الحرمين الشريفيين )في الحجاز فجهز سليم جيشا جرارا مزود بالمدفعية واندفع نحوا ديارالمسلمين ..تاركا مجاهدة الكافريين ..فقصد:

    اولا: أضطرولاة الشام خوفاً للإنضمام للسلطان سليم الأول لقتال المماليك ، ووعدهم بالإبقاء عليهم في إماراتهم إذا ما تم له النصر فسار السلطان سليم بجحافل جيشه الى الشام في عام 1516  ميلادية  فتصدى له السلطان الغوري في معركة مرج دابق عام 922هـ، واحتدم القتال العنيف بينهما، فكان دور المدفعية التركية في حصد الارواح كانت فادحة فحتل حلب واعطى الامان لاهلها ولكن في غلس الليل شن الغارة على بيوت الامنين من المسلمين وفي ليلة واحدة قتل فقط من الشيعة (80,000) .انظر تاريخ الدولة العلي العثمانية لفريد وجدي

    فضعف أمر المماليك وهزموا وقتل في المعركة السلطان قنصوه الغوري، وبهذه المعركة أصبحت الشام في قبضة سليم الأول .فتوجه الغزاة نحو مصر...

    ثانيا:توجهت جحافل الهمجية والتوحش المغولي العثماني بعد مجازر معركة مرج دابق نحوا قلعة الإسلام والمسلمين مصر

    اهداف الغزو العثماني لمصرتتبرقع بالقدسية وحماية الإسلام ولو بذبح المسلمين ومن تصدى للصليبيين.!!

    ان الغزو العثماني لمصر في عام 1517، ترتب عليه تبعية الحجاز(الحرمين الشريفين) للدولة العثمانية، ومن ناحية أخرى أراد العثمانيين تقمص الخلافة العباسية في القاهرةلاجل إعطاء مسحة قدسية لمقامهم في العالم الإسلامي والتخفي بها لما يرتكبوه من جرائم  .
    وبعد انتصار سليم الأول على السلطان المملوكي الغوري في موقعة مرج دابق 1516، دخل الخليفة العباسي المتوكل في تبعية سليم، بدلاً من أن يُعلن سليم تبعيته للخلافة العباسية..

    المصادر

    عمرالاسكندرى و الميچرا چ. سڤدچ : تاريخ مصر إلى الفتح العثمانى، مطبعة المعارف، القاهرة 1920.

     د. شفيق مهدى : مماليك مصر و الشام, الدار العربية للموسوعات, بيروت 2008.

    بن اجا، محمد محمود الحلبى : العراك بين المماليك والعثمانيين الأتراك، دار الفكر، دمشق 1986.

    ابن زنبل ، أحمد الرمال : واقعة السلطان الغورى مع سليم العثمانى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1998.

    ابن الوكيل، يوسف الملوانى : تحفة الأحباب بمن ملك مصر من الملوك والنواب، دار الافاق العربية، القاهرة 1999.

    ابن  طولون الصالحى، شمس الدين : مفاكهة الخلان في حوادث الزمان، دار الكتب العلمية، بيروت 1998.

     

    هلال آل فخرالدين hilal.fakhreddin@gmail.com
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media