سنّة المنّصات .. من أبي بكر البغدادي إلى بترايوس
    الأحد 19 فبراير / شباط 2017 - 14:53
    أياد السماوي

    الكثير من المراقبين السياسيين يتسائلون عن مصير سنّة المنّصات الذين مهدّوا لداعش سيطرتها على محافظات الغرب العراقي , بعد أن أصبح تحرير الموصل مسألة وقت لا أكثر , فالأسماء التي تصّدرّت قائمة المشاركين في مؤتمر جنيف , هي ذات الأسماء التي تصّدرّت مشهد منّصات ساحات الفتنة الطائفية , سواء تلك التي اعتلت هذه المنّصات للتحريض الطائفي والتمرّد على الدولة , أو تلك التي موّلت هذه المنّصات ودعمتها إعلاميا وسياسيا , فهذه الأسماء تراهن على بترايوس المتقاعد لتحقيق أجنداتها الطائفية بعد فشل رهانها على أبي بكر البغدادي في تحقيق هذه الأجندات , فسنّة المنّصات لم يعد لديهم شّك في تحرير الموصل ونهاية أسطورة داعش وأبي بكر البغدادي , فعمدوا إلى إظهار أنفسهم بمظهر السياسيين الذين يبحثون عن مستقبل سنّة العراق لمرحلة ما بعد داعش , متوهمين أنّ ذاكرة العراقيين قد تناست دورهم في التحريض الطائفي الذي مهدّ وفتح الأبواب لداعش , وكأنّ مستقبل سنّة العراق مرهون بتلك الأسماء التي تسببت في دمار محافظات الغرب العراقي وهلاك عشرات الآلاف من أبناء هذه المحافظات الذين التحقوا بداعش تحت تأثير التحريض الطائفي الذي مارسته هذه الأسماء خلال فترة الاعتصامات الطائفية القذرة .

    ويبدو أنّ فشل مشروع سنّة المنّصات في قادمون يا بغداد الذي راهنوا عليه مع أبي بكر البغدادي والذي تحوّل بفضل جهاد وتضحيات أبناء العراق الغيارى من سنّة وشيعة وأيزيديين ومسيح إلى قادمون يا نينوى , قد دفع سنّة المنّصات إلى الارتماء تحت مظلة الإدارة الأمريكية الجديدة كي تحقق لهم ما عجز عن تحقيقه أبي بكر البغدادي , وكي يحجزوا لهم مكانا في المرحلة السياسية القادمة , لكنّ سنّة العراق الشرفاء والغيارى الذين أرخصوا الأرواح والدماء وقاتلوا داعش وقدّموا آلاف الشهداء , لن يسمحوا لسنّة المنّصات وعرابي الفتنة أن يسرقوا تضحياتهم تحت أي مسمى , والتحديات التي تواجه المحافظات السنيّة في مرحلة ما بعد داعش وإعادة إعمار هذه المحافظات يتمّ مناقشتها داخل العراق ومن الذين تصدّوا إلى داعش وأرخصوا الأرواح والدماء , وليس من خلال عرابي الفتنة ولوبي خميس الخنجر ورافع العيساوي وظافر العاني وغيرهم من تجار الموت والدم , فكما أفشل العراقيون فتنة منّصات الاعتصام التي تسببت بتدمير العراق وسقوط المحافظات السنيّة بيد داعش , سيفشل العراقيون أيضا مؤامرات سنّة المنّصات في تدويل مشاكل سنّة العراق لمرحلة ما بعد داعش , والأرض سيمسكها من قدّم الأرواح والدماء والتضحيات وقاتل داعش , وليس من هللّ وكبرّ لداعش وفتح لها الأبواب , وبالنسبة لبعض النوّاب والمسؤولين الذين حضروا وشاركوا في أعمال مؤتمر جنيف الطائفي , فأمرهم متروك لمجلس النوّاب لمحاسبتهم على خيانة بلدهم , وهيهات ثم هيهات أن تنتصر المؤامرة .

    أياد السماوي

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media