الفساد والارهاب الدموي وجهان لعملة واحدة
    الأثنين 20 فبراير / شباط 2017 - 06:17
    جمعة عبد الله
    اختارت العملية السياسية , التي جاءت على انقاض سقوط حكم  البعث الفاشي , منذ البداية اختارت  طريق منحرف ومعوج , في معالجة التركة الثقيلة  التي خلفها النظام الفاشي الساقط , ليس بالمعالجة التي تؤدي الى تلبية طموحات الشعب وتحقيق الاماني والتطلعات  , حتى الشعب  يرى النور ويتنفس الصعداء  من حكم البعث  . وانما اختارت سلوك ونهج , الفرهدة والغنائم , والاشباع الانانية والجشع بتخمة المال والدولار . فحينما  تسلموا مقاليد الحكم والنفوذ , اختاروا نظام المحاصصة الطائفية المقيت والبغيض والسيء الصيت   , ليكون العراق كعكة حصص  توزع بينهم , فصار الشاغل الاول  للاحزاب الاسلامية الحاكمة ( الشيعية والسنية ) ,  الحصول على اكبر حصة من النفوذ والمناصب والكراسي ,  والمال الحرام , الذي اصبح شرعاً وحلالاً وشطارة الحرامي الذكي والشاطر  , فبدلاً من الاختيار الطريق الصائب تحت خيمة الوطن , والالتزام بالعمل الديموقراطي في قيادة دفة  العراق , شطبوا هذا الطموح الشعبي , واختاروا طريق  الطائفية , والتنافس على الفرهدة والغنائم , بذلك خلقوا جنين بشع ووحشي من رحمهم  , وهو الارهاب الدموي . واصبح الوضع العام والوضع الامني , يسيرمن  سيء والى الاسوأ , وهو الانفلات الامني بالتدهور الخطير . بحيث اصبح الارهاب الدموي , المعضلة الاولى في العراق . بأن يحصد المواطنين الابرياء وخاصة في المناطق الشيعية , التي تحملت القسط الاكبر , من جريمة الابادة الجماعية . واصبحت التفجيرات الدموية اليومية , ظاهرة روتين عادية ,  يعيش فيها المواطن برعب  وفزع , واكثر من 14 عاماً منذ سقوط سلطة البعث , ومشكلة الارهاب الدموي تكبر وتتضخم دون معالجة بضمير مسؤول , وانما توغل في غول الفساد والرشوة في كل زواية من العراق , واصبح شريعة وعرف وقانون , ولا يمكن للمواطن ان ينجز ابسط معاملة , بدون ان يدفع ( المقسوم ) . فاصبح الفساد ,  ثقافة وعقلية وسلوك لا مناص منها  , وحتى السيارات المفخفخة لها تسعيرة مالية خاصة ,  حسب حمولتها من المتفجرات , تدفع الى القوات الامنية  , حتى يعطي لها الضوء الاخضر , للعبور بكل حرية وسهولة , حتى تصل الى اهدافها المرسومة . لذلك المجازر الدموية التي تحدث ,  تركزت على المناطق الشيعية , لان الدم الشيعي اصبح رخيص وبخس ليس له قيمة , بمباركة الاحزاب الشيعية , التي تنكرت بضمير ميت لابناء جلدتها , لانهم ارادوها ان تكون  , طائفة الموت واللطم والنوح والاحزان . لان هم الاول لقيادات الاحزاب الشيعية , هي البحث عن اقصر الطرق لتكبير مملكاتهم المالية الباذخة بالدولار .فأصبحت التفجيرات الدموية ,المشكلة العراق الاولى لايوجد لها حل , لانها مرتبطة بالفساد والسرقة واللصوصية , ولا يمكن تجزأتهما عن بعضهما البعض  , لان موت الفساد , يعني موت الارهاب الدموي . ومهما كانت اجتماعات مجلس الوزراء , لمعالجة الانفلات الامني , تبقى معالجات فوقية وهامشية , تؤدي الى الفشل الذريع , والارهاب الدموي يعيش ويكبر ويتضخم , ولم ولن يتوقف , لان الفساد يعطي اكسير الحياة الى الارهاب الدموي , وليس لمصلحة احزاب المحاصصة الطائفية , في اجتثاث الارهاب , يعني اجتثاث نظام المحاصصة الطائفية , لذلك يناورون ويخادعون بتصريحات الرنانة , ولكنها بطبيعة حال , تصريحات فقاعية بالونية ( نفاخات اطفال  ) لذلك منذ اكثر من 14 عاماً , لم نسمع ونرى , بأنه قدم لمحاسبة والعقاب والمحاكمة فاسد واحد , رغم الملفات الفساد الضخمة المركونة في سلة المهملات . لم نسمع ونرى , مسؤول امني واحد من القيادات الامنية الفاسدة والمرتشية , قدم الى المحاكمة , بتهمة التواطئ مع عصابات الاجرام والارهاب , انهم يحملون الحصانة والحماية من الاحزاب الشيعية الفاسدة , رغم حصيلة التفجيرات الدموية للمناطق الشيعية , بلغت ارقام مخيقة , تجاوزت عشرات الالاف من الضحاياء الابرياء , ألم تكون الارقام  قد بلغت مئات الالوف من  الابرياء , ولم نسمع من حزب شيعي واحد  , ان يستيقظ ضميره الميت , ويقول كفى , طفح الكيل  وبلغ السيل الزبى , بأن شيعتنا تتعرض الى الابادة  والفناء المحقق , اذا لم نتدارك الوضع , وننزل الى اعماق المشكلة , وهي اجتثاث الفساد والمال الحرام . لم نسمع مثل هذه النخوة والشهامة الرجولية , سوى التصريحات النارية التهريجية , تذهب ادراج الرياح , لان هدفها الدجل والخداع , وهم اشطن من ابليس والشيطان . لقد اصبحت هذه الاحزاب الفاسدة , كارثة حقيقية على العراق , والقادم اعظم وافدح .........................................   والله يستر العراق من الجايات !!

    جمعة عبدالله
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media