مستقبل العراق واليمين المتطرف
    الأثنين 20 فبراير / شباط 2017 - 22:02
    عباس العزاوي
    في ظل المتغيرات الحاصلة في الشرق الاوسط  وصعود اليمين المتطرف في امريكا واسرائيل وهزيمة الإرهاب في المنطقة بعد ماكان هناك تعويل كبير عليه لكسر سوريا " المقاومة " وإرهاق العراق لثنيه عن ركوب قطار مايسمى بخط المقاومة الذي تقوده ايران ودخولها العلني مؤخرا في الصراع الحاصل والذي اريد له ان يكون سني ـ شيعي  ظاهراً  وان لم يكن كذلك في حقيقته!! في ظل هذه المتغيرات وجدت امريكا نفسها مرغمة على اعادة ترتيب الاوراق واستبدال اللاعبين المشاغبين او الضعفاء الذين لايريدون او لايجيدون اللعب المثالي لتنفيذ الخطة الاساسية التي اقيمت اللعبة الاقليمية لاجلها ، ففي كل مرحلة تقدم امريكا نموذجا متهورا ممن يعتمدون غالبا على الحلول العسكرية لانها الانجع في صناعة التغيير كما حدث في العراق على سبيل المثال  عام 2003 ,لهذا السبب صنع بعبع مخيف اسمه داعش واصبح خلال ايام اكبر قوة تهدد المنطقة والعالم !!! فكيف حدث ذلك؟؟

     فالخطاب السياسي الرسمي ابان وزارة السيد المالكي في العراق كان بمثابة جرس انذار مبكر للامريكان أصحاب المشروع الأساسي في الشرق الأوسط والذي كان  يشير بوضوح إلى خطورة أن يقود إلعراق الجديد أحزاب اوجهات تنسجم او ربما تتناغم أن لم نقل تتبنى بشكل أو بآخر مشروع المقاومة ضد إسرائيل والهيمنة الأمريكية! ــ  الشعار الاكثر رواجاً لدى الشيعة في المنطقة ــ فالدول العربية السنية عموما ليس لديها مشكلة في بناء علاقات جيدة مع اسرائيل وبشكل علني بعد ان كانت سرية !!! مع يقيننا ان ايران لايمكن لها الذهاب بعيدا أن هي استطاعت ان تضمن امنها القومي مع احتفاظها طبعا بشعارات تحرير فلسطين لغرض الاستهلاك المحلي والإقليمي وهذه ليست سخرية بل قراءة محايدة لسياسة ايران في المنطقة ،فهي لم تحارب السعوية رغم قربها الجغرافي الا على الاراضي العراقية واليمنية ولم تحارب قطر وتركيا الا على الاراضي السورية والعراقية، وطالما أن الحرب التي تخوضها بعيدة عن حدائق أطفالها وبيوتهم ، فالامر ممكن وممكن جدا! ، انا لست ضد إيران فهي دولة مسلمة وجاره دعمت العراق في حربه ضد الارهاب بصرف النظر عن الدوافع فالواقع فرض علينا هذه الحلول ولكن انا ضد أي مشروع اقليمي يُبنى على حساب مستقبل اطفال العراق وامنهم ، فهل يعي ساستنا الافاضل حجم الخطر القادم!!!؟؟.

    مجيء ترامب الرئيس الامريكي الأوفر حماقه وكراهية وصراخاً ، كان لإنقاذ مشروع جو بايدن أو الذهاب بأكثر من ذلك طالما الشيعة في العراق وقادتهم النبلاء أثبتوا عدم قدرتهم على تبني ايّ مشروع سياسي خاص بهم او لمصلحة وطنهم وشعبهم كمحاولة لمنح هذه الشعب المرهق فترة استراحه ونقاهه بعد سنين الحرب الطويلة التي خاضها ومازال ، فالرؤية الضيقة وتقاطع افكارهم ومتبنياتهم والنزعات النرجسية الواضحة في سلوكيات هؤلاء القادة علاوه على الخزين الشعاراتي الهائل وصعوبة الموازنة بينه والواقع الخطير، كل هذه العوامل وضعتهم في خانة الضعفاء الذين تتحكم بهم قوى المعارضة  " البعثية ـ الداعشية " من الداخل والقوى الاقليمة من الخارج ، اقولها وللأسف الشديد بأن القيادات السياسية الشيعية أضعف من أن تضع العراق بموقف المحاور أو المنافس الرئيسي في  حلبة صراع الاقوياء في المنطقة لاسيما بوجود جهات سياسية أخرى في الدولة لاتختلف في همومها وانانيتها عنهم واستقتال السنة من جهة اخرى في إدارة الإرهاب ضد الشعب بحلم العودة مرة أخرى لحكم العراق, هذا اذا استثنينا الاكراد وهمهم الواضح بشفط ماتيسر من اموال العراق لبناء دولتهم بعيدا عن مشاكل العراق ومصائبة.

    فماذا سيقدم الساسة السنة للامريكان لضمان عودتهم للسلطة!!!؟  فهم متفقون جميعهم على ضرورة تغيير النظام السياسي الحالي في العراق مع تباين طفيف بين من يريده حل عراقي اقليمي واخر يريد حل عراقي دولي!!! وماذا سيفعل الشيعة وهم يرفضون الامريكان حليفا لهم رغم وجوده الفعلي على الارض وبين رغبة بعضهم الارتباط بمحور روسيا ـ ايران ـ سوريا ، المنافس الاقوى للامريكان ، فكيف يمكن حل هذه المعادلة المعقدة،!!! .فمصيبتنا اننا لانريد ان نفهم بان امريكا لم تاتي لتمنحنا حرية وديمقراطية في سبيل الله والانسانية!!! بل لبناء شرق اوسط جديد يضمن امن اسرائيل ولا وجود فيه لقوات تهدد منابع النفظ!!!.

    ان لم يقبل العراق بحل سياسي حاذق يجنبنا الحروب المفتعلة في المنطقة فسندخل في صراعات وحروب نيابية جديدة يدفع ثمنها ابناء العراق موتاً وجوعاً وخراباً، فنحن نحارب عندما يكون السلام في كل مكان ونحارب عندما تكون الحرب في دول الجوار فايران مستقرة وسوريا ستستقر وتنتهي حرب اليمن وسيبقى العراق يقاتل داخليا لاننا واقولها بدون تردد, نحن لسنا شعب واحد حتى نقرران نكون مع من وضد من ؟؟؟
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media