لا خير بمشروع يباركه الميزان والخنجر
    الثلاثاء 21 فبراير / شباط 2017 - 15:53
    أياد السماوي
    حين يندفع الميزان والخنجر ويتسارع سنّة المنّصات الذين مّهدّوا لداعش احتلال محافظات الغرب العراقي , لتأييد ومباركة مشروع سياسي لمرحلة ما بعد داعش يتقدّم به زعيم سياسي شيعي , فهذه قضية ينبغي التوّقف عندها مليّا , فليس هنالك من شّك أنّ هذا المشروع يحمل أكثر من علامة استفهام , ويحمل بين طيّاته ما تسعى وتخطط له هذه الأطراف , ولعلّ موضوع الحشد الشعبي هو أهم ما تناوله هذا المشروع , فلم يعد خافيا على أحد أنّ هذه الأطراف قد سعت وبكل الوسائل لتجريم وتشويه صورة هذا الحشد الذي أوقف مؤامرة قادمون يا بغداد ومنع سقوطها بيد داعش , وتصدّى بشجاعة لا مثيل لها للمؤامرة واستطاع بفضل جهاد وتضحيات أبناء العراق من دحر داعش وقهرها وتحرير كل المدن والقصبات التي سيطرت عليها , وآخرها دوره المشرّف والبطولي في معارك تحرير الموصل , بالرغم من كل المحاولات والضغوطات التي مورست على الحكومة من أجل عدم مشاركة الحشد الشعبي في معارك تحرير الموصل ومحاولات منعه من دخول الموصل وتلعفر , وكما لا يخفى عل أحد الدور الذي مارسته هذه الأطراف من محاولات لتجريمه واستصدار قرارات دولية تجرّم الحشد بجرائم وفضائع لم يرتكبها , والسعي في المحافل الدولية لاعتبار الحشد منظمة إرهابية ومساواته بداعش .

    وبالرغم من كل التضحيات التي قدّمتها فصائل الحشد الشعبي في قتال داعش وإبعاد خطرها عن العاصمة بغداد وتحريرها للمدن والقصبات , ينبري زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر ويتقدّم بمشروع سياسي تمّ إعداده بعناية من أجل تصفية الحشد وإنهاء دوره الجهادي الذي لا زال قائما وضروريا على المدى القصير والمتوسط , فالمشروع الذي يتناغم مع طروحات المشروع العربي بزعامة خميس الخنجر ويتبّنى طروحاته لا سيّما تلك المتعلقة بالمعضلة الأمنية أو بالمليشيات الخارجة عن القانون كما وصفها بيان مشروع الخنجر , ينبغي التوّقف عنده مليّا وإعادة النظر به , فالخنجر والميزان ومن سايرهم من سنّة المنًصات وساهم بإدخال داعش إلى مدن وقصبات العراق ووفرّ لهم الدعم والغطاء السياسي والإعلامي واللوجستي , لا يمكن أن يكون ذا مقاصد نزيهة وشريفة ووطنية , وقد آن الأوان لزعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر التوّقف عن طرح مثل هذه المشاريع المشبوهة والتي لا تخدم إلا المشروع الأمريكي الإسرائيلي السعودي , وإن كان هنالك ثمة مشروع يخدم الوطن ويساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في البلد ويزيل الأوضاع الاستثنائية التي خلّفتها داعش والقوى السياسية الداعمة لها , فهذا المشروع يتمّثل بدعم وجود الحشد الشعبي والتصدّي لمن يحاول تشويه جهاده ويسعى لتجريمه دوليا ويحاول منعه من دخول الموصل وتلعفر . وليس من خلال المشاريع المشبوهة التي تستهدف تصفية وجوده .

    أياد السماوي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media