الموصل: شروق ماهر, بغداد (الصباح) - حققت القطعات العسكرية، بمختلف صنوفها، بنجاح باهر، الصفحة الاولى من المرحلة الثالثة لعمليات "قادمون يا نينوى” وبزمن قياسي، وهي تستعد لاقتحام مطار الموصل الدولي الذي شهد فجر امس قصفا تمهيديا مكثفا كبد الدواعش خسائر جسيمة. الانتصارات الميدانية في أيمن الموصل، اكدتها قيادة العمليات المشتركة، التي بينت ان خطة تحرير ذلك الساحل، تسير على وفق ستراتيجية وسقف زمني محددين.

قتل (مسؤول) أمن المطار
وقال قائد عمليات قادمون يا نينوى الفريق الركن عبد الامير رشيد يار الله ان الصفحة الاولى شهدت تحرير اخر قرى جنوب الساحل الايمن وفرض السيطرة الكاملة على  منطقة تلال البوسيف مما جعل قواتنا تشرف على مطار الموصل الدولي بالكامل وهو المحاذي لمعسكر الغزلاني. كما اكد المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول، ان العمليات الجارية في الجانب الايمن للموصل تسير على وفق ما خطط لها وبناء على ستراتيجية وسقف زمني محددين. 
وان القطعات المشتركة احرزت تقدما كبيرا محققة اهدافها بنجاح تام وكبدت العدو الداعشي خسائر جسيمة بالارواح والمعدات, مشددا على ان الهدف من العمليات انساني بالدرجة الاساس قبل ان يكون عسكريا وكذلك تهدف للقضاء على العصابات الارهابية المتواجدة هناك، منبها الى ان الساحل الايمن يختلف عن الايسر باعتباره يضم المدينة القديمة والاحياء الشعبية والازقة الضيقة جدا التي تحول دون تقدم العجلات والاليات فيها مع بقاء اعداد كبيرة من الاهالي في منازلهم، موضحا ان تنفيذ الصفحة المقبلة يعتمد على قوات النخبة من قطعات جهاز مكافحة الارهاب والرد السريع التابعة للشرطة الاتحادية.  الى ذلك، افاد مصدر محلي في محافظة نينوى، بان ما يسمى (مسؤول أمن مطار الموصل في تنظيم داعش) الارهابي (ابوعبدالله) قتل مع اثنين من مرافقيه في بوابة المطار الرئيسة بضربة جوية، صباح امس من طائرة مسيرة.

قصف تمهيدي مكثف
ونقلت مراسلة الصباح عن قائد قوات الشرطة الاتحادية، رائد شاكر جودت، قوله انه تمهيدا لاقتحام مطار الموصل الدولي، بدأت قواتنا فجر امس بقصف مدفعي مكثف ودقيق على مخابئ ارهابيي داعش المتواجدين داخله الى جانب مشاركة سلاح الطيران بتدمير اهداف مهمة في المطار الذي سيتم تحريره  واتخاذه مقرا لانطلاق صفحات التحريراللاحقة باتجاه احياء مركز الشطر الايمن لمدينة الموصل، مضيفا ان القصف المدفعي دمر تسعة معسكرات للدواعش في حي الطيران المجاور للمطار وقتل نحو 50 منهم على الجهة الجنوبية للمطار وهم من جنسيات مختلفة، اضافة الى قتل 14 انتحاريا يرتدون احزمة ناسفة كانوا منتشرين على مشارف المطار الامر الذي اصاب قيادات هذه العصابات بالانهيار حيث اكدت المعلومات الاستخبارية هروب ابرز تلك القيادات من داخل المطار  باتجاه مناطق غرب الموصل. فيما نفى جودت بشدة مشاركة اية قوات اجنبية في عملية التحرير الساحل الايمن، مؤكدا ان العملية تقودها قوات عراقية بمشاركة طيران الجيش والقوة الجوية الى جانب دعم طيران التحالف الدولي، ومن معسكر الغزلاني المحاذي للمطار سمعت اصوات انفجارات عنيفة جدا بوضوح في المناطق المجاورة، فيما شوهدت سيارات حمل مسرعة تنقل عشرات الجثث لارهابيي داعش من داخل المعسكر عقب الانفجارات، وان الفوضى تعم المكان وسط اطلاق نار كثيف يحدث بين لحظة واخرى.  
 
اختراق الساحل الايمن 
الى ذلك.. دخلت عصابات داعش في حالة ارباك بسبب رصد تسلل مجاميع مسلحة مجهولة الهوية على شكل مفارز قتالية لذلك فرضت حظرا للتجوال في ثلاثة احياء ضمن الساحل الايمن بسبب مخاوفها من ان تكون عمليات التسلل لقوات نخبة امنية مشتركة لضرب التنظيم الارهابي في عمق الاحياء التي يتواجد فيها.  
ومما يثبت تفشي حالة الانهيار والفوضى بين صفوفها شنت عصابات داعش حملة اعدامات طالت عددا ليس قليلا من قياداتها الفارين من معارك الايام الثلاثة الماضية الى جانب القاء القبض على العشرات من ارهابييها، بحسب حديث العقيد في قيادة العمليات المشتركة، خضير صالح، لمراسلتنا، موضحا ان 17 قياديا لداعش اغلبهم عرب واجانب اعدمتهم هذه العصابات بسبب هروبهم من جبهات القتال في القرى المحررة جنوب الساحل الايمن، مبينا ان عملية الاعدام نفذت صباح امس رميا بالرصاص علنا وامام جمهرة من الاهالي وتم تسليم جثثهم للطب العدلي بالموصل. كما اكد صالح ان قوات الشرطة الاتحادية اعتقلت 40 داعشيا بينهم قياديون خلال عملية تطهير وتمشيط قريتي السحاجي  والبوسيف المحررتين.

التوغل باتجاه العمق
بدوره  اعلن الحشد الشعبي عن توغل قواته بمسافة كبيرة باتجاه عمق الساحل الايمن وتمكنها من قطع خطوط امداد داعش بين تلعفر وهذا الساحل بشكل كامل، اذ نقل اعلام هيئة الحشد الشعبي عن المشرف على فرقة العباس القتالية ميثم الزيدي قوله ان القوات انطلقت منذ بدء العملية بالاشتراك مع الشرطة الاتحادية والجيش العراقي، نحو تلال كويطرة التي حرر اغلب اجزائها، مبينا ان القوات المشتركة اكملت بعدها الهدف المرسوم لها في الخطة وهو قرية كيصوم، لافتا الى ان اليوم الثاني للعمليات شهد قطع اخر شريان رابط بين تلعفر والجانب الايمن للموصل وهو شارع السحاجي وهو اخر خط امداد للدواعش. 
وتابع: قطعنا مسافة تزيد على 20كم منذ انطلاق العمليات وننتظر الاوامر لتنفيذ الصفحة المقبلة، مشيدا باسناد طيران الجيش
المتميز للقطعات المشاركة في المعركة.