الـــهــوى الــمـجــنــون
    الخميس 23 فبراير / شباط 2017 - 17:38
    عطا يوسف منصور
    تَـعـرّيْ فـالهـوى المجـنونِ عـاري
        ومِـنْ طُــوْفــانِ أشــــواقي حَــذارِ

    فـما في الـحُـبِّ أعـلمُ مِـنْ مُـعـنّى
       ولا فـي الـلـيـلِ أهــدى مِـنْ فــنـارِ 

    مـتـى يـا جَـنّـةَ الـفـردوسِ أروي
      صدى نـفـسي وأكـسِـرُ مِنْ خُـماري
       
     لَــقَـدْ أوشـكـتُ أدخُـلـهـا ولـكنْ
        تَـبَــلّـدَ دونَ مَــدخَـلِـهـا حِــمــاري 

    أقـولُ لَـعَـلّـنـي يـومًـا سـأحـظى
        وأســعـدُ بـالـلـقــاء وبـالـحِـــوارِ 

    وهـا أناذا أطـوفُ بـباقي عُـمْري
        عـلى أمَـلِ الـدخـولِ وذا مَـداري 

    تَـعــرّيْ لا أرى في ذاكَ إثــمًـا
        أمــــامَ اللهِ فـي وَضَـحِ الـنهــارِ 

    فـهـذا الـحُـسـنُ مِنْ آيــاتِ ربّي
       ومَـنْ فـيـهِ يُـجـــادِلُ أو يُـمــاري  

    أآثَـمُ إنْ زعـمتُ : هـو ابـتــلاءٌ
       عـلـيـهِ طالَ صبـري وانـتـظاري   

    أراهـا جنّـتي ما دُمـتُ أحـيـا 
       وجَـنّـاتُ الـنـعـيــمِ بـهـا قــراري

    أشِـمُّ عـبـيـرَها فـتَـقَـرُّ عـيـني
      وأغـــدو بـالـجَــنـيِّ مِـنْ الـثـمـارِ

    فـيا حُـلُـمي بـدُنـيا صِرتُ فـيها
      أسـيرًا كمْ حَـمَـلـتُـك في شِـفـاري 

    تَـمـنـيتُ الـمُـنى زمـنًا طـويـلاً
      ومِـنْ أوهــامِـهـا أسّــسـتُ داري

    مـتى الايـامُ تُـنـصـفُـني لأهـنـا
       وأنْ أجــدَ الـبـديـلَ مع الـخَـيـارِ

    ويـا بــغـدادَ يـا حُـلُـمَ الـمُـعَـنّى 
       أحـــقًّـا أنـتِ نـهـبٌ لـلـصِـغــارِ

    فـلا لـومٌ عـلـيـكِ وكُـلُّ لـومي 
    على شـعـبٍ يَـقِـرُّ على الـصَـغـارِ

    تَـغَـشـتْـهُ الـجهالـةُ وهو يـمشي 
      وراءَ الـنـاعـقـيـنَ وكُـلِّ طــاريْ

    ويُـؤتى مِـنْ عـواطفِـهِ فـيُغـرى
       ويَـنـسى أنّــهُ بـيـنَ الـضـواري  

    بـذا أضحى الى الاحزابِ لهـوًا 
     متى يـصـحو ويـرجَـعُ بـانـتصارِ 

    فـمِنْ بـعـثِ الـخـنا لأبي رُغالٍ
      مع الاحـزابِ في وضعِ انـهـيارِ  

    فـيـا شـعـبي يـعِـزُ عَـلَيَّ أنّـي
       أراكَ بـفـاقـــةٍ والــى انـحـــدارِ  

    إذا تَـبـقى عـلى أمـلٍ سـتـأتي
       بـهِ الاحـزابُ فـابـشِـرْ بـالـبوارِ

    وإنَّ عِـراقَـنـا يُـمـسي قـريـبًا
       الى مِــزقٍ يُــبـاعُ الى الـجِـوارِ

    لـقـدْ جـرّبـتَـهُمْ وكـفـاكَ خُـبْـرًا
       هُـمُ الـبلـوى عـلـيكَ مع الـدمـارِ 

    أقولُ لـشـعبيَ المنهوبِ نُصحي
     سـتـبـقى راكضًا خَـلـفَ الـغُـبـارِ 

    اذا يـبقى اللصـوصُ ولاةُ أمـرٍ
      وأحــزابٌ تُــغَـطّـيـهـمْ تُـــداري    

    تَـعريْ فالهوى المجنونِ عاري
      وخَـلّيْ نـارَ وجـدِكِ فـوقَ نـاري 


    الدنـمارك / كوبـنهاجـن 
    الاربـعـاء 15 / شـبـاط / 2017
    الحاج عطا الحاج يوسف منصور
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media