الأخوة الكرام .. لا أخفيكم القول منذ يومين وأنا متردد في كتابة هذا المقال , وحاولت جاهدا أن أغض الطرف عمّا سمعته وشاهدته في برنامج ( كلام وجيه ) عن الفساد والنهب للمال العام في محافظة البصرة ودور محافظ البصرة ماجد النصراوي في هذا الفساد ؟ لكنّي لم استطع أن أغمض عيني واتظاهر كما الجميع بأني لم أسمع ولم أرى , لكنّ طبيعتي غلبت ترددي , فهو بالنسبة لي تكليف أخلاقي ووطني , ولا أقول تكليف شرعي , وحتى أكون أكثر جرأة ووضوحا فأنا لم أعد مؤمنا بأنّ مخافة الله هي رأس الحكمة , ولو كانت مخافة الله واليوم الآخر حاضرة في سلوك المؤمنين الذين جاؤوا للحكم بعد صدّام المجرم , لما تطاول أصحاب الجباه السود على المال العام بهذا الشكل البعيد كل البعد عن القيم والأخلاق والدين والمروءة والشرف والغيرة , فهل آثر سيد الكائنات ونبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم لنفسه ولعائلته ؟ وهل آثر علي حين كان خليفة للمسلمين وأمينا على بيت مال المسلمين لنفسه أو لعائلته ؟ ألم يكن رسول الله وآل بيته الأطهار أسوة حسنة لنا ؟ وهل عكسنا حقا سلوك وأخلاق آل البيت عليهم السلام ؟ كيف سنواجه رسول الله وأئمتنا الأطهار يوم القيامة ؟ أم أنّ يوم القيامة أكذوبة ولا وجود له ولا خبر جاء ولا وحي نزل ؟ والله إنّ القلب ليقطر دما .

أعود لموضوع الفساد الذي ورد في برنامج ( كلام وجيه ) عن الفساد في محافظة البصرة ودور المحافظ ماجد النصراوي في هذا الفساد , وقبل كل شيء ادعو هيئة النزاهة والمدّعي العام العراقي ولجنة النزاهة النيابية إلى إجراء تحقيق عاجل في صحة هذه الاتهامات الخطيرة , فليس من المعقول أن يتساقط أبناء العراق دفاعا عن الوطن في معارك الشرف ضد داعش , ومسؤولي الحكومة يتدافعون على نهب وسرقة أموال الشعب العراقي , من الأحق في هذه الأموال ؟ فقراء البصرة ومساكينها والأيتام من أبناء شهداء الحشد الشعبي والقوات المسلّحة العراقية , أم ماجد النصراوي والعصابة المحيطة به ؟ وما هو رد المجلس الأعلى على هذه الاتهامات ؟ وأين هي اللجان الرقابية وهيئة النزاهة عمّا يحصل في البصرة من نهب منظم للمال العام ؟ بعض هذه الوثائق والتقارير موجودة لدى هيئة النزاهة العامة , فهل حققت هيئة النزاهة فيها وأوقفت هذا النهب للمال العام ؟ من المسؤول عن كل هذا النهب للمال العام ؟ وماذا سيفعل القضاء العراقي لو أن المتهمين بهذا الفساد غادروا إلى بلدانهم التي جاؤوا منها فمن سيعيد أموال الشعب العراقي ؟ وإن صحّت هذه الاتهامات فماذا ستقول لجدك المصطفى يا سيد عمار الحكيم يوم ينادي المناد ألا لعنة الله على الظالمين ؟ في الختام أقول لسماحة السيد عمار الحكيم .. والله يا سيد عمار أني أحبك في الله وأقول لك طّهر بيتك من الرجس .

أياد السماوي