نشر التشيع , تخرصات بدوية عربانية وتركيه 3-3
    السبت 4 مارس / أذار 2017 - 02:32
    طارق درويش
    السؤال المهم الذي يجب طرحه على الجميع ممن يدعي العروبة كأنتماء قومي ومن يدعي الأسلام كدين له ؟؟
    لماذا كل هذا الظلم بحق الشيعه والتشيع ؟؟ وبالخصوص ما حصل ويحصل للعراقيين الشيعه؟
    و لا أعني هنا أن باقي الشيعه عاشوا في بحبوحة وترف ورفاه ,, .
    كــــــــــــــــــــــــــلا فواقع الحال ان جميع الشيعه تعرضوا للظلم الفادح والتعسف والأقصاء والتنكيل والغدر ولكن بدرجات متفاوته تقل وتزيد وتيرتها من بلد او مجتمع الى اخر

    فمعلوم وكما ورد من قبل ان شيعة العراق عاشوا فترات أقصاء وتهميش وأهمال ووصلت الى التنكيل بهم وملاحقتهم أمنياً والزج بهم سجون مظلمة وتغييبهم وتهجيرهم كما حصل في نيسان أبريل 1980 مع ( الكورد الفَيلِية والفرس) ومصادرة جميع المستمسكات القانونية التي يملكونها اضافة الى أسقاط المواطنة العراقيه عنهم ( كما حدث لمئات الألوف من الكورد الفيلية ) ناهيك عن تغييب عدة ألاف من أبنائهم ولا زال ذويهم يقدمون المناشدات تلو الأخرى ( دون جدوى) لمعرفة ما حصل لأبنائهم و ما لاقوه الذي لا زال في قيد المجهول لهذه اللحظة, . و المفارقة الكبرى هنا حينما أصدر مجلس قيادة الثورة وبأمر من المقبور صدام مباشره قرارات وتعليمات الأبعاد او التهجير القسري للشيعه في نيسان 1980 , استثنى في قراراته الأيراني المسيحي او العربي أو من أي من أتباع النظام الشاهنشاهي ومن معارضي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ايا كانت قوميته او دينه او مذهبه , فلم يشملهم التسفير او الأبعاد .
    فما الذي نطلق على هذا التصرف أو هذا الأجراء هل هو طائفي أم ماذا؟
    فنتيجة للظروف العصيبة التي مر بها العراقي الشيعي من حرب ( 1980 – 1988 ) مفروضة وضروس بالوكاله ( للحفاظ على عروش ) عربان الخليج,, وملاحقات أمنية وتنكيل وتهجير , ترى مالذي يمكن أن يفعله العراقي والذي لا حول له ولا قوة؟

    خلال السنين الثماني العجاف والتي خاض العراقيون حربا بالوكاله لحساب العربان ضد ايران لم يكن بمقدورهم السفر او مغادرة العراق بشكل قانوني ألا بأستثنائات او موافقات من جهات أمنية عليا وهذه ليست بالسهولة المعتادة ليحصل عليها العراقي الشيعي بالمطلق أي ان مغادرة العراق مستحيلة ,
    لذا حاول الكثير من الشيعه العراقيين الهرب تسللاً الى ايران
    ومنها حاولوا باديئ ذي بدء الهجرة او طلب تأشيرة سفر للبلدان العربية, فسرعان ما صدموا نتيجة أغلاق هؤلاء العرب ابواب سفاراتهم بوجه العراقيين الشيعه الهاربون من ظلم وجور وتعسف وطائفية النظام الصدامي
    ومن كان من العراقيين الشيعه في بلدان خليجية او عربية اخرى فهؤلاء ايضا نالوا نصيبهم من الملاحقة والتنكيل وبأوامر مباشرة من السفاره العراقية في تلك البلدان , وتم أغتيال الكثير من العراقيين الشيعه كانوا قد اقاموا فيها قبل تسلط صدام على الحكم وأما الكويت والأردن فقد بالغوا وأفرطوا بترجمة أوامر السفاره العراقيه في بلديهما وصلت لدرجة خيالية أن يحق لشرطي المرور ألقاء القبض أو الأبلاغ على العراقي الشيعي وتسليمه الى السفاره العراقية بسبب او بدونه
    وخلاصة القول ان غالبية البلاد العربية لم تستقبل اي عراقي شيعي اثناء تولي صدام الحكم وبعد أندحاره , فماذا يعني هذا؟
    هل هي طائفية بحتة أم لها تفسير آخر ؟
    وأما تلك الفئة من العراقيين الشيعه التي استطاعت الهجرة الى البلدان الغربية في اوربا وامريكا واستراليا ومن ثم حصولهم على المواطنه لتلك البلدان , حاول قسم منهم التقدم بطلبات الأقامة في بلدان عربية من قبيل مصر او الامارات او الكويت او السعودية والأردن فرفضت طلباتهم والحجة أنهم شيعة العراق؟؟
    وأما ما حصل معي ومع اصدقاء لنا أثناء زيارة سياحية ( في اوقات متفرقة) لأربعة بلدان عربية هي مصر وتونس والأردن والكويت فأمتلاكنا لجواز سفر اوربي يسمح لنا كأوروبيين الذهاب الى البلدان المذكورة من دون الحاجة الى تأشيرة ( يتم ختم الجواز في المطار ) وأذن للتواجد في البلد لمدة شهر, ولكن ما واجهونا به يفوق الخيال, فكانت أساليبهم وطريقة تعاملهم هي عينها التي يواجهها كل عراقي شيعي من لدن السلطات الصدامية العبثية المقبورة من سؤ معاملة واستعلاء و وتعسف .
    ولم تختفي هذه الأساليب الى يومنا هذا فبمجرد ان يتصفح ضابط الجوازات اوراق المسافر ويقرأ أسم الشخص وعشيرته ومسقط رأسه او محل أصدار الجواز , فأذا تبين له من خلال القرائن انه شيعي فأحتمالات دخوله للبلد تكاد تكون ضعيفة او صعبه , أو أن يعمد الضابط لمن يحمل باسبورت اجنبي بسؤاله عن اسماء والديه وعشيرته ومن بعدها هـــــــــــــل انت شيعي او ( مسلم) ؟ شيعي ومسلم ؟ وهذا يعني بالمحصلة ان الشيعي ليس بمسلم؟حسب التصنيف الطائفي للعربان.
    أذن من هو الطائفي؟
    وماهي ردة فعل الشيعي العراقي حينما يواجهه العربان بهكذا أستفزاز مشين ومهين؟


    وللعلم ولكي لا ننسى وليومنا هذا , لم يكن للعرب جميعاً أي فضل على أي عراقي وبأي شكل من الأشكال , فأن سمحوا للعراقيين بالتواجد على أراضيهم فالعراق كان يتواجد على أراضيه بحدود 4 مليون وافد وكانوا يستفادون من التعليم المجاني والخدمات الصحية وتحويل العملات الصعبة خارج العراق , بينما لم يحصل العراقيون على هذه التسهيلات في البلدان العربية بل عملوا بعرق جبينهم وبجد وشقاء وكد وما جلبوه معهم من أموال ليبدؤا رحلة العيش في هذه البلدان .
    طوال عقود وسنين من رحلة شقاء وعناء وبؤس الشيعة والظلم والحيف الذي وقع عليهم ( خصوصا العراقيون منهم) لم يشاطرنا احد من العربان سواء على المستوى الرسمي او الشعبي ممن يدعون انهم أسلاميون او علمانيون أو عروبيون وقوميون أحزاننا ومصائبنا ونكباتنا ابتداء من تسلط عصابات أولاد العوجة العبثيين لهذه اللحظة
    أقولها وبمرارة وقلبي يعتصره الحزن والألم أن لا بواكي لنا نحن الشيعه لا سيما نحن العراقيون لأننا كما يقال أم الولد , , .
    فالشيعي يضحي ويبذل نيابة عن باقي العربان من أجل قضية أسمها فلسطين بينما نرى بالمقابل ان اكثر من 800 انتحاري فلسطيني فجر نفسه في وسط الشيعه؟
    الايرانيون الشيعه يقدمون الغالي والنفيس لحركة حماس السنية بينما نرى قياداتهم ليسوا في وارد الظلم الذي وقع ويقع على الشيعه وعلى الايرانيون بالخصوص؟ وما أحدثه المنافق اسماعيل هنية من فعل في الجامع الأزهر بالقاهرة 2012 حينما كان يستمع وبتمعن لسيل من السباب والتحريض والشتائم بحق الشيعه كان يطلقها أحد المرتزقة المصريين من اتباع السلفيه الوهابية ,, واسماعيل هنية كان قادما لتوه من طهران ثم الدوحة الى القاهرة؟ وأما صورته وهو منفرد في صلاة الجمعة بأمامة السيد الخامنئي بطهران لا زالت موجوده في غوغول,,, لعمري لم أشاهد شحاذاَ ومنافقاً في عين الوقت كما رأيته في صورتي اسماعيل هنية وخالد مشعل وأشباههم ,, .؟
    ياترى من هو الطائفي ؟ ومن هو المنافق؟ هل الشيعي الذي يعطي ويبذل؟.
    ام هو الفلسطيني الحمساوي كأسماعيل هنية الذي يقبل يد القرضاوي منحنيا له , والذي ينفرد بصلاته عن الجماعه لأن أمامها شيعي؟
    قصي وعدي أولاد عاهر العوجة يهلكون في الموصل برصاصات الأمريكان تقوم قيادات حماس بتأبينهم والترحم عليهم ونفس الامر حدث حينما شنق صدام؟
    ويعلم الفلسطينيون علم اليقين من هو صدام ومن هو عدي وقصي ؟ ولكنهم نكاية بالشيعه يترحمون عليهم ويأبنونهم
    حتى وصل الامر للتصريح عبر المنابر السلفية والقنوات الفضائية التي باتت ترثي وتترحم على صدام لا لشيئ بل لأمر واحد أنه كان شديدا وقاسياً ضد الشيعه
    هل هذا نفاق ام طائفية أم ماذا ؟

    فما حصل لنا نحن الشيعه هو هو لم يتغير الفاعل ولا الفعل ولكن تغيرت آليات العمل والأفعال بحقنا فقبل السقوط كانت تحدث بأمر عصابات الدولة وبعده أصبحت غدراً ومن خلال نفس الملثمين من زوار الليل قبل السقوط.

    لم نسمع او نقرأ يوما لعربي او لمسلم ( رسميا ً وشعبياً ) يواسي الشيعة عموماً والعراقيون بالخصوص بما حصل لهم ويحصل لهم من تهجير وظلم وتعسف وملاحقة وسجن وقتل وتفخيخ وذبح التي طالتهم من أنظمة الحكم ( العربية او الأسلامية) أو من عصابات قاعدة االشر السلفي التكفيري الأقصائي والوهابي الأرهابي ومشتقاتهم وذيولهم.
    واليوم والعراقيون يحاربون داعش وداعش معلومة هويتها وأيديولوجيتها ومنهجها الفكري ما هو ومن أين تستقيه ومن أين تمويله ومن الذي يستقتل في الدفاع عنه وعن قواعده ؟
    وما قامت عصابات الغدر السلفية الوهابية الداعشية بحق الشيعه وكل افعالهم مؤدلجة بفتاوى مشايخ السلفية الوهابية والممولّ بالبترودولار الخليجي
    في حزيران 2014 قام هؤلاء الغادرون الأرهابيون بأجتياح الموصل وتكريت وديالى ومن ثم عزمهم أو نيتهم لأجتياح المدن والحواضر الشيعية وهدم وتخريب الأماكن المقدسة في كربلاء التي تضم رفات سبط النبي الأكرم ( ص ) الحسين بن علي وأخيه العباس ( عليهم السلام) وكذلك هدم مرقد الأمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام) في النجف الأشرف بعد استيلائهم على اكثر من ثلث العراق, أصدر المرجع الشيعي السيد السيستاني فتواه بضرورة التصدي لهذه الشرذمة المأجورة و الخارجه عن الدين والملة والتي لطالما سكت عن أفعاله الأرهابية الأجرامية الكون كله ولم يدينه ولم يستنكره بل باركوه وساندوه وأيدوه, فظهر للوجود على أثر فتوى المرجعية الدينية الحشد الشعبي المقدس وكونه مقدس ليس صدفه بل لأن الفتوى مقدسه والفعل والهدف مقدسين وهو أستعادة الأرض والدفاع عن العرض
    وقام شباب العراق النبلاء بتولي المهام وتحرير مدن سنية دنستها وامعنت في تخريبها عصابات الغدر والأجرام السلفي الوهابي والمسمى داعش
    وآزرهم ودعمهم في هذا بعد الله القادر سبحانه رجال ايران وما قدموه لا ينكره ألا جاحد من مساعدات عسكرية وأستشارات للجانب العراقي ما لم يقم به غيرهم وحتى الأمريكان اللذين تربطنا معهم تفاهمات وأتفاقات استراتيجية
    فهل من المنطق والعقل ان يرفض العراقي الشيعي مساعدة تقدمها له ايران بسخاء ونحن في أمسّ الحاجة لها؟
    على العكس مما سبق نحن شاهدنا دعم وأسناد وببذخ لا نظير له اعلاميا ولوجستيا للدواعش ولكل من يخرب العراق ويقتل شعبه ولا ننسى من هم أنهم مشايخ البترودولار الخليجي العرباني,,
    ولكن ماذا عن الدور التركي؟
    تركيا هي المستفيد الأكبر من العراق عموما ومن الشيعه خصوصاًعلى مدى السنين ولم يعرها العربان أي اهتمام
    فميزان التبادل التجاري التركي الأيراني وصل الى 30 مليار دولار سنوياً في 2016
    وميزان التبادل التجاري التركي العراقي وصل الى 17 مليار دولار سنوياً في 2016 وهي عباره عن تصدير سلع وانشاء مشاريع في العراق
    وأيران الشيعية وقفت الى جنب تركيا السنية عشية الأنقلاب الفاشل في تموز 2016
    ولكن نرى بالمقابل ماذا فعل الأتراك بالعراق وشيعته , فتركيا ايضا متورطه الى جانب باقي العربان في خراب العراق منذ 2003 مرورا بأحتلال الموصل من قبل داعش وما فعلته تركيا في 2011 بسوريا وفتحها للحدود لمرور الأرهاب الى سوريا ومن ثم للعراق غير غافلين عنه وأخيرا وبعد انقلاب صيف 2016 الفاشل ركب الأتراك السفينة العربانية المشروخة من وسطها مع ربان سلفي وهابي فاشل ( الذي يمقت ويحارب الأخوان أينما كانوا) وقام الأتراك بعد الزيارات المكوكية للسعودية والكويت والبحرين بركوب الموجة وأطلاق عبارة ايران تنشر التشيع في العراق,,,, .
    ـود أن أنوه هنا بأضافة معلومة لعلها غائبة عن أذهان القادة الأتراك أو لدى المتوجسين من الشيعه ومخاطر أنتشار التشيع في الوسط السني , بأن جميع الشيعة في العراق متآلفين و يتألفون من العرب والكورد والتركمان ويتعايشون في عين الوقت مع السنه من عرب وكورد وتركمان , ولم نسمع أحداً من السنه العراقيين بأختلاف قومياتهم أن فرض عليهم أحد التشيع أو بشر به في ديارهم , .
    والمسألة ذاتها في تركيا يوجد ملايين من العلويين والشيعه ولم نسمع يوما ما من نشر للتشيع في الوسط التركي السني , ؟
    فهل طرح الساسة الأتراك والتخويف من التشيع هو غباء سياسي أم سفاهة وبلاهة وسطحية تفكير لدى العقل السياسي التركي او الذي أطلقها ؟ أم كيف لنا تفسير هذا الأمر؟
    والجواب هو أن من أطلق التصريح قبض الثمن سلفاً من البدو العربان شاربي بول الأباعر لا غير

    طارق درويش
    03 - 03 - 2017

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media