وماذا بعد "حول رسالة عزت الدوري المفبركة"
    الجمعة 17 مارس / أذار 2017 - 00:25
    د. أياد حلمي الجصاني
    عضو جمعية الاكاديميين العراقيين ونادي الاكاديمية الدبلوماسية فيينا - النمسا
    قرأت بامعان ما جاء في مقالة الاخ الدكتور عبد الخالق حسين القيمة  المنشورة في صحيفتكم بالامس تحت عنوان :"  حول رسالة عزت الدوري المفبركة " ، ولست بالمعني بما جاء حول الرسالة او خطاب الدوري والتلفيقات والفبركات البعثية المرافقة والمتكررة ولكن الذي اثار دهشتي هو كيف يبقى الطفيليون من العراقيين يعيشون على الجسد العراقي ويمتصون دماء ابنائه علنا امام انظارهم  وحسن العلوي احد هؤلاء حتى اليوم ؟ هذا العلوي الحرباء منظر حزب البعث الذي تلون كثيرا منتهزا الفرص والمواقف والاحداث منذ زمن صدام حسين البائد والى حين انتخابه نائبا في مجلس البرلمان العراقي الديموقراطي صنيعة الحاكم الاداري الامريكي بريمر ليصبح  من اكبر الانتهازيين بالحصول على راتب بالملايين من اموال العراقيين المنهوبة  في جيوب السرسرية  من امثال حسن العلوي ورفاقه البعثيين في البرلمان امثال ظافر العاني وغيره . ولربما من المضحك ان اعرف ان هناك اليوم ثلاثة نواب لرئيس الجمهورية في العراق ولم اسمع في اي من دول العالم حتى العظمى منها ان رئيسا له مثل هذا العدد من النواب ! واعتذر لاعادة استعمال الوصف البذئ " السرسرية " حسب ما جاء في الرابط  الموجود بالمقالة الخاص باحمد السمياوي بعنوان : " حسن العلوي... سيرة سرسري" .

    ولربما يتذكر الاخ الدكتور عبد الخالق ما قام به صديقي استاذ الحضارة الاسلامية في الكويت سابقا الدكتور المقيم في واشنطن حاليا وهو يدافع عن البعثيين ويشتم القادة العراقيين الشيعة ويصفهم " بانجس من الخنازير"  في مقالته المنشورة في مركز النور قبل اشهر قليلة من الان  وكيف اجبته بمقالة ودخلت واخرون في سجال من النقاش الطويل والتعليقات وصلت الى حد الاهانات والتهديدات ولم يتوقف الا بعد ان هددت بكشف انتهازيته بما لدي من معلومات تدينه هو ايضا .  (راجع صحيفة مركز النور مقالتي بعنوان " عتاب اخوي الى صديق هاجم ايران وأهان حكام العراق ووصفهم (بانجس من الخنازير) المنشورة بتاريخ 9 يناير 2017 تحت الرابط رقم ادناه .

    ولكن من المهم هنا ان اذكر هو قبل سنوات وعندما كانت العلاقة بيني وبين ذلك الصديق" دهن ودبس" كما يقولون لسنوات طويلة في الكويت قبل ان يلجأ الى  واشنطن اتصل بي يوما وقال :"  ان  صديقي حسن العلوي اخبرني بانه رشح  للانتخابات وقال عندما ينجح سوف يحصل على راتب ب 8 ملايين  وبعده على تقاعد بالملايين ايضا واضاف يقول  ان حسن العلوي قال له شامتا وبالنص : " ساصبح نائبا وساحصل على الراتب بالملايين و...كذا ... عرض العراقيين وساغادر للعيش في عمان " . واعتذر لاني لا استطيع ان اذكر الكلمة بالنص التي استعملها العلوي الا انها معروفة  عند  العراقيين  . هذا هو السرسري والطفيلي  حسن العلوي الذي نشر في احدى الصحف عن مرافقته لطارق  الهاشمي في زيارته الى الملك عبد الله الى الرياض وعندما وصل الهاشمي لمصافحة الملك وتقبيله كان وراء الهاشمي يقف العلوي وهو يسمع ما قاله الملك عبد الله للهاشمي اثناء القاء التحية " اي مو اعطيناكم 2 مليار دولار ونصف وبعدهم الشيعة يحكمون في العراق ؟ ". ويقول العلوي بعد ان سمع هذا الكلام سمع الهاشمي يقول للملك  :"على كيفك ترى  ورانا شيعي يسمع كلامنا "

    نعم هذا هو العلوي شيخ السرسرية البعثيين المخضرمين  الذين ما زالوا منتشرين ليس فقط في البرلمان العراقي بل وفي اكثر مناصب الدولة الحساسة وان سجل المختلسين الذين نهبوا اموال الشعب العراقي كبير ومعروف  منذ احتلال العراق وحتى يومنا هذا . والعتب ليس على العلوي بل على من رشحه لعضوية البرلمان وعلى الحكومة العراقية التي فيها مثل هذا البرلمان الاضحوكة وعلى المسئوولين الذين يقبلون ان يعيش بينهم مثل هذا الطفيلي الانتهازي السرسري  . عراق مريض وبرلمانيون بشهادات مزيفة  وملايين تسرق من قوة الشعب العراقي وارهاب وفساد وخوف منتشر من تفجيرات تشل حياة الشارع العراقي وحرب طاحنة ما زالت مع البعثيين تسحق العراقيين  وتدمر العراق وهذه معاركنا مع البعثيين ما زالت مستمرة منذ عامين في الموصل بعد ان انتقلت من منصات الرمادي والفلوجة . وبالمناسبة وانا اشاهد تلفزيون القناة العراقية الرسمية  قبل ايام عند افتتاح دورة البرلمان الاخيرة ظهر رئيس البرلمان سليم الجبوري على الشاشة  ليبدأ الحديث وبيده ورقة عن سلم رواتب اعضاء البرلمان حسب شهاداتهم ولم اسمع كلمة في البداية ترحب وتشيد بانتصارات المقاتلين العراقيين الابطال في حربهم الدائرة اليوم في الموصل اولا ! او الوقوف حدادا دقيقة واحدة على ارواح الشهداء الذين يسقطون في ساحات المعارك كل يوم ! هذا هو  رئيس برلماننا الذي لا انسى تصريح له  قال فيه : " ان الحشد الشعبي هو وجه العملة الاخر لداعش " . ولا ادري ويا للفضيحة ان صحت الاخبار انه تجرأ وسافر ليلتحق بركب الربع اخوانه  المتآمرين في مؤتمرهم المشبوه المنعقد في اسطنبول الاسبوع الماضي ؟

    وما يهمني هو الحديث عن الملايين التي حصل عليها العلوي في اعوام قلائل  وهي اضعاف راتب استاذ جامعي  مثلما يذكر الاخ الدكتور في مقالته ،  ارجو ان يسمح لي القارئ الكريم ان اذكر له حكاية ما زالت تثير السخرية والالم في نفسي وان اعرض عليه  شيئا من شكوى وجهتها في رسالة عتاب  بتاريخ 22 ابريل 2014 الى نائب رئيس الجمهورية العراقية الدكتور خضير الخزاعي أنذاك الذي مثل العراق بمؤتمر القمة العربية المنعقد في الكويت في مارس 2014 نشرت في صحيفة مركز النور ( راجع الرابط  في اسفل المقالة للعودة الى كامل الرسالة )  جاء فيها :" سيادة النائب المحترم تعلمون ان الحكومة العراقية شملت العاملين العراقيين في الكويت بقانون العمل والضمان الاجتماعي للحصول على التقاعد . لم يثق العديد من الاساتذة او الاطباء او المهندسين العراقيين العاملين في الكويت بالاشتراك في القانون، لكني اشتركت فيه في الثمانينيات ودفعت الاستقطاعات التقاعدية بالعملة الصعبة عن خدمتي في الكويت مضافة الى خدمتي السابقة كمدرس في العراق لدى الدائرة العمالية في السفارة العراقية وحصلت على راتب تقاعدي متواضع عام 1989 بلغ 140 دينارا كويتيا شهريا اي ما يقارب 500 دولار امريكي . "ويا فرحة ماتمتش" كما يقول اخوتنا المصريون . ضاع الراتب بعد غزو الكويت عام 1990 واصبح في  عام 1992 على ما اتذكر 2000 دينار اي دولارا واحدا او دولارين ايام الحصار على العراق . وبعد ربع قرن من غزو الكويت وصل راتبي التقاعدي الى 200 الف دينار عراقي اي ما يعادل 150 دولار امريكي  مثلما اخبرني موكلي في بغداد . اليس هذا ابشع انواع الظلم في حق متقاعد عراقي  دخل عمر الشيخوخة ؟ وكيف يحلم انسان مثلي بالعودة للوطن وكيف استطيع العيش فيه بهذا الراتب التافه وانا في هذا العمر " ؟  واضفت في رسالتي  قائلا :

    " يا سيادة النائب ..ان سيادتكم ووزراء كم ونوابكم ومستشاريكم وحماياتكم وقادة عساكركم مع التقدير لجهود المخلصين منهم ، ينعمون بخيرات العراق والرواتب الخرافية وغدا التقاعد الدسم بالملايين و العمال المتقاعدون البؤساء ينامون جائعين ! اليس في هذا ابشع صور الظلم ؟ أهكذا توزع ثروة النفط على ابناء العراق ؟ اهذا هو التغيير الذي كان ينتظره العراقيون ؟ يا سيادة النائب .. عندما اعود بالذاكرة للحديث عن الشان العراقي بعد الاحتلال الامريكي وكيف وصل العراقيون الذين كانوا في المنافي باسم المعارضة الى مختلف مراكز السلطة عن طريق سلم الديموقراطية المستوردة والمفروضة بالقوة حسب مزاج الرئيس الامريكي السابق جورج بوش او توزيع المناصب على القادمين مع الدبابة الامريكية عند الاحتلال مثل وصول البعثيين بالقطار الامريكي سابقا ، من قبل خبير الارهاب حاكم العراق الاداري بول بريمر حسب المحاصصة الطائفية والقومية وليس عن طريق الخبرة والكفاءة وقراراته الكثيرة التي دمرت العراق  ، نرى كيف ترك الكثير منهم لنا خيبات الامل عندما قاموا بنهب المليارات من اموال العراقيين ، وعلى راسهم بريمر نفسه ، وهربوا الى خارج العراق او دخلوا في صراع ومؤامرات ضد بعضهم البعض وهو ما نراه بام اعيينا من المهازل المتوالية على الساحة العراقية وفي مسرحيات نوابنا ورئيسهم في برلمانهم المشلول منذ عام 2003 او ان تحتل الشخصيات الموجودة في السلطة اليوم اكثر المناصب حساسية دون اية خلفية علمية او خبرات سابقة . كل ذلك يتركنا ان نعرف السبب الحقيقي في انحدار العراق نحو الحضيض وتركه ساحة للارهاب وهذه الرمادي والفلوجة المؤشر الخطير على ان العراق دولة فاشلة ومنهارة مع وقوع المجازر المرعبة يوميا في بغداد المهددة بغزو ما يسمى داعش والبعثيين وانتشار التلوث وتدمير البيئة والامراض والفقر وعصابات الخطف والرشاوى وآخرها سيطرة المجموعات الارهابية على مصادر المياه وتنظيمات الري وقطعها عن الناس وتدمير الانهر والسدود وحرمان وسط وجنوب العراق من المياه بعد ان دمروا بالكامل اجهزة السيطرة في سدة الفلوجة مما ادى الى قطع مياه الفرات عن عدد من المحافظات . فماذا ينتظر العراقيون يا سيادة النائب ، من ينقذ العراق وشعبه من هذه الكارثة المستمرة والمأزق الخطير القادم ومن ينصر المظلومين ويرحم الفقراء ؟ " .    

    واليوم هذا هو العراق الذي تخلص من الظلم والاستبداد وعاد الى الفوضى واستمرار النهب وضياع حقوق الانسان فيه كما ذكرت في رسالتي . فالعلوي الانتهازي رغم ما يذكر عن انشقاقه وانقلابه على سيده يصبح نائبا بالعافية كما يقولون ويحصل على الملايين راتبا تقاعديا  مدى الحياة  بعد سنوات قلائل وعن عمل لا يستحق الذكر واما الاستاذ العراقي الذي اكمل خدمة ثلاثين عاما بموافقة الدولة العراقية  فلا يحصل الا على القشور فمن يسال ومن يعرف الحق والعدالة . فسلام على العراق وعلى زمن الانتهازيين السرسرية والطفيليين العملاء والخونة والحرامية الذين ينعمون بثروة العراق دون حق ودون رقيب ومحاسب  . والسلام على العراقيين الفقراء المساكين الذين لا يحصلون على الحد الادنى من ثروة بلادهم النفطية الكبيرة من اجل ضمان العيش بكرامة ! والسلام على الملايين الذين هربوا من الظلم في الوطن ليغرقوا في البحار او ليهيموا في اوروبا وغيرها لاجئين يعيشون على الهبات وعطف دول الاتحاد الاوربي  التي باشرت بطرد اللاجئين من اصول اسلامية تمشيا مع سياسة الرئيس الامريكي الجديد ترامب وتطلعات احزاب اليمين المتطرف بهذا الخصوص وخاصة بعد تصرفات الرئيس التركي اردوغان الرعناء وتطلعاته السلطوية العثمانية تجاه الاتراك المواطنين في دول الاتحاد الاوربي مثلما حصل مع حكومة هولندة والمانيا  والنمسا وغدا مع فرنسا .

    نعم اخي الدكتور عبد الخالق كما تقول في مقالتك ومعك الحق " اننا نعيش اليوم في زمن الخديعة " . لا بل في زمن الخيبة المخيف وزمن نكبات العراق والعراقيين التي لا تنتهي . وفي كلمة اخيرة اقول ان مسلسل القهر والظلم  والنهب والدماء والحرب الطائفية وعلو شأن الانتهازيين السرسرية والخونة في العراق قديم  لكننا نخفي على ابنائنا وحتى على انفسنا دون خجل الحديث عن تاريخنا غير المشرف بل ونريد ان نقنع العراقيين باننا نقاتل اليوم ما يسمى ب "داعش" وليس القادة العراقيين البعثيين  الهاربين بعد احتلال العراق عام 2003 من مخلفات القائد الضرورة.

    مع خالص تحياتي للدكتور عبد الخالق وتمنياتي له بمزيد من العطاء وشكرا  لصحيفتنا الكريمة الاخبار .. وان الله مع الصابرين !.....

      1-http://www.alnoor.se/article.asp?id=240809#sthash.hTujyCaN.dpuf

     2-http://new.alnoor.se/article.asp?id=314352#sthash.nustsjBT.dpuf


    رابط متعلق بالمقال
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media