امرأة على سطح رصيفٍ بارد
    السبت 18 مارس / أذار 2017 - 14:32
    عبد الستار نور علي
    [[article_title_text]]
    عزفَ الشعرُ لليلى وسعادْ
    وللبُنى ولسلمى ولعبلةْ،
    ولهيفاءَ إذا مُقبِلَةً هلّتْ،
    وعجزاءَ إذا مُدبِرَةً ولَّتْ،
    فما منها بشاكٍ قصرٌ،
    أو يشتكي من تلكم الغيداءِ طولُ.

    وتغنّى بعيونِ الظبيِّ،
    والخدينِ، والصدرِ،
    وبالعُنابِ والبَرَدِ،
    فماتَ الفتيةُ العُشاقُ منْ فرطِ الهُيامِ،
    وبالسيوفِ وبالعوالي!

    هُنَّ لم يعملْنَ،
    لم يعلمْنَ،
    لم يغرسْنَ نبتاَ.
    ما حملْنَ الصخرَ أثقالاً منَ الأحزانِ،
    لم يعرفْنَ طعمَ البردِ والقضبانِ،
    أو أرصفةَ الغربةِ،
    أو حشرجةَ الظمآنِ والجُوعانِ.
    لم يلقيْنَ ما مرَّ بليلانا وسلمانا،
    وشيرينَ ونيفينَ ونجوى.

    هذه ليلايَ!
    يا ليلاهُمُ!
    هلْ أذاقوكِ كؤوساً مثلَما ذاقَتْ؟
    وهل كانَ فراشُ الليلِ شوكاً وصخوراً
    في لياليكِ الحسانِ؟

    ذبلَ الوردُ ببستانِ الربيعْ.
    غارَ ماءُ الأرضِ، جفَّ الزرعُ والضرعُ لمرآها،
    وشابَ الشعرُ في رأسِ الرضيعْ!
    والسماءُ انفطرتْ،
    والجبالُ سُيّرَتْ،
    والبحارُ سُجّرَتْ،
    والقبورُ بُعثرَتْ،
    والعِشارُ عُطّلَتْ.
    والغيومُ أمطرَتْ
    حِمماً، ناراً،
    وبركانَ دماءْ.
    هل لآياتِ السماءْ
    وعِماماتِ الهواءْ
    نرفعُ الأيدي،
    وهلْ تسمعُنا؟


    عبد الستار نورعلي
    الجمعة 17.3.2017

    * الصورةُ للطيفة عبد ولي ابنةِ العزّ والعِلمِ والثقافة التي شرّدتْها ايادي الفاشستِ والظلم والقهر والإهمال. ولمن أراد معرفة المزيد مراجعة الرابط أدناه:
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media