العبادي: سنقضي على «داعش» نهائياً ونرفض احتواء
    الخميس 23 مارس / أذار 2017 - 07:58
    [[article_title_text]]
    بغداد, واشنطن: متابعة محمد الانصاري (الصباح) - أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي أن العراق سيقضي على «داعش» الإرهابي بشكل نهائي، رافضاً نهج الاحتواء الذي تبديه بعض الجهات الدولية لهذه الجماعة الإرهابية، وفيما أشاد بدعم التحالف الدولي؛ أوضح أن العراق لا يستجدي الدعم أو أنه يطلبه من موقع ضعف بل من موقع انتصار وقوة، وفيما أعلن العبادي خلال لقائه بالجالية العراقية في واشنطن أن «العراق سيخرج أقوى من ذي قبل بعد القضاء على الارهاب، وأننا لن نتراجع عن حملة الإصلاح»، أبدى قادة الكونغرس الأميركي بشقيه النواب والشيوخ تأييدهم ودعمهم للعراق مشيدين بما قدمه العراقيون من تضحيات في الحرب ضد عصابات «داعش» الإرهابية. وقدم وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون؛ رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى منصة الحديث في اجتماع التحالف الدولي ضد «داعش» في واشنطن أمس الأربعاء؛ واصفاً إياه بـ «الحليف الشجاع» مشيداً بتواجده في الخطوط الأمامية للجبهة.

    كلمة العبادي
    وقال رئيس الوزراء خلال كلمته التي تابعتها «الصباح»: إن «هذه الانتصارات التي ترونها اليوم في العراق، تحققت بفضل وحدة العراقيين وتعاونهم، فلقد قاتلنا طيلة أكثر من سنتين من جنوب بغداد ومروراً إلى شمال البلاد»، وخاطب وفود التحالف الدولي بالقول: «لقد زرت الجبهة قبل أن آتي إلى اجتماعكم هذا، وجميع العراقيين يقاتلون تحت راية واحدة، إنهم يقاتلون عدواً واحداً اراد أن يمزقهم، فكان الرد بوحدة العراقيين أكبر دليل على فشل «داعش» الإرهابي».
    وأضاف العبادي، إن «هناك جهودا كبيرة تبذل لإغاثة النازحين واعادة الاستقرار إلى المناطق المحررة، حيث عاد الآلاف إلى مدن تكريت والفلوجة والرمادي بعد توفير الخدمات الأساسية فيها، رغم الضغط الاقتصادي بسبب انخفاض أسعار النفط؛ إضافة إلى خوضنا لحرب متواصلة ضد «داعش»، ولقد استطعنا تأمين الكثير من الخدمات في المناطق المحررة من الموصل، حيث أعدنا افتتاح 250 مدرسة في الجانب الايسر للمدينة، إضافة لعدة مستشفيات ودوائر خدمية، ففي الوقت الذي تقاتل فيه قواتنا المسلحة «الدواعش» فإنهم يقومون إضافة لمهامهم بحماية المواطنين وتوفير الخدمات لهم».
    وأكد رئيس الوزراء: «اليوم؛ نواجه «الدواعش» في المراحل الاخيرة، فهذه العصابة الإرهابية التي أرادت بناء إمبراطورية تحت شعار التوسع والبقاء، اثبتنا في العراق أنها تتقلص وتزول، وإننا إذ نقوم بتحرير أرضنا من رجسهم، نبعث برسالة قوية إلى المغرر بهم في أنحاء العالم (أننا كسرنا حلم «داعش» الإرهابي)، و«داعش» تقوم حالياً بعمليات إرهابية في أماكن متفرقة في أنحاء العالم لتثبت أنها موجودة وهي مجرد أوهام تغري بها البعض، فنحن اليوم في مرحلة القضاء على «داعش» وليس احتواؤها، لأن الاحتواء مسألة خطيرة، كون «داعش» منظمة إرهابية إجرامية لا تؤمن بشيء ويجب القضاء عليها بصورة نهائية، ونحن نعتقد في العراق أننا قادرون عليها».
    ثم تحدث العبادي عن السياسة الداخلية للحكومة العراقية فقال: إن «الحكومة تتبنى سياسة اللامركزية، وهناك مشاريع إعادة استقرار في جميع المناطق المحررة»، وأضاف أن «العراق يسعى إلى زيادة إنتاج النفط إلى 5 ملايين برميل لتحسين اقتصاده ولتحسين الخدمات التي يقدمها لمواطنيه»، وتابع القول: «يشهد العراق منذ 20 شهرا تظاهرات بشكل شبه أسبوعي تطالب بالحقوق، ونحن نحترم هذه التظاهرات وتحميها قواتنا الأمنية مادامت تلتزم بالقانون، وهذا تطور كبير في بلد، كان يحكم بالقمع طيلة عقود من حكم البعث الصدامي»، وأضاف، «نرى أن الفساد آفة لا تقل خطرا عن الإرهاب ويؤدي استفحاله إلى تداعيات خطيرة، فانهيار القوات العراقية قبل 3 سنوات أمام «داعش» كان أحد أهم أسبابه هو الفساد».
    وانتقد العبادي التعامل بازدواجية الذي تنتهجه بعض الدول إزاء «داعش»، وقال: «يجب ألا تنظر بعض الجهات إلى «داعش» على انها منظمة إرهابية إن هددت مصالحها أو اعتدت عليها، بينما تراها بصورة أخرى إن هي هاجمت مكانا أو بلداً آخر»، وأضاف، إن «الإرهاب لا يهدد العراق فقط، ولكن يهدد العالم، وعلى جميع دول العالم أن تتكاتف للقضاء عليه، فالإرهاب يستغل الظلم الذي يجري في المنطقة كما يستغل الصراع الإقليمي فيها، لذا فأنا أدعو لاحتواء الخلافات الإقليمية كجزء من إنهاء مبررات ظهور الإرهاب»، وقال رئيس الوزراء: «نحن الان عازمون على القضاء على «داعش»، فقواتنا من جيش وقوات أمنية وبيشمركة وحشد شعبي يقاتلون سويا الآن لتحرير الأرض والإنسان»، وأوضح أن «الحشد الشعبي الذي يضم متطوعين من كافة أطياف الشعب العراقي هو الآن مؤسسة ضمن المنظومة العسكرية للدولة العراقية وتعمل وفق القانون».
    وبكلمات قوية ختم رئيس الوزراء خطابه أمام اجتماع التحالف الدولي، حيث قال: «نرحب بكافة أشكال الدعم الدولي ضد «داعش»، فهناك مصالح مشتركة لنا جميعاً، إلا أننا لا نستجدي هذا الدعم أو نطلبه من موقع ضعف، ولدينا القدرة على الانتصار على الإرهاب الذي هو نتاج لمشاكل موغلة في الزمن». 

    حديث تيلرسون
    من جانبه، أشاد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الذي افتتح اجتماع التحالف الدولي ضد «داعش» بانتصارات القوات العراقية في الحرب ضد «داعش» وما تبديه من بطولة ومهنية في تحرير الموصل.
    وقال تيلرسون: «ستزيد الولايات المتحدة من ضغطها على تنظيمي «داعش» والقاعدة وستعمل على إقامة مناطق استقرار مرحلية من خلال الهدن العسكرية لتمكين اللاجئين والنازحين من العودة إلى بيوتهم»، وتابع: «سنسهل عودة النازحين إلى المناطق المحررة من «داعش» وسنعمل مع القادة المحليين في العراق وسوريا من أجل استعادة الاستقرار»، وأكد وزير الخارجية الأميركي، أن «القضاء على «داعش» هو أولوية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط»، لافتا إلى أن تصفية زعيم «داعش»، المدعو «أبو بكر البغدادي»، ليست إلا «مسألة وقت»، وأعلن تيلرسون أن التحالف الدولي يخطط لتخصيص أكثر من ملياري دولار لتفكيك الألغام في المناطق المحررة من «داعش» في العراق وسوريا وإعادة إعمارها.
    وشارك وزراء خارجية ورؤساء 68 دولة في الاجتماع الموسع في العاصمة الأميركية واشنطن الذي يختتم اليوم الخميس، للاتفاق على الخطوات المقبلة لهزيمة تنظيم «داعش» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقطع أذرعه في أوروبا والعالم، وركزت مناقشات أمس الأربعاء على سبل المساعدة في إعادة إعمار الموصل.

    الجالية العراقية
    من جانب آخر، أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي أن «العراق بخير وإننا مقبلون على ما هو افضل»، مؤكدا «اننا اقرب للتوحد من اي وقت مضى»، وقال المكتب الإعلامي في بيان أمس الأربعاء: ان «العبادي التقى الجالية العراقية في واشنطن، حيث أكد رئيس الوزراء أن ابطالنا وقفوا في حربنا ضد «داعش» وقفة يعجز الكلام عن وصفها لأن العدو أراد تمزيق هذا الوطن ولكن تم احباط مخططه».
    وأضاف العبادي «لن نتراجع عن حملة الاصلاح ومستمرون بمحاربة الفساد وهناك من الفاسدين من يعلم اين نسير وسنصل اليه ولذلك يحاول خلط الاوراق والتشويش»، وبين «اننا مع الازمة الاقتصادية وانهيار اسعار النفط استطعنا ادارة الازمة وتسيير الامور، والعراق سيخرج اقوى من قبل»، وفي ما يخص زيارة واشنطن أكد العبادي ان «الدول لا تبحث عن الضعيف انما تبحث عن القوي وجئنا الى واشنطن ونحن اقوياء ومنتصرون»، مبينا «اننا نتكلم الآن عن القضاء على «داعش» وسنقضي عليه قريبا بوحدتنا».

    قادة الكونغرس
    والتقى رئيس الوزراء خلال زيارته التي يقوم بها إلى الولايات المتحدة، تجمع «دعم العراق» الذي يضم مجموعة من اعضاء مجلس النواب الاميركي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس، كما التقى العبادي زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ الاميركي ميتش مكونيل وزعيم الاقليات في مجلس الشيوخ تشاك شومر وزعامات مجلس الشيوخ.
    واجتمع العبادي في مبنى الكونغرس برئيس مجلس النواب الاميركي بول راين، وقال بيان للمكتب الإعلامي: إنه «جرى خلال اللقاء بحث مجمل الاوضاع والعلاقات بين البلدين وسير معركة تحرير الموصل واعادة الاستقرار والنازحين الى المناطق المحررة والدعم الدولي للعراق في الحرب ضد الارهاب، اضافة الى الاوضاع الاقتصادية والمالية في العراق مع انخفاض اسعار النفط».
    وأضاف البيان أن «رئيس مجلس النواب الأميركي بول راين؛ قدم التهنئة بالانتصارات المتحققة على عصابات «داعش» الارهابية، مشيدا بما قدمه العراقيون في حربهم ضد العصابات الإرهابية، وأكد راين أهمية العلاقة بين البلدين والعمل على تعزيزها ودعم بلاده للعراق في حربه ضد العصابات الارهابية» .
    كما التقى العبادي في مبنى الكونغرس خلال اجتماعين منفصلين؛ رئيسي لجنة العلاقات الخارجية في مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين بوب كوركر وإد رويس «وتطرق الاجتماعان الى التعاون بين البلدين والحرب على الارهاب وسير معركة تحرير الموصل، اذ اشادت لجنتا الكونغرس بالانتصارات المتحققة على «داعش» والشجاعة الكبيرة للقوات العراقية، مؤكدين استمرار دعم الادارة الاميركية للعراق».
    وفي إطار زيارته المهمة إلى واشنطن، استقبل رئيس الوزراء في مقر اقامته في واشنطن وفدين من شركة «جي أي» للطاقة، وشركة «بوينغ»، وأفاد بيان المكتب الإعلامي بأنه «جرى خلال اللقاء مع شركة «جي أي» بحث سير عمل المشاريع التي تقوم بها الشركة في العراق في مجال القطاع الكهربائي لتوليد ونقل الطاقة الكهربائية من اجل رفد المنظومة الوطنية بالطاقة مما ينعكس ايجابا على تزويد المواطنين بالكهرباء، كما بحث العبادي مع وفد شركة «بوينغ» جهود تطوير الخطوط الجوية العراقية والارتقاء بواقع عملها «.
    من جانبه قال الأمين العامّ لـ «الناتو»: «اننا مُعجَبون جدّاً بما يتحقق في العراق من انتصارات في الحرب ضدَّ عصابات «داعش» الإرهابيَّة؛ وهذا الانتصار للعراق، وللعالم كلـِّه؛ لأنَّ ما تقوم به القوات العراقية هو دفاع عن العالم كلـِّه».
    واضاف ستولتنبرغ أنَّ «العراق يقوم بأهمِّ دور في مكافحة الإرهاب من خلال جُنوده الذين يُضحُّون بدمائهم، وحياتهم من أجل القضاء على عصابات «داعش» الإرهابيَّة، وأنَّ القوات الأمنيَّة تعمل باحترافيَّة عالية وإخلاص وكفاءة في العمليَّات العسكريَّة الجارية لتحرير الموصل، ويتقدَّم حلف «الناتو» بكلِّ الشكر، والتقدير لما يتحقق في الحرب ضدَّ الإرهاب»، وأكد الامين العام لحلف «الناتو» استمرارهم بمُساعَدة العراق، وتدريب قواته، وإعادة تأهيل، وصيانة مُعدّاته العسكريّة، كاشفاً عن «موافقة دول حلف «الناتو» على تدريب القوات المسلحة العراقـيَّة داخل العراق خلال الفترة المقبلة، والبدء بحملة كبيرة لصيانة الأسلحة الروسيّة الصنع التي يمتلكها الجيش العراقيّ».
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media