مسؤول عراقي: بغداد تلعب دوراً محورياً في التقريب بين طهران والرياض
    الخميس 23 مارس / أذار 2017 - 18:31
    [[article_title_text]]
    بغداد  (موازين نيوز) - قال سفير جمهورية العراق لدى الكويت علاء الهاشمي، إن العراق قادر على أن يلعب دوراً محورياً في التقريب بين إيران والمملكة العربية السعودية، خصوصاً في ظل علاقاته الجيدة مع البلدين
    فنحن نستطيع أن نقرب وجهات النظر بينهما، وأعتقد أن هذه المهمة ليست صعبة إذا كان مبدأ حسن النية هو الدافع لدى الطرفين.

     وأضاف الهاشمي، في حديث لصحيفة (الجريدة الكويتية)، أن "علاقة بلاده مع الخليج إبان الحرب العراقية - الإيرانية كانت متميزة، ولكن بعد فترة حصل ما حصل من انتكاسات مما كان له أبعاد سلبية في هذه العلاقة، مستدركاً لكن العراق الجديد يعد الأخ الكبير مع السعودية لدول الخليج، ويحرص على مصالحها، ونعتقد أنه لا يمكن للخليج أن يستغني عنا".

    واشار الى إن "العلاقة الكويتية - العراقية تنهض برؤية مستقبلية قوية بعد فترة حصل فيها ما حصل من انتكاسات، فالجانبان يسعان إلى تدعيم العلاقة الأخوية بينهما على كل المستويات، لاسيما أن الكويت طلبت تعيين سفير عراقي، وهو ما دعا وزير الخارجية ابراهيم الجعفري لاستقدامي من مدريد للعمل في الكويت، وذلك لأهمية العلاقات بين البلدين، وأعتقد أنها في تصاعد مستمر، وأنا على يقين أنها ستأخذ مدى أوسع نتجاوز به الماضي، وتكون مثالا وقدوة للمنطقة"،مضيفا "هناك استثمارات كويتية سابقا وأنا شخصيا أسعى إلى تعزيزها باعتبار الاقربين اولى بالمعروف وهناك اهتمام كويتي بالاستثمار في العراق على المستويين النفطي والتجاري، ولدينا مشاريع كويتية يتم إنجازها في العراق، ونعتقد أنه طالما أن هناك بداية شراكة طيبة فمن الممكن تشجيعها وتعزيزها".

    وتابع "لدى العراق تجربة كبيرة على مستوى العالم، فخلال السنتين والنصف الماضيتين أظهرنا حقيقة الجيش العراقي والقوات العراقية والأخرى بكل مسمياتها في مواجهة أشرس تنظيم إرهابي، وكما قال الجعفري هي حرب عالمية ثالثة، حيث إن أكثر من 100 جنسية تشارك في تلك الجماعات الإرهابية الموجودة على أرض العراق، ولإرجاع العراق إلى عصور الظلام باسم الإسلام، لذلك أي خبرة في مواجهة الإرهاب لم نضن بها على الاخوة، حيث شاركنا بها الجهات والأجهزة الأمنية في دول المنطقة، ونعتقد أن الايام القادمة ستكون الحرب ما بعد داعش خارج الأراضي العراقية، لذلك نبهنا الاخوة للاسراع بإيجاد حلول عملية، والاستفادة من الخبرة العراقية في هذا المجال".

    واكد "حذرت أنا في مداخلتي خلال أعمال اجتماع المجموعة المعنية بمنع تدفق المقاتلين الأجانب ضد تنظيم داعش الأسبوع الماضي ان علينا ان نكون حذرين في إعادة التأهيل، فتعبير التأهيل يجب أن يكون دقيقا، فتأهيل القاتل لا يجوز شرعا ولا قانونا، أما إذا كان هناك أناس غرر بهم ولم يرتكبوا جرائم فلا بأس من ادخالهم برنامج التأهيل".

    ولفت الى ان "العلاقة العراقية - الخليجية منذ الحرب العراقية- الإيرانية كانت متميزة، ولكن بأبعاد أخرى مع الأسف، كانت سلبية، فالعراق الأخ الكبير مع السعودية لدول الخليج، وحرص على مصالح الخليج والاستفادة من التجارب بعد 2003، حتى الآن اعتقد انه لا يمكن ان يستغني الخليج عنها.فالتقارب مع الخليج لا يجب أن يكون منه بل هو استحقاق، وذلك لما ضحى به العراق منذ الحرب مع إيران من آلاف الشهداء وتدمير البنى التحتية، وهذا الاستحقاق يوجب على الاخوة الخليجيين أن يتفهموا العراق الجديد الذي يمد لهم يد المحبة والاخوة بكل صراحة، وإيمانا منا بالمصالح والمخاطر المشتركة التي توجب أن نلتقي ونتحاور ونبتعد عن أساليب التهديد والوعيد، فبعد انقطاع 13 عاما عينت المملكة سفيرا، وتجاوزنا الخلافات الماضية، ومددنا ايدينا للاخوة في السعودية لما نعيه من اهمية الدور السعودي في المنطقة والخليج بالذات".

    وبين "فالخطوات الحالية تبشر بالخير، وهناك نتائج ايجابية، وسنستمع خلال الأيام القليلة القادمة إلى خطوات اخرى تعزز هذا التقارب.نحن لا نرى التقارب يقاس بهذا المقياس، بمعنى أنت معي أو ضدي، بل نرى أن العراق يجب أن يؤدي دوراً محورياً خصوصاً مع العلاقات الجيدة مع إيران والسعودية، فنحن نستطيع أن نقرب وجهات النظر بين البلدين، وأعتقد أنها ليست مسألة صعبة، إذا كان مبدأ حسن النية هو الدافع لدى الطرفين".

    واستدرك في حديثه قائلا،ان "العراق يقوم بخطوات ثابتة لاستعادة ثقته بنفسه ودول الخليج العربي أخوة لنا وأقرب الناس، وأعتقد أنه كلما تعمقت العلاقة أصبح هناك السبيل إلى التكامل الخليجي العراقي، ونحن ننظر إلى هذا الأمر بمنظور أن العلاقة جذرية وأساسية ومصيرية، فالشرق الأوسط يعيش وسط أزمات متعاقبة، وكلما تقاربنا استطعنا أن نحل مشاكلنا على الصعيدين الإقليمي والدولي".
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media