أوراق التشهير السياسي.. تُسقطها رياح الإنجازات في الأمن والعلاقات الخارجية
    الجمعة 24 مارس / أذار 2017 - 20:36
    [[article_title_text]]
    بغداد (المسلة) - في مرحلة استثنائية يعيشها العراق، تحْضرها الحرب على داعش، فان كسْب دعم دولة عظيمة مثل الولايات المتحدة، انجاز تاريخي، وهو ما تمخّض عنه لقاء رئيس الوزراء حيدر العبادي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اكد وقوف بلاده مع العراق في حربه على الإرهاب، وتعزيز الدعم له.

    لكن ذلك لا يروق لجهات سياسية ، تحسب كل مواقفها في الميزان الانتخابي وفيما اذا التطورات تجري في صالحها ام لا ، فترسم تحركاتها على ضوء مصالحها وليس مصلحة الوطن.

    وفي حين اثنى العراقيون على نتائج الزيارة ، راحت تلك الجهات، تشكك من جديد في النتائج وتنشر الشائعات حولها تتعلق بالحرب على داعش والعلاقة مع ايران ، ومستقبل الحشد الشعبي.

    وخاضت صفحات رقمية ووسائل اعلام ، في تقارير مدفوعة الثمن لتشويه الإنجاز العراقي مثلما حدث في معارك تحرير الفلوجة والموصل وخور عبد الله عبر العمل على قلب الحقائق وتمرير المعلومات المغلوطة.

    وهكذ يدأب سياسيون ونواب على إثارة الأزمات عبر خطابات التحريض ومحاولة كسب تعاطف المواطنين في الملفات الساخنة، لتبرير مواقفهم والظهور بمظهر المدافع عن القضايا الوطنية التي تهم البلد، من اجل التغطية على الانجازات الحكومية التي حققت انتصارات واضحة في حربها ضد الفساد ونجاحها في ادارة مؤسسات الدولة.

    ودشن هؤلاء مرحلة من التحريض ضد الحكومة، في الوقت الذي تتحرك فيه لحل الملفات المعقدة في العراق، في محاولة إشغالها بقضايا جانبية لتهييج الشارع العراقي ضدها، ولصق الاتهامات حولها.

    وكلما برز الإنجاز، تحرّكت قوى سياسية وراء الكواليس وأمامها، لخلط الأوراق، وإثارة الدخان حول كل حدث وإنجاز يمكن ان يُحتسب نجاحا حكوميا.

    وبهذا الصدد يرى النائب جاسم محمد جعفر، ان "بعض المزايدات اصبحت واضحة للعيان وهو الحقد والرهان على الفشل الحكومي، فيما انجازات رئيس الوزراء حيدر العبادي وحل المشاكل السياسية والاقتصادية والامنية التي يمر بها البلد طوال السنوات الماضية، كبيرة وواضحة ولا يمكن المزايدة عليها".

    وأضاف جعفر في حديث خص به، "المسلة"، ان "البعض بدأ يعبث بالعديد من الملفات ليجد ثغرة يسقط بها الحكومة وينال من تلك المنجزات الواضحة للعيان، لكن الشعب على وعي كامل بان ما يدور هو عمليات تسقيط في وقت تعمل فيه الحكومة على الاصلاح وادامة زخم المعارك".

    واصبح أمرا منهجيا الطعن باي إجراء حكومي، و أي مشروع، حتى بات الجمهور مدركا بان وراء هذه المعارضات السياسية للحكومة، أغراض انتخابية ودعايات ترويجية، تتناسق مع مشاعر الحقد والانتقام من قبل قوى مدفوعة بعقدة النقص أمام الإنجازات، الأمر الذي يدفعها الى تغطية "تقزّمها" السياسي، بالتهجم على الحكومة في مناسبة، او غير مناسبة.

    واحدى الملفات التي استخدمت لأغراض التسقيط والتشهير السياسي ضد الحكومة ، الوزارات الشاغرة ، وهو ما يؤكده النائب محمد كون الذي قال لـ"المسلة"، ان "العبادي عمل خلال عدة اشهر على مشاورات كبيرة مع الكتل السياسية من أجل ضمان الدعم البرلمان للتصويت على المرشحين الذين اختارهم وفق الكفاءة والنزاهة".

    وتابع كون، ان "الكثير من الملفات تثار من قبل جهات سياسية معروفها بعملها على عرقلة عمل السلطات التشريعية والتنفيذية".

    وأضاف "اثارة مثل هذه المواضيع تزيد المشهد تعقيدا وتؤثر على سير المعارك".

    ومن جانب اخر انتقد نشطاء ومدونين على مواقع التواصل الاجتماعي، الازمات السياسية التي يفتعلها نواب ومسؤولين سياسيين لشحن الجو العام في البلاد الذي يترقب الانتصارات العسكرية لحظة بلحظة، ومحاولة الاساءة للحكومة، التي تحارب الارهاب.

    وقال المدون عادل البزوني ان "افتعال المشاكل والتأثير على الحكومة لا يمت بصفة الى اي منطق سياسي، نحن اليوم نحارب الارهاب وعلينا ان نقف في صف واحد، لا ان نثير مشاكل جانبية لغايات سياسية وشخصية من اجل الانتخابات".

    ويصف الناشط نعيم الجنابي، "افتعال واثارت الازمات وتحريك الشارع ضد الحكومة بالامر المفتعل، لاغراض واهداف خاصة، وان ما يقومون به هو بسبب الانتصارات التي حققتها حكومة العبادي".

    ولم يعد المواطن، مغيّبا عن الوعي في حقيقة هؤلاء الذين ينادون بالإصلاح ظاهريا، فيما هم مشاركون حقيقيون في ما آلت اليه الأوضاع، ليتناقض ذلك بشكل صارخ مع مساعي العبادي المنشغل في عمليات "قادمون يا نينوى" منذ انطلاقها في 17 الشهر الماضي، لكنه كان حريصا على إجراء حوارات مكثفة مع الكتل السياسية من اجل اختيار الشخصيات المناسبة لتولي حقائب الوزارات الشاغرة.

    المصدر: المسلة
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media