المتحدث باسم الحكومة العراقية: لا صحة لأرقام الأمم المتحدة
    السبت 25 مارس / أذار 2017 - 11:10
    [[article_title_text]]
    بغداد (سبوتنيك) - تقول الأمم المتحدة أن هناك 400 ألف روح بشرية محاصرة من قبل "داعش"، وحذرت من أنهم سوف يلقون الأسوأ في الأيام القادمة، ما مصيرهم؟ كيف السبيل إلى نجدتهم؟ ماذا إن لم يتم ذلك؟ أسئلة طرحتها "سبوتنيك"، على المتحدث باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي، في حلقة الجمعة من برنامج "بوضوح"، إليكم أجوبته على هذه الأسئلة وغيرها:

    سبوتنيك: كيف تقرأ أوضاع أهالي الموصل في ظل الحرب الدائرة هناك؟

    الحديثي: إن وضع مدنيي الموصل بالتأكيد ليس بالسهل، بسبب المعارك الدائرة هناك بهدف تحريرالموصل من قبضة تنظيم "داعش"، لكن الأمر المؤكد في ذات الوقت أن هذه المعارك لن تطول وأن القوات العراقية حررت حتى الآن أكثرمن 75% من مجموع مساحة مدينة الموصل، تم انجاز أهداف المعركة بحسب السقوف المدنية المحددة لها، كما أن هناك حذر كبير بالمسائل المتعلقة بتقدم القوات العراقية والأسلحة المستخدمة في المعارك لضمان عدم تضرر المدنيين من نيران التحرير، كما أن هناك توجيهات مشددة من القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي، للقيادات العسكرية بتوخي أقصى غايات الحيطة والحذر لحماية المدنيين وتجنيبهم أية مخاطر وهو ما يقابل من قبل القوات العراقية بحس إنساني عالي تسعى من خلاله إلى حماية المواطنين وتجنيبهم استهداف تنظيم "داعش" لهم واستخدامهم كدروع بشرية، ولعل هذا هو السبب الرئيس في بطء معارك التحريرالدائرة هناك، حيث أن الهدف الأساسي هو ضمان تجنيب المدنيين أية مخاطر جراء الحرب على الإرهاب، وتقليل التضحيات بأرواح المدنيين بأقصى قدر ممكن، لذا قامت الحكومة العراقية بتوزيع المنشورات على المدنيين والتي تحوي تعليمات بلزوم منازلهم وقت تقدم القوات العراقية إلى المناطق التي يتم تحريرها، إلى جانب التوجيهات بالابتعاد عن مقار الإرهابيين وأماكن تواجدهم، إضافة إلى الجهد العسكري والمدني المتكامل تحت إشراف الحكومة العراقية بفتح ممرات آمنة للنازحين لنقلهم من خطوط التماس والخروج إلى خارج المدينة، عن طريق حافلات وفرتها الحكومة إلى مراكز الإيواء والإغاثة، لتوفير الاحتياجات الأساسية من ضرورات الحياة لهم، وذلك بعد التحقق من عدم وجود إرهابيين بينهم.

    سبوتنيك: ممثل مفوضية اللاجئين في العراق برونوغيدو قال: "إن الأسوأ لم يأت بعد"، ما هو الأسوأ المتوقع من جانب الأمم المتحدة إذا ما استمر تدفق جديد (للنازحين) على نطاق هائل؟

    الحديثي: منذ انطلاق عملية تحريرالموصل قبل 5 أشهر من الآن ومجموع النازحين من محافظة نينوى بلغ حوالي 300 ألف نازح، عاد منهم 80 ألف نازح إلى المناطق التي تم تحريرها، والبقية منهم يقيمون في مراكز الإيواء التي وفرتها الحكومة العراقية.

    هاربون من جحيم المعارك في الموصل
    Zohra Bensemra
    المتحدث باسم القوات المشتركة يكشف لـ"سبوتنيك" أسرار أزمة نازحي الموصل
    أما عن الأرقام التي تحدثت عنها إحصائيات المنظمات الإغاثية والدولية المتخصصة بهذا الشأن، فالأرقام الفعلية لأعداد النازحين أقل بكثير من تلك التي حوتها إحصئيات المنظمات، حيث أن الحرفية التي تتعامل بها القوات العراقية بهذا الصدد مع الأهالي في محافظة نينوى، والمناطق المحررة منحت الأهالي الثقة في قدرة القوات العراقية مما عمل على تقليل عدد النازحين من تلك المناطق، لذا فالأرقام التي تحويها إحصائيات المنظمات مبالغ فيها والأوضاع تحت سيطرة الحكومة التي اتخذت كل الاحتياطات اللازمة فيما يخص هذا الأمر، ونحن بكل الأحوال مستعدون لأي طوارئ واستقبال المزيد من النازحين في وحدات الإيواء التي وفرتها الحكومة.

    سبوتنيك: الكثير من المدنيين يخشون الهروب من المدينة بسبب قناصة "داعش" والألغام المنتشرة في الجزء الغربي من الموصل، ما هو السبيل لنجدة هؤلاء؟ وما هو الدور الذي تستعد له الحكومة العراقية بهذا الصدد؟

    الحديثي: هذا هو السبب الرئيس الذي من أجله دعونا المدنيين بالتزام منازلهم وعدم مغادرتها أو الاقتراب من مقار الإرهابيين.

    سبوتنيك: ولكن أليس البقاء في منازلهم يجعلهم في حالة حصار أكبر؟

    الحديثي: بمجرد تحرير أي منطقة من المناطق يتم نقل المواد الغذائية والأساسية مباشرة إلى المدنيين في تلك المناطق، فالجهد الإنساني يعمل باتجاه مناطق النزوح وباتجاه المناطق المحررة أيضا، عن طريق القوافل الإنسانية.

    سبوتنيك: هذا على الصعيد الإغاثي والإنساني، ولكن ماذا عن صعيد الحياة العملية واليومية للمواطن؟

    الحديثي: بالنسبة للساحل الأيسر فالجهود منصبة على إعادة دوائر الدولة الرسمية لمباشرة عملها، وتأهيل المدارس والمراكز الصحية، وهي بداية لتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطن، ولن تكون إعادة البنية التحتية للمدينة بين ليلة وضحاها، فالموصل مدينة كبيرة وأعداد قاطنيها كبيرة جدا، ولكن الجهد يجري بالتزامن مع العمليات العسكرية لتحرير الساحل الأيسر منها.

    سبوتنيك: ماذا عن الساحل الأيمن، والحياة اليومية للمواطن العراقي في الساحل الأيمن من الموصل وسط العمليات العسكرية؟

    الحديثي: تم تحرير مانسبته 60 إلى 70% من مجموع مساحة الساحل الأيمن حتى الآن، أما عن القليل المتبقي فسيتم حسمه على المستوى العسكري خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وهذا لا يعني أن الجهد الإنساني متوقف، فبمجرد تأمين الأحياء التي يتم تحريرها من قبضة التنظيم، يتم إدخال القوافل الغذائية والطبية إليها، ولأن دخول تلك القوافل في حد ذاته يستلزم تدخل الهندسة العسكرية لتأمين دخولها إلى المناطق المحررة، لذا فهي قد لا تكون كافية أو ملبية لكافة احتياجات النازحين المتواجدين، نظرا لحدة المعارك الدائرة هناك.

     سبوتنيك: ما مدى الأمان الذي تتمتع به المناطق التي تتواجد فيها مراكز الإيواء؟

    الحديثي: لابد أن يراعى في اختيار مناطق تلك المراكز أمران، الأول أن لا تكون بعيدة جدا عن المناطق المحررة حتى نضمن سرعة وصول النازحين إليها، والأمر الثاني أن تكون مؤمنة من الناحية العسكرية بحيث لايتم استهدافها بقصف أو بقذائف من قبل الإرهابيين، وهي مراكز موزعة على كافة المناطق وليست متاخمة لبعضها البعض.

    سبوتنيك: هل سيصدق حدس الأمم المتحدة وتقابل الموصل في الأيام القادمة ماهو أسوأ؟

    الحديثي: في اعتقادي أن الجزء الصعب من عمليات تحرير الموصل قد أُنجز، وتنظيم "داعش" يوشك على الانهيار، وقد تم تدمير قدراته واستنزافها على مدى الأسابيع والأشهر الماضية من العمليات القتالية، مما أدى إلى انهيار معنوياته، لذا فالأمر لن يطول كثيرا وسيتم حسم المعركة في وقت قريب، ونأمل أن يكون هذا الحسم في إطار أقل التضحيات الممكنة بالنسبة للمدنيين والقوات العراقية التي تعمل على رفع المعاناة عن المدنيين وتقوم على تأمينهم وحمايتهم.

    أجرت الحوار: دارين مصطفى
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media