السلام على اسد بغداد وسجينها!
    السبت 22 أبريل / نيسان 2017 - 15:04
    رسل جمال
    هو موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن ابي طالب، الامام السابع عند الشيعة اﻷثنى عشرية، عاش هذا السبط في فترة سياسية متأزمة وحساسة، لا نريد ان نتهم بالطائفية، ولكن هناك تأريخ يسطر لحظات هذا الرجل، لا يمكن ان ندس رؤوسنا في الرمال بحجة اننا معتدلون ولا نروج لمسميات الطائفية، لكن يجب ان ننتبه الى حقيقة ان اﻷمام ونظريته ومسيرته، تقاطعت مع النظام السياسي الظالم القائم انذاك، ولم يتقاطع او يتعارض مع الناس، بل على العكس تمام، فالصراع كان ومازال سياسي وليس مذهبيا او طائفيا!

    ان المتتبع لحياة الامام الكاظم، يجد انها بقعة ضوء شردت وتسللت وسط الظلام، تمثل بقعة الضوء الفترة القليلة التي قضاها الامام خارج السجن، ولكن امتد الظلام ليحتل المكان بأسره، ولكن بقى اثر البقعة المضيئة، لقد تنقل الامام من سجن الى اخر، وهو مقيد بسلاسل الحديد، اثقلت جسده ورغم وجودها كان مرعب للطغاه!

    فقد أثر الامام وهو بالسجن بكل من التقى به، حتى مع سجانيه مما حدى بهارون الرشيد ان يمعن بالتضييق على الامام، حتى انتهى به الامر ان يودع اﻷمام الكاظم  بطامورة "سجن تحت الارض" اشبه ما يكون بالسجن الانفرادي اليوم، ولكن بظروف قاسية جدا، لا يعرف الليل من النهار فيها، واستمرت معاناة اﻷمام حتى وفاته.

    ان الظالم اضعف من ان يقاتل بشرف، لهذا دس السم لﻷمام، وهكذا انتهت حياة اسطورة رجل عاش بالسجن وتألق نبراسه الى يومنا هذا، ضرب الامام اروع مثال الصبر والتحدي، وشجاعة الموقف والثبات على المبادئ، من اقواله" أي فلان إتق الله وقل الحق، وان كان فيه هلاكك فان فيه نجاتك، أي فلان إتق الله ودع الباطل وان كان فيه نجاتك، فان فيه هلاكك.

    يعلمنا الامام ان لانضعف ولا نستهين، بما نملك من مبادئ ونحن اصحاب حق، رافضا الخنوع والخضوع والاستضعاف، ونحن نعد العدة ﻷحياء ذكرى استشهاد اﻷمام الكاظم، يتوجب علينا ان نراقب مسيرنا وان نقوم بعضنا البعض، ولا نسمح لممارسات دخيلة ان تعكر علينا احياء هذه الشعيرة المقدسة، ان الامام كان يصلي لصوت سجانيه، حرم من ضوء الشمس ورغم ذلك لم يجعلها حجة لترك الصلاة!

    جعل من السجن مدرسة، يلقي بها الدروس العملية لكل من يراه، جعل السلطة انذاك حائرة بامره، ووقف سجانه  غير قادر على ايذائه، مما شكل خطر على اعدائه، لان يخاطب العقول والضمائر والقلوب معا، ومثل الخط المعتدل والمتسامح.

    ان اﻷمام الكاظم يدعونا في كل عام، ونحن نحيي ذكرى استشهاده الى النظر الى مسيرة حياته والاقتداء بها، انها مناسبة أليمة ومقدسة، وليست ماراثون رياضي، كما يعتقد البعض، فيجعل منها فرصةءللتنزه، فيكثر من الاكل والشرب والضحك!
    على الجميع ان يجعلوا اﻷمام مقياس لجميع افعالهم، فالسلام عليك ياسيدي ويا مولاي يا كاظم الغيض يا من بكت على مصابك دجلة وهاي تذرف دموعها مابقي الليل والنهار!
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media