تبا للوطنية والعروبة يا عرب!!
    السبت 22 أبريل / نيسان 2017 - 20:31
    د. صادق السامرائي
    الحديث عن الوطنية والعروبة صار أشبه بالمزحة المجة , فما عاد لهما معنى في الوعي العربي الجمعي. أحد الأخوة قال في برنامج تلفازي أن الوطن والوطنية والعروبة أصبحتا شعارات أو خيالات , إنها جيدة لكنها غير موجودة في السلوك العربي.
    والدليل على ذلك أن أبسط مسح للمقالات التي تتحدث عن الوطنية والعروبة سيخبرك بأنها من أقل المقالات قراءة , بل أن كتّابها يوصفون بأنهم يعيشون في عالم الفنتازيا والخيال , وبأنهم منقطعون عن الواقع القائم في الحياة.
    فالتنفير من الوطن ومن العروبة قوة فاعلة في المجتمع ومؤثر في التفكير والرأي والسلوك , والسعي الحثيث نحو تفتيت الأوطان يجري على قدم وساق وبإرادات أهل البلاد , ووفقا لمعطيات وبرامج التقسيم بالدم.
    ويقوم بهذا الدور السلبي الإنمحاقي العديد من العرب من ذوي الشهادات العليا والعاملين مع القوى المفترسة التي تعزز أدوارهم التدميرية للوطنية والعروبة , وإتجاهاتهم الطائفية والإنتقامية والإجرامية بحق ذاتهم وموضوعهم , وهم يقومون بتأدية أدوارهم بفخر ورغبة مطلقة وشعور بالقوة والسطوة.
    وأمثال هؤلاء ينتشرون في جميع دوائر القوى المهيمنة على المصير العربي والقابضة على مسيرة الحياة الدامية فيه , وهم المساهمون في تحويل البلاد إلى خراب والعباد إلى هاربين أو قابعين في سجون المهانة والذل والعدوان.
    وعندما تلتقيهم أو تتحدث معهم تحتار في أمرهم , فنفوسهم تقدح شررا وسلوكهم ينفث حقدا , وهم الذين يحدثونك بإسم ربهم ودينهم وقال فلان وذكر علان , ويصلون خمسة أوقات في اليوم , ويحسبون أن الله غافل عما يعملون , وأنهم الأعرف والمدركون.
    تلك مصيبة عربية ما عهدتها مجتمعات الدنيا من قبل إلا التي غضب الله عليها ودفعها إلى أتون الذل والهوان , وسلط عليها مَن يحيلها إلى عصفٍ مأكول , ويجعل من بنيها أعداءً لها ومشاركين بإفتراسها مع المفترسين المنقضين عليها بلا هوادة.
    فمجتمعات الدنيا لا تتحول إلى أُرضة تنخر ذاتها وموضوعها , إلا المجتمعات العربية فأنها الأكثر تأهيلا للقيام بهذا الدور الإنقراضي المشين.
    ووفقا لهذه المناهج الترويضية الدافعة نحو تقيؤ الوطنية والعروبة والدين , فأن المسيرة العربية تنحدر إلى وديان النسيان والإمتهان والتبعية والإذعان والهوان.
    فالوطنية كلمة ستغيب من الوعي العربي وكذلك العروبة والدين , فهل سنقرأ على وجودنا سورة ياسين؟!!

    د-صادق السامرائي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media