العراقيون يستذكرون استشهاده وايثاره.. عثمان العبيدي: غرق لينجو العراق
    الأحد 23 أبريل / نيسان 2017 - 17:28
    [[article_title_text]]
    بغداد (موازين نيوز) -13 سنة مرت على قصة الايثار عند جسر الائمة ، بين الكاظمية والاعظمية ، يوم ضاق الجسر بالزوار ، وتحولت الشائعة بوجود انتحاري إرهابي بينهم الى فتيل للموت أدى الى تدافعهم وسقوطهم في النهر ، ساعتها كان ثمة شباب من الاعظمية تسابقوا لإنقاذ النساء والشيوخ والأطفال من الغرق ، ويومها صار احدهم وهو عثمان العبيدي جسرا لإنقاذ الغرقى قبل ان يغرق بعد ان خارت قواه ، وظلت ذكراه عبقا ملتصقا بجسر الائمة ، والتصافة بامواج دجلة تحت الجسر يبصرها الكواظمة والمعاظمة .

    على مدى أعوامهِ الـ19 كان لدى عثمان أحلاماًبسيطة..لا تتعدى أسوار بيتهِ الصغير في أزقة الأعظمية.وربما سؤالاً كان يردده يوم 24/ رجب، أي خلود مكتوب لي ، ترى هل سأعود الى  بيتي …أحضان أمي …أبتسامة أختي الصغيرة، هل..أعود للفرن المنزويّ في ذاكَ الزقاق البعيد لأصنع رغيف الخبز للفقراء..!!؟ .

    وفي ذلك اليوم وبينما كانت أمواج الزائرين تعبر الجسر ، حملتهُ قدماهُ ..متباركاً بخطواتهِ الى الجسر حيث الحكاية التي تنتهي وحيث الاستشهاد المقرون باستشهاد راهب آل البيت الامام موسى الكاظم.

    يقول سيف العزاوي وهو من أبناء الاعظمية وكان صديقا لعثمان " تتزامن استشهاد الطالب عثمان العبيدي مع ذكرى وفاة الإمام الكاظم ، يومها نحى كتبه ونادى أصدقاءه من فريق السباحة عندما سمعوا بعويل وصراخ النساء مستنجدين من على جسر الأئمة عام 2004 أثناء زيارة الإمام موسى بن جعفر".

    ويضيف العزاوي " قدم عثمان ورفاقه أرواحهم بلا تردد غرقاً في نهر دجلة وهم ينتشلون العديد من الزوار نتيجة التدافع ".

    وتابع " انقذ عثمان سبعة غرقة لكنه وبينما كان يحاول انقاذ امراة التفت عباءتها على ساقه وقد خارت قواه حتى غرقا سوية".

    ويؤكد العزاوي " عثمان غرق لكنه انقذ العراق يومها من الغرق في بحور من الدم".

    ويقول " جرى ذلك في يوم الاربعاء 318 من عام 2005 حانت اللحظة التي ادخلته التاريخ".

    أُعتبر رمزاً للوحدة الوطنية واطلق اسمه على عدد من المدارس والشوارع في العراق. وحضر مراسم تأبينه شخصيات سياسية ودينية بارزة

    كتب عنه المفكر حسن العلوي الذي اهدى له احد كتبه " إلى ابن اعظمية النعمان بن ثابت إمام الساحل الشرقي عثمان بن علي العبيدي " الى رجل انقذ سبعة ارواح من الموت غرقاً من بين الحشود التي سقطت في النهر على طريقها لأمام الساحل الغربي عند الثامنة تعانقت الروحان وهبط الجسدان تحت مياه الجسر المشترك".

    عرف العبيدي عثمان ان ساعة الموت قد جاءت راحت المياه تدخل رئتية وهو يحاول أن يصرخ بلسان حاله ” المعذرة..وداعاً أيتها الجماهير الزاحفة نحو ألأمام المقدس. لم أعد أستطيع أن أقدم لكم خدمة أخرى . خارت قواي وسأفارقكم الى ألأبد. أنا مصابٌ بالحياء لأنني فشلت في إنقاذكم جميعا. سلامي الى ألأمام المقدس ولاتنسونني بالدعاء.”

    عن ذكرى رحيله تقول شقيقته هند العبيدي "ليوم باسمي وبأسم عائلتي وباسم منطقة الاعظمية نعزيكم ونعزي انفسنا بوفاة الامام موسى الكاظم ( عليه السلام ) ونرحب بضيوفنا وزوارنا الاعزاء ونكلكم اهلا وسهلا بيكم انتم اخوتنا عرقيون الاصل على الدوام".

    وتضيف " في هذا اليوم هب عثمان واصدقاءه لمساعدة اخوانهم .. هذا اللي كدروا يسووه هنا برز دور اخي الشهيد في كسر وقتل الطائفية المقيتة ".

    وتابعت " كان عثمان اخي الوحيد الذي لم نعزه على العراق وشعبه راح شهيدا بعدما انقذ ما استطاع من الأبرياء ودفع روحه فداء لتراب العراق وشعبه".

    وعن تزامن استشهاده بذكرى استشهاد الامام الكاظم قالت هند العبيدي والدموع تغلبها " هنيئا لك يا اخي على هذا الاستشهاد الذي اقترن بوفاة الامام موسى الكاظم عليه السلام كنت رفعة راس وذهبت رفعة راس وهنيئا لك التاريخ وحب الناس الذي لم ولن ينتهي ماحيينا رسالتك لن تنتهي كلا للطائفيه المقيتة ونعم للسلام ونعم للوحدة ونعم للعراق وكلنا العراق  ".

    وتقول " انني ارفع راسي عاليا بين العراقيين فانا اخت عثمان الذي جمع الشيعة والسنة كاسر قيودا الطائفية وبات مثل جسر يعبر النهر الى جوار جسر الائمة بين الكاظمية والاعظمية".

    بالأمس كادت الكارثة تتكرر مرة ثانية، شائعة أخرى بوجود انتحاري، لكن يقضة رجال الشرطة وتعامل الزوار ومنظمي الزيارة بحكمة مع حاص اطفأ فتنة ثانية كادت تودي بحياة العشرات فيما سمي بالموت بالشائعة ، لو حدث التدافع.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media