لماذا وكيف؟!!
    الثلاثاء 25 أبريل / نيسان 2017 - 01:37
    د. صادق السامرائي
    لايمكن القول بأن التفكير عليه أن ينحصر بالجواب على تساؤول لماذا , وإنما يجب أن يكون مقرونا بالبحث عن جوابٍ لكيفَ.
    فإذا تساءلنا لماذا تدّمر العراق , سنجد العديد من النشاطات التي تجيب عليه , لكنها تتوقف عند ذلك وتغفل , أو تجهل أن تتساءل : كيف نبني العراق؟!!
    فالسائد في الخطابات والكتابات أن يكون المنهج مقرونا بلماذا , التي يمكن ربطها بمطلق الأسباب الصحيحة والمتصورة والمفترضة , ووفقا لمنهج إذا عرف السبب بطل العجب , لكنها لا تحل المشكلة , ولا تشفي من التداعيات والدمارات المتلاحقة.
    بعض الأخوة يرون أن القيام بتقديم حلقات حوارية تحت خيمة لماذا ستنفع , لكنها في واقع السلوك البشري ستسعى لترسيخ ما قد حصل وتبريره , بل وتسويغه وإستلطافه وربما الإستثمار فيه لمزيد من الدمارات والتداعيات الوخيمة.
    ومن الواضخ أن معظم الذين يتجشمون عناء التفكير لا يجرؤون على التقرب من كيف , لأنها تعني العمل ولا تختصر على القول , بينما لماذا قولية الطباع والمنطلقات , ولهذا فأن الكتابات اللماذوية تهيمن على الساحة الثقافية والإعلامية , أما الكتابات الكيفاوية فأنه قليلة أو نادرة جدا.
    فالإقتراب من كيف يعني التغيير والتواصل الإيجابي والتفاعل الجماعي , الذي يخدم المصالح الوطنية المشتركة ويحافظ على الوعاء الوطني سليما ومتينا , وهذا لا يخدم المصالح المتعددة فئوية وحزبية وإقليمية وعالمية , وعليه فأن إشغال الناس بحيثيات لماذا هو المطلوب.
    قد لا يرى البعض ذلك  , لكن المعاينة السريعة لما يُكتب ويُنشر في المواقع والصحف , يكشف بوضوح أن الكتابات اللِماذوية هي التي تطغى , وأن الكتابات الكيفاوية مغيبة تماما , وربما لا يُسمح بها , لأنها تمنح الأمل وتصنع التفاؤل وتقوي العزائم وتنطلق بالمجتمع إلى الأمام , بينما الكتابات اللماذوية تهدف إلى التكريس وإشاعة القبول بالعجز والظلم والعوز والقهر والإمتهان , والتكريه بالحياة وتحبيب الموت وإعتباره هو الهدف الأسمى.
    وعليه فالمطلوب هو نهضة كيفاوية تجتاح المجتمع العربي , لكي يتمكن من الخروج من قمقم لماذا ويتعلم العمل الجاد والفعل الصادق , بدلا من القول الذي يحسبه إنجازه الأكبر.
    فهل ستنتصر إرادة كيف على إرادة لماذا لكي يكون العرب ؟!!

    د-صادق السامرائي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media