العبادي: الانفصال ليس من مصلحة الكرد
    حذّر الأتراك من مغبة تكرار استهداف المناطق العراقية
    ماضون بتوفير الكهرباء على مدار الساعة وهدرها أكبر جريمة
    البنك الدولي أعلن مؤازرته ودعمه للخطط الإصلاحية الحكومية
    الأربعاء 26 أبريل / نيسان 2017 - 10:17
    [[article_title_text]]
    بغداد: آلاء الطائي  (الصباح) - حذر رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي تركيا من مغبة تكرار اعتداءاتها على الأراضي العراقية، مؤكداً أن العراق لن يسمح مطلقا بالمساس بسيادته وسلامة مواطنيه، وبشأن نية بعض القيادات الكردية إطلاق استفتاء لتقرير المصير في إقليم كردستان أكد العبادي أن "الانفصال ليس في مصلحة الكرد"، وفي وقت شدد فيه على أن قرار الحكومة بتوفير الكهرباء على مدار الساعة لا رجعة فيه، وجّه العبادي تحذيراً قوياً للفاسدين متوعداً بالقضاء عليهم كما تم القضاء على "الدواعش".
    يأتي ذلك في وقت قرر فيه مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها أمس الثلاثاء تثبيت عشرات من الموظفين بعقود في كهرباء نينوى على الملاك الدائم لتميزهم في عودة التيار الكهربائي في المحافظة، كما تمت الموافقة على تأمين السيولة المالية لاسناد المستشفيات في مدينة الطب ومستشفى البصرة التخصصي للاطفال وعلاج الامراض السرطانية، واتخذ المجلس قرارا بتنفيذ قانون الحماية الاجتماعية رقم 11 لسنة 2014 في المحافظات المحررة، كما جرت مناقشة تسهيل اجراءات اقراض المشاريع الصناعية والزراعية والسكنية وعرض تقرير وزارة النفط لاطفاء الآبار النفطية.


    المؤتمر الصحفي
    وهنأ العبادي في بداية المؤتمر الصحفي الذي حضرته "الصباح"، الشعب العراقي بذكرى المبعث النبوي الشريف، داعياً إلى اتخاذ هذه الذكرى العطرة منطلقاً لتوحيد الصفوف والتعاون لأجل بناء العراق، كما قدم تهنئته لصقور الجو ومنتسبي القوة الجوية البطلة لمناسبة ذكرى تأسيسها، مؤكداً أن "صقور القوة الجوية أبلوا بلاء حسناً في تدمير العدو الإرهابي وكان لهم إسهام مميز في معارك تحرير نينوى، ونحن ماضون في تطوير قدرات قوتنا الجوية بما يتناسب ومـوقـع الـعـراق المـهـم فـي المنــطــقـة والـعـالـم".
    وقال رئيس الوزراء: "انطلقت (فجر أمس الثلاثاء) عمليات عسكرية كبرى لتحرير منطقة الحضر في نينوى بمشاركة جميع ألوية الحشد الشعبي، وهناك تقدم ممتاز في العملية التي جرى تخطيطها والاتفاق عليها أثناء زيارتنا الأخيرة إلى قاطع عمليات "قادمون يا نينوى"، حيث اطلعنا على عمليات قواتنا الأمنية وأوضاع المواطنين في الجانب الأيمن من الموصل"، وأوضح أن "عدد النازحين والعائدين إلى مناطقهم المحررة في الجانب الأيمن في تزايد، ولم يبقَ إلا جزء يسير لتحرير كامل مدينة الموصل من رجس عصابات "داعش" الإرهابية، ولقد عبّر المواطنون خلال لقائنا بهم عن فرحتهم بتحرير مناطقهم وتخليصهم من إرهاب وإجرام "داعش"، ولقد طالبنا الأهالي بسرعة تحرير بقية المناطق، وأبطالنا يقومون بالمهـمة الكبـيرة عـلـى أكمـل وجه".
    وأوضح العبادي أن "العصابات "الداعشية" الجبانة قامت بتخريب وتدمير الشبكة الكهربائية في الجانب الأيمن من الموصل بعد هزيمتها على يد أبطال قواتنا المسلحة"، مشيراً إلى أن "قواتنا البطلة تمكنت من تدمير قدرات "داعش" الكيمياوية، وأن هذه العصابات تحاول عبر شائعاتها إثارة الرعب في صفوف المواطنين بشأن قدراتها في هذا الجانب، ونحن نؤكد عدم قدرة "داعش" على استخدام أي إمكانات من هذا النوع، فقواتنا جاهزة ومستعدة، وإن العدو الجبان لن يستطيع إنقاذ نفسه من قبضة أبطالنا الذين يقاتلون بشجاعة وفي الوقت ذاته يقومون بتأمين حماية المدنيين في الموصل".


    مكانة العراق الدولية
    وتحدث العبادي عن أخذ العراق لمكانته الرفيعة التي يستحقها في المجتمع الدولي، وبيّن أن "زيارات المسؤولين الأجانب إلى بغداد تأتي ضمن ثقة وانبهار دول العالم بحجم الانتصارات العراقية المتحققة على الإرهاب"، وأضاف، "في الجانب الاقتصادي، أعلن البنك الدولي دعمه ومساندته للخطط الإصلاحية التي تنتهجها الحكومة العراقية، ونحن نفتخر ونعتز بالشهادة التي قدمتها هذه المؤسسة الدولية الرصينة باعتبار العراق دولة محورية ومهمة في الشرق الأوسط وفي العالم".


    ملف الكهرباء
    وبشأن قرار الحكومة توفير الكهرباء للمواطنين على مدار الساعة، أكد رئيس الوزراء "أننا ماضون بقرار توفير الكهرباء على مدى 24 ساعة للمواطنين، ولا عودة ولا تراجع عن هذا القرار"، وفيما أوضح أن "تكاليف هذه الخدمة ستكون رخيصة مقارنة بما يدفعه المواطن حاليا لأنها ستكون وفق ما يقوم المواطن باستهلاكه فعلياً"، دعا العبادي أصحاب المنابر الإعلامية والاجتماعية والدينية الى التأكد من معلومات وبيانات أجور الكهرباء من مصادرها الحقيقية لا الوهمية التي تحاول التشويش وتزييف الحقائق، وأضاف "ان هدر الكهرباء يعد جريمة، وبعض الفاسدين يريد استمرار هذا الهدر كي يستطيع جني الأموال التي تبخرت منها مليارات الدولارات في السابق من دون جدوى أو تقديم خدمة الكهرباء بصورة فعلية للمواطنين".
    وأوجز العبادي أهم المحاور التي ناقشها مجلس الوزراء في جلسة أمس الثلاثاء، اذ تقدمتها قضية الاعتداء التركي الأخير على مناطقنا في سنجار، ووجّه رئيس الوزراء تحذيره إلى أنقرة من مغبة تكرار مثل هذه الاعتداءات السافرة على الأراضي العراقية، وأوضح العبادي أن الحكومة ناقشت تعديل قانون العفو العام وتشكيل لجنة مشتركة مع مجلس النواب بشأن التعديلات المقترحة، وناقش مجلس الوزراء كذلك جملة من القضايا والقوانين الخاصة بشؤون محلية مختلفة.


    أسئلة الصحافة
    وأجاب عن أسئلة الصحفيين التي شملت ملفات وقضايا مختلفة، فبشأن العدوان التركي الأخير قال: إن "الجانب التركي عقد اتفاقاً منتهي الصلاحية مع نظام صدام المباد منذ الثمانينيات ويتلخص بمطاردة مقاتلي حزب العمال الكردستاني (بي.كا.كا) في منطقة بعمق 10 كيلومترات داخل الأراضي العراقية، وحجج الأتراك واهية بقصفهم الذي نفذوه في سنجار، حيث أن المناطق التي يتحرك فيها (بي.كا.كا) معروفة على الحدود وفي جبال قنديل، وهذه الاعتداءات أدت إلى استشهاد مجموعة من مواطنينا العراقيين من قوات البيشمركة، وهناك نية للتعاون بين الجيش العراقي والبيشمركة للانتشار في سنجار، ونعتقد أن أنقرة لا تريد مثل هذا التعاون، وتسعى إلى إشاعة الفوضى هناك لغرض احتلالها".


    بين كردستان والبصرة
    وبشأن نية بعض القيادات الحزبية في إقليم كردستان إجراء استفتاء بشأن تقرير المصير، أوضح العبادي، ان "الاستفتاء من حق أي شعب له تطلعات وآمال، لكننا شركاء نعمل معا، ونحن في وطن واحد، ومثل هذه القرارات يجب أن تكون بقرار اتحادي وباتفاق وموازين صحيحة"، وقال محذراً: "ليس من مصلحة الكرد الانفصال، لا من الجوانب السياسية ولا الاقتصادية؛ بل حتى القومية، وكثير من القادة الكرد يدركون ذلك، وأخشى أن يقوموا بتضييع كل الإنجازات المتحققة خلال الأعوام السابقة".
    وفي ملف النزاعات العشائرية في البصرة وأوضاع المحافظة قال العبادي: "رغم تخصيص مليارات الدولارات للبصرة إلا أن وضع المحافظة مأساوي من نواحي الخدمات وغيرها، فالبصرة هي (خبزة العراق) وتستحق أفضل بكثير من وضعها الحالي، وهي ليست مصدر إيراد العراق فقط؛ بل هي تاريخ وحضارة، وأعتقد أن هناك عملا منظما لإشاعة الفوضى في البصرة ومن بينها النزاعات العشائرية ليستمر الفاسدون بسرقاتهم ونهبهم أموال الناس".
    كما تطرق رئيس الوزراء إلى الشائعات التي يطلقها البعض للتشويش على الانتصارات وإنجازات الحكومة، مبينا أن "أي إنجاز يتحقق؛ فهو يحسب لجميع العراقيين وليس لشخص رئيس الوزراء أو جهة معينة"، وأضاف، "لقد استطعنا تجاوز الضائقة المالية عبر عدة خطوات ومنها محاربة الفساد وتقليص الانفاق وبناء علاقات دولية متوازنة مع المجتمع الدولي"، مشدداً على أن "استثمار الدعم الدولي عراقياً، يجب أن يأتي عبر إجراء إصلاح مالي واقتصادي متوازن، وتنويع إيرادات الناتج القومي، حكومياً ومجتمعياً، وفتح الاستثمار المدروس"، وحذر العبادي من بعض المعرقلين للإصلاح والجهود الحكومية لمحاربة الفساد، وقال: "سنقضي على الفاسدين، مثلما قضينا على الدواعش".


    الصيادون القطريون
    وأوضح العبادي بشأن عملية إطلاق سراح القطريين المختطفين، أن "الحكومة استقبلت مطلع شهر نيسان الجاري وفدين رفيعين من قطر لحل هذه القضية"، وبين أن "الحكومة العراقية تحفظت على أموال كبيرة جلبها الوفد القطري بصورة غير قانونية كتنفيذ صفقة مع الجهة الخاطفة، وسنتخذ الإجراءات المتعارفة بشأنها، ولقد أجهضنا هذه الصفقة المشبوهة، لأن البعض كان يتصور أن العراق بدون دولة أو حكومة نتيجة من يبث هذه الأوهام"، وشدد "لن نقوم بإضعاف الدولة في مقابل تقوية الأحزاب أو الكيانات".


    اجتماع مجلس الوزراء
    وعقد مجلس الوزراء جلسته الاعتيادية أمس الثلاثاء برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي.
    وأفاد بيان لمكتب رئيس الوزراء تلقت "الصباح" نسخة منه، بأنه جرى خلال الجلسة اطلاع مجلس الوزراء على سير معركة تحرير نينوى الجانب الايمن اضافة الى تقرير عن اعداد النازحين والاجراءات المتخذة لتوفير الخدمات لهم.
    كما ناقش مجلس الوزراء الضربة الجوية التركية، حيث ادان مجلس الوزراء الاعتداء التركي الجوي على الاراضي العراقية في منطقة سنجار الذي تسبب بوقوع ضحايا عراقيين وعد الضربة انتهاكا خطيرا للسيادة العراقية يتنافى مع احكام القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار، وحذرت الحكومة العراقية تركيا من تكرار هذا التجاوز غير المبرر الذي قد يؤدي الى خطوات تصعيدية تؤثر في جهود العراق والمجتمع الدولي في الحرب ضد الارهاب.
    كما جرى التصويت على مشروع قانون التعديل الاول لقانون العفو العام، وإلحاقا بقرار مجلس الوزراء رقم 59 المتضمن استحداث 430 درجة وظيفية لمنسوبي محطة واسط الحرارية؛ قرر مجلس الوزراء الموافقة على قيام وزارة المالية باستحداث 287 درجة وظيفية لتثبيت المتميزين من المتعاقدين في قطاعات الانتـاج والنـقـل والتوزيع التابعة الى وزارة الكهرباء لمساهمتهم بشكل متميز في عودة التيار الكهربائي الى محافظة نينوى شريطة ان يتم التقيد بمعايير المفاضلة.
    كما جرت الموافقة على تخصيص مبلغ لغرض انجاز مشروع السايلو المعدني في الشطرة من تخصيصات احتياطي الطوارئ ويلحقها سايلو كربلاء المعدني، وجرت مناقشة معالجات موضوع املاك الشركة العامة للاسواق المركزية والاستفادة منها وتم اتخاذ توجيهات بهذا الخصوص، كما تم تشكيل لجنة حكومية تتولى تقدير الحاجة الحقيقية المستهلكة من الكهرباء في دوائر الدولة المختلفة وآليات ايقاف الهدر.
    وتمت الموافقة على تأمين السيولة المالية لاسناد المستشفيات في مدينة الطب ومستشفى البصرة التخصصي للاطفال وعلاج الامراض السرطانية، واتخذ المجلس قرارا بتنفيذ قانون الحماية الاجتماعية رقم 11 لسنة 2014 في المحافظات المحررة، كما جرت مناقشة تسهيل اجراءات اقراض المشاريع الصناعية والزراعية والسكنية وعرض تقرير وزارة النفط بشأن إطفاء الآبار النفطية.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media