محتجزو رفحاء ما بين مطرقة البعثيين والسعودية الوهابية -1-
    السبت 13 مايو / أيار 2017 - 13:53
    خضير العواد
    لقد عبَّدة ابطال الانتفاضة الشعبانية طريق الحرية والكرامة للشعوب العربية وكسروا حاجز الخوف الذي بنته الدكتاتورية العربية لعشرات السنين حتى أصبحت كلمة ثورة أو انتفاضة مفقودة من الشارع العربي بل غير مستساغة نتيجة اليأس الذي ضرب الشعوب العربية كافة ، حتى تفجرت الانتفاضة الشعبانية المجيدة ضد أعتى دكتاتور عرفته الإنسانية ،وحطمت هذه الانتفاضة صورة قائدة الضرورة الذي جعل من كل بيت يسكنه العراقيون سجن صغير لا فترة تحده ولا زيارة يستنشق منها هواء الحرية ، حتى أصبح من الصعب أن تجد عائلة عراقية غير منكوبة من الجور العفلقي البعثي البغيض ، ولكن أبطال الانتفاضة مرغلوا وجوه البعثين العفنة في وحل الانتكاسة والهزيمة المرة التي تلقوها من شباب العراق الغيارى ، وكادت هذه الانتفاضة تصل الى مبتغاها وتغير النظام الصدامي الجائر لولا النظام السعودي الطائفي الذي لم يهدأ له بال حتى ضغط على الأمريكيين من أجل إتحات الفرصة لصدام في استخدام الطائرات وكذلك تحريك قوات الحرس الجمهوري التي كانت متجمعة في صحراء النخيب ، وبالفعل تمت الخيانة من الأنظمة العربية وفي مقدمتها السعودية في دعم الدكتاتور صدام وضرب الانتفاضة بكل قوة وقسوة ، ونتيجة ضعف وقلة الأسلحة بالإضافة الى انعدام الدعم الدولي وتغافل الإعلام العالمي بما يجري من مجازر في العراق ، البعثييون سيطروا ثانية على المدن التي حررها أبطال الانتفاضة ولم يبقى امام الأبطال إلا الاستشهاد أو الانسحاب من مدينة الى أخرى لعلهم يحصلون على الدعم ومن ثم إعادة الكرة والقتال ، ولكن الظروف الدولية لم تسمح لأي شعب عربي أن يغير نظامه بالقوة ومن ثم تطبيق النظام الديمقراطي فهذا خط أحمر ، لأن وجود هكذا أنظمة يتسبب في وضع المصالح الغربية في حالة خطر وهذا ما لا يريده الغرب ،فقد أجتمع العالم جميعه في ضرب الانتفاضة ومحاصرة الثوار الأبطال ولم يكن أمامهم إلا طريقين للهروب من المصيدة الصدامية الوهابية الغربية ،فكانت السعودية أو الحدود الإيرانية والأخيرة لم تكن سهلة أمام مدن الوسط ككربلاء والنجف والحلة وبغداد بالإضافة الى قرب الحدود السعودية من باقي المدن الجنوبية وكذلك منطقة سفوان التي كان يسيطر عليها الأمريكان بعد حرب الخليج الأولى ، وهكذا توجه أبطال الانتفاضة الى السعودية نتيجة فقدان أي طريق أخر للنجاة وقد سهل هذا التوجه القوات الأمريكية ، فكيف كان استقبال القاتل لضحيته فالسعوديين ساعدوا صدام من أجل ضرب الانتفاضة والمنتفضين الآن تحت الحماية السعودية المجبورين عليها من قبل الأمريكان ، فقد فتح السعوديون معتقل حقيقي بمعنى الكلمة وأحاطوه بأشواك ومنعوا من الدخول والخروج منه إلا بترخيص لا يحصل عليه إلا الذي يمتلك علاقات بأعلى المستويات ، فقاموا بإرجاع أبطال الانتفاضة بالقوة الى العراق ، وكان يتم هذا بالتعاون مع الخونة المتواجدين ما بين المحتجزين ، وجميع معتقلي رفحاء الأبطال يعرفونهم بالأسماء وبالتاريخ الأسود الذي يملكونه سابقاً نتيجة تعاونهم مع النظام الصدامي المجرم.

    خضير العواد
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media