عملية البحث عن أرعن
    السبت 13 مايو / أيار 2017 - 21:22
    حسن الخفاجي
    برعاية سامية من الداعية الكبير أمير جمع خرنگعية المسلمين دونالد ترامب ، يعقد زعماء سبعة عشر دولة إسلامية مؤتمراً في السعودية للتداول في كيفية شق ما تبقى من صلات بين المسلمين ، وجعلهم "شذر مذر".

    في العام١٩٩٢ كنت في زيارة للمفكر الدكتور فاضل عباس الحسب في داره ببغداد. جرى بيننا حديث طويل عما آل اليه وضع العراق .اصطحبني لمكتبته العامرة واخرج كتاباً متوسط الحجم في اللغة الانكليزية . الكتاب كتبه باحث أمريكي، تاريخ صدوره يعود لاوائل السبعينيات على ما اتذكر. شرح لي الدكتور فاضل يرحمه الله بالتفصيل محتوى الكتاب،  الذي بين فيه المؤلف مقترحات للسيطرة على آبار النفط في دول الخليج . يضع المؤلف خططا لاحتلال القوات العراقية للكويت ، كي يعطي للحكومة الامريكية مبررا لدخول  جيشها الكويت ، لإخراج  القوات العراقية والبقاء في قواعد عسكرية في الكويت والخليج  ، مما يعني عمليا سيطرتهم على منابع النفط . وهذا ما تم فعلا والى الان .

     منذ تاريخ صدور الكتاب كبحث في اوائل السبعينيات ، لحين غزو صدام للكويت في ١٩٩٠/٨/٢ مدة قاربت العشرين عاما. أجزم ان جزءً كبيراً من هذا الوقت قضاه الأمريكان في البحث  والاعداد  والتأهيل لعميل ارعن ينفذ مخططاتهم ، واختاروا  ولدهم  صدام. 

     وصول  الجمهوريين في امريكا الى سدة الحكم مجددا بقيادة  الرئيس  ترامب يعني ان موسم الحروب قد ابتدأ ، لتنفيذ المخططات التي لم يكتمل تنفيذها . مخططهم الجديد بحاجة الى ارعن جديد لتنفيذه، لذلك اختار الأمريكان ارعناً هو ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

    سيطبق بن سلمان السيناريو ذاته ، الذي طبقه صدام بوصوله الى الحكم  . أزاح  صدام البكر وتسلم الرئاسة. كي ينفذ مطلب الأمريكان في الحرب على ايران . أزاح بن سلمان عمه مقرن ليصل الى منصبه . لقد ابتدأ  بن سلمان عهده مثل صدام بحرب . حرب بن سلمان  على الامنين في اليمن فشلت. فشله في اليمن جعله طيعا في تنفيذ اي مخطط اخر يخرجه من ورطته، حتى لو تطلب الامر البدء  بحرب اخرى اكثر دموية ، ربما ستكون حرب امريكا وبن سلمان المقبلة على ايران .

     صحيح ان ايران اليوم ليست ايران العام ١٩٨٠ ، التي حاربها صدام ، وروسيا اليوم هي ليست الاتحاد السوفيتي في اخر أيامه الذي باع العراق وصدام باربعة مليارات دولار . روسيا بوتن هي ليست روسيا السكير يلتسن  ، والصحيح ايضا ان وجود ارعنين كترامب وبن سلمان لايحسبون نتائج مغامراتهم جيدا، يجعل قيام الحرب أمرا غير مستبعد, وربما حتمياً  .

     الدعوة لقمة إسلامية أمريكية دعوة في غاية الغرابة ، لان ترامب ليس شيخاً للأزهر ولا هو بابا الفتيكان ليتداول قادة المسلمين معه التقارب مع الأديان , ولا هو حاخاماً مخولاُ في الحديث بدلاً عن اليهود . جاء ترامب لتشكيل حلف جديد من جيوش مرتزقة تحت عنوان إسلامي للبدء بحرب بشر بها بن سلمان . كل ما يجري يَصْب بمصلحة اسرائيل اولا وأخيرا وهذه حروب بالانابة تمول بمال عربي ودم  عربي وإسلامي .

     السعودية، التي دفعت أربعة مليارات دولار الى الاتحاد السوفيتي لضمان سكوته ، كي يبعد الأمريكان جيش صدام من حدودها ويخرجونه  من الكويت ، مستعدة لان تصرف مئات أضعاف هذا المبلغ وتنفيذ مخططات اي جهة  تضمن استمرار بقاء ال سعود في  الحكم .

      ارعن العراق صدام جاءت به امريكا للواجهة ، ونفذ كل مخططاتهم ،وآخر تلك المخططات تدمير العراق . مصير السعودية وارعنها ولي ولي العهد محمد بن سلمان لا يختلف عن مصير العراق وصدام والايام بيننا.

    ان لم يشعل الارعنان بن سلمان وترامب حربا ، فإنهما سيبقيان المنطقة على حافة الانفجار .

    سَـتُفرِغ امريكا بواسطة الارعن بن سلمان  كل ما لدى خرنكعية الخليج من خيرات ، وستتحول اموال النفط الى أسلحة  خردة لن تحمي عروشا خاوية آيلة الى السقوط .

     العالم كله يترقب فتوى الشيخ ترامب ببدء مهاجمة الخارجين عن ملته !.
     هل سيعلن ذلك في المؤتمر الذي سيجمعه مع خرنكعية الدول الاسلامية في السعودية  ؟.

    (الحرب هي تسلية الزعماء الوحيدة التي يسمحون لأفراد الشعب بالمشاركة فيها)


    حسن الخفاجي
    13/5/2017
    Hassan.a.alkhafaji@gmail.com

    فيديو يوضح عملية بيع القيادة السوفيتية لصدام

    https://youtu.be/nKmSbZfNCRw

     

    رئيس الحزب القومي الروسي وصديق صدام المقرب جيرنوفسكي يقول: نحن خدعنا صدام

    التعليقات
    1 - ما اكثر الزعران هذه الأيام
    داخل السومري    17/05/2017 - 13:45:4
    استاذ حسن المحترم تحياتي وتقديري لك على هذا المقال الرائع مع الرابطين المهمين الذين ارفقتهما في آخر المقال. وأقول سيدي الفاضل ما اكثر الزعران هذه ألأيام في عراقنا الحبيب، وفي مقدمة كومة الزعران هذه هم اعضاء حكومة العبادي. حكومة القراقيز هذه تحرك خيوطها زعران الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وصنيعتهما مملكة الشر الوهابية. كم نحن ننتظر تحرير الموصل والقضاء على داعش الوهابية، ولاكن هذه القضية لا يمكن حسمها من قبل الحكومة العراقية لأن هذه الحكومة ليست مستقلة بقرارها، وستحسم هذه القضية من قبل الأمريكان ومملكة الشر الوهابية، وسيحسموها بضمان بقاء داعش ولربما تحت مسمى آخر. حكومة العبادي لم تستطع حتى اقالة المجرم رئيس الوقف الشيعي علاء الموسوي نتيجة تصريحاته الأرهابية الأخيرة بحق ابناء الوطن الأصليين من الطائفة المسيحية والأقليات الأخرى. كتبت ردا على تصريحات هذا المعتوه ومع كل الأسف لم تنشره جريدة الأخبار. توقعت ان يكون هناك كثرة من الردود ألأحتجاجية على تصريحات هذا المعتوه ومع ألأسف لم يكن ذالك. وها هو يقبع في مكانه ومركزه، انه موقف يدعو الى ألأحباط الشديد وخيبة امل كبيره. عاش العراق بمسيحيه وصابئته وأيزيديه والموت للزعران الذين يتاجرون بمقدرات هذا البلد وأستقلاله.
    2 - اين الفرق بين الحكام؟؟؟؟
    ابو خلدون    20/05/2017 - 16:09:2
    تحياتي للاخ الاستاذ حسن الخفاجي على كل ما تكتب وكل مرة تنور لنا كثير من المواضيع المهمة وكل الشعب بحاجة ماسة الى كل كلمة صادقة . احزاب السلطة العراقية تتعامل مع الامريكان قبل 2003 ولحد هذه اللحظة وكل الشعب والسلطة نفسها تقول سلطة فاسدة,اذن ماذا حصل؟؟؟هل احزاب الاسلام السياسي هم اشرف من الاخرين ان كانو سنة ام شيعة؟؟؟لماذا كل هذا الخراب العام بالبلد؟؟والراعي الاول والاخير لهذه السياسة السياسة الامريكية القذرة .ومن هنا اقول كل النظم السياسية متشابه وبعقول لا تختلف الواحدة عن الاخرى من حيث الجوهر.الكل يدافع عن مصالحه باسم الدين باسم العائلة المالكة باسم الامير باسم السلطان الخ.لانها نظم سياسية لا تملك الاستقلالية والكل الراعي الاول لها امريكا والتحالفات المشبوهة مع دول الجوار. ومن هنا اقول اليوم افضل من الغد لانه كل الخراب الذي حصل في هذه المنطقة على يد السياسة الامريكية وكل الاذناب التي تحالفت معه قليل جدا جدا لم تقتنع به امريكا فتبحث على ما تبقى لتنفيذ بقية الاجندة بعد ان اصبحت الارضية خصبة وباسم الدين الاسلامي تريد امريكا ان يقتلو بعضهم بغضا وتشيكيل جبهات سنية واخرى شيعية لخدمة الحكام ولتدمير شعوب المنطقة والمستفيد الوحيد هم المجرمون واسيادهم.قبل فوات الاوان على الشعوب في هذه المنطقة هي بيدها الحل والربط اذا استيقظت من سباتها وتوقف الحكام وتحاسبهم كل كل جرائمهم التي ارتكبوها بحق اوطانهم.نعم للمواطنة نعم للاوطان لا للطوائف. وخلاصة ما كتبه الاستاذ حسن اوافقه الراي 100/100 وهو.( ارعن العراق صدام جاءت به امريكا للواجهة ، ونفذ كل مخططاتهم ،وآخر تلك المخططات تدمير العراق . مصير السعودية وارعنها ولي ولي العهد محمد بن سلمان لا يختلف عن مصير العراق وصدام والايام بيننا. انا اقول ايضا بل اسؤ وسوف ينجر على كل المنطقة. وان لا ننسىى بان داعش صناعة امريكية سعودية تركية والقادم اسؤ من جرائم داعش لانهم كشفو عن وجوههم وسوف يكونون بالواجه بالاقتتال وبرعاية امريكية.اللعنة كل اللعنة على كل متحالف سابقا وحاليا مع امريكا من احزاب وحكام لا استثني احدا
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media