العراق في قمة إيفانكا!!!
    الأثنين 22 مايو / أيار 2017 - 10:06
    أياد السماوي
    الآلاف من الكتّاب والمحللين السياسيين قد تناولوا خلال الأيام القليلة الماضية بالتحليل أول زيارة يقوم بها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترمب خارج الولايات المتحدّة الأمريكية , من حيث الأهداف والنتائج التي تمّخضت عنها هذه الزيارة والطريقة التي تعامل بها ترمب في حلبه لبعران الخليج , وترمب يعلم جيدا أنّه يكذب وقد جاء لحلبهم وسرقة أموالهم , ويعلم أنّ داعش هي صنيعة مخابراته التي أوجدتها , ويعلم أنّ الفكر الوهابي الظلامي هو الذي أنتج داعش , وأنّ أموال الخليج هي التي أمدّت داعش بالبقاء والديمومة والتمّدد , ويعلم أيضا أن العراق وإيران وسوريا وحزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن هم من تصدّوا للإرهاب وبتضحياتهم هزم هذا الإرهاب أو في طريقه للزوال والهزيمة , ويعلم أيضا أنّ الذين نفّذوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر هم سعوديون وليس بينهم إيراني واحد , والذين قتلوا الجنود الأمريكان في صحراء الرمادي هم سعوديون ووهابيون جاؤوا لقتال الأمريكان بفتاوى علماء الوهابية , ويعلم أن الشعب الأمريكي يعلم أنّ السعودية وقطر هما منبع الإرهاب في العالم وليس إيران وأنّ المذهب الوهابي مذهبا ظلاميا قائما على تكفير الناس سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين , ويعلم أيضا أنّ الإرهاب الذي أطال فرنسا وبريطانيا وأوربا منبعه هذا الفكر الظلامي المتوّحش وأدواته للتنفيذ هم أتباع هذا الفكر الإجرامي , ويعلم أيضا أنّ إيران الشيعية والفكر الشيعي هو فكر إنساني قائم على مبدأ علي بن أبي طالب بأنّ الناس صنفان أمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق , ويعلم أيضا أنّ العمليات الإرهابية التي أطالت وروّعت الإنسانية هي من نتاج الوهابية المجرمة , كلّ هذه الحقائق الدامغة يعلمها ترمب وإدارته , لكّها السياسية الأمريكية الجديدة القائمة على أساس الابتزاز , فلماذا لا يبتّز ترمب بعران الخليج ويأخذ أموالهم للتعويض عن خسائر الحادي عشر من سبتمبر وهو يعلم أنّ حكام السعودية لهم يد في هذه الهجمات , وقد لاحت له الفرصة لحلبهم وأخذ أموالهم ؟؟ .

    الذي يعنيني في هذا المقال هو بلدي العراق ومشاركته البائسة في قمة إيفانكا , فالتأريخ سيسجل أنّ رئيس جمهورية العراق الكوردي محمد فؤاد معصوم كان حاضرا في أعمال هذه القمة وشاهدا على أكبر تزوير في التاريخ , فجهود العراق المتصّدي الأول للإرهاب في العالم قد سرقت أمام أنظار رئيس جمهورية العراق وسلّمت إلى السعودية وقطر راعيتا الإرهاب في العالم من دون أن ينبس ببنة شفة , وسيسجل التاريخ أيضا أنّ رئيس جمهورية العراق الذي شارك بأعمال هذه القمة لم يساهم أبدا في عرض الحقائق أمام أنظار الرأي العام العالمي الذي يتابع باهتمام أعمال هذه القمة , ولم ينتفض لكرامته وكرامة بلده وشعبه حين أهمل عمدا في إعطائه دورا لتوضيح دور العراق في حربه التي يخوضها نيابة عن كل العالم ضدّ الإرهاب والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من أبناء الشعب العراقي , كنت واثقا قبل ذهاب السيد معصوم إلى الرياض أنّ دوره سيكون هامشيا وغير محوريا , لكنّي لم أتوّقع أبدا أنّ دوره سيكون صفرا على الشمال , وبالرغم من أنّ مشاركة العراق في أعمال هذه القمة كان خطأ جسيما , إلا أنّ دور السيد رئيس الجمهورية في هذه القمة كان بائسا ومخجلا , أرجو أن تكون هذه المشاركة درسا بليغا لحكومة العراق مستقبلا , وعلى الحكومة أن تعي أنّ مصلحة الشعب العراقي ليست في الدخول في أحلاف ومحاور تستهدف الشقيقة إيران والأشقاء في سوريا ولبنان واليمن , وأنّ الوقوف مع محور المقاومة والممانعة الذي تقوده إيران وسوريا وحزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن , هو وقوق مع الحق ضدّ الباطل , ووقوف مع معسكر الخير ضدّ الشّر .

    أياد السماوي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media