ترامب وآل سعود تكامل أم زواج مسيار؟
    الثلاثاء 23 مايو / أيار 2017 - 08:32
    حسن الخفاجي
    الخائف يبحث عمن يحميه ويطمئنه ، ورجل المال والأعمال يبحث عن المال . امتلك رجل مال والأعمال قوة السلطة وباع وهم الأمان لمن يبحث عنه. بذلك يكون السعود وترامب فهم احدهم الاخر.
    من زرع موجة الخوف والهلع بقلوب آل سعود مؤخرا ؟.
    الجواب ترامب ، منذ مجيئه الى السلطة وهو يهدد ويُذَكٓر آل سعود بوجوب دفع المال مقابل حمايتهم ، وهًم أضْعف من ان يردوا له  طلبا.
     
    الأربعمائة  مليار دولار قيمة صفقات ترامب وسلمان، هي ثمن أسلحة باعها زارع الوهم والخوف بقلوب الخائفين.

    يظن آل سعود ان ترامب ، الذي تلاحقه المشاكل والتحقيقات قادر على إرسال جيش امريكي ليقاتل نيابة عنهم . وهذا مالم يحصل، ما قاله ترامب في الرياض واضح: "امريكا لن تقاتل نيابة عنكم".

    لم يحقق ترامب لغاية الآن أياً  من وعوده الانتخابية ، المحكمة أوقفت قرارات اصدرها بمنع مواطني سبع دول إسلامية من دخول امريكا ، المكسيك الدولة الفقيرة المجاورة لامريكا امتنعت عن دفع ثمن جدار يريد ترامب بناءه على حدودها. لم يخصص المشرعون الأميركيون أمولاً لبناء الجدار .  فِي أول أزمة خارجية واجهته ، بعدما اجرت كوريا الشمالية تجارب على صواريخ جديدة . هدد ترامب كوريا وحرك قطعه البحرية، قابل الرئيس الكوري التهديد بتهديد آشد واستعرض ماعنده من صواريخ . بعد حين وأثناء الأزمة عاد ترامب وتنازل وامتدح الرئيس الكوري وقال: (اتمنى ان التقي به).  كل الذي استطاع ترامب عمله هو ضرب مطارالشعيرات في سوريا ، وأنجز وعده  بحلب البقر السعودي .اي ان ترامب لم يقدر الا على العرب . على قاعدة المثل العراقي القائل: "أبوي ما يگدر بس على أمي"..."من يهن يسهل الهوان عليه مالجرح بميت إيلام ".

    هل الجيش السعودي تنقصه الأسلحة ؟.
    الجواب كلا ؟.
    الذي ينقص الجيش السعودي هو العزيمة والشجاعة وارادة القتال .

    عامان انقضيا على حربهم على  اليمنيين الفقراء، ولم تحقق السعودية وحلفها الاسلامي اي إنجاز. مشاهد هروب الضباط والجنود السعوديون وحرق آلياتهم ودباباتهم ، أصبحت مشاهد يومية بمعارك "سلمان الحزم" على فقراء اليمن.
    هل تملك امريكا جرعات شجاعة وعزيمة لتبيعها مع السلاح الى الجيش السعودي .

    امتلاك الحق والتسلح بالايمان وعدالة القضية ، التي تقاتل من اجلها كفيلة بان تجعل من القط اسداً ، اما غير ذلك فلا  ينفع الخائف والأيادي المرتجفة اي سلاح  .

    من المفيد التذكير بأمور اعتقدها مهمة: ان  الثوار الفيتناميين ، الذين هزموا امريكا لم يكن بايديهم أسلحة متطورة ، لكنهم امتلكوا الشجاعة و الإيمان بعدالة قضيتهم وهذا هو سبب انتصارهم، كذلك فعل الافغان والعرب الافغان، الذين هزموا الاتحاد السوفيتي في افغانستان.

     الحلف الاسلامي الذي ينوي ترامب وسلمان تشكيله هو قائم فعليا منذ اكثر من عام ونصف، وكان الغرض من تشكيله "اعادة الشرعية" الى اليمن، اي اعادة الرئيس هادي الى السلطة، وهذا الحلف لم يحقق المهمة او يقترب منها  .

    بعد ترميم الحلف الاسلامي بيد المعمار ترامب ، وتعمد السعودية إبعاد كل ساسة الشيعه منه ، وبعد تسريبات إعلامية مصدرها اسرائيل منذ عام تقريبا بامكانية قيام حلف سني . يمكننا القول ان الحلف السني أعلن ، لكني أشك بامكانية تقديمه أي منجز عسكري على الارض، او أي تغيير حقيقي على خرائط ساحات المعارك  .

    القمم السعودية ومئات المليارات المهدورة من مال الشعب السعودي هي كمفعول الأدوية المسكنة ، التي تسكن الالم ولا تعالجه..

    فرق الحرس الجمهوري  والحرس الخاص وفدائيوا صدام وملايين البعثيين هربوا من المواجهة ،لم يحموا نظام صدام حسين من السقوط او يؤخروا سقوطه ولو ليوم واحد. في حين قاتل مع الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم لآخر لحظة كل رفاق سلاحه وجماهير الشعب.

     تخلت امريكا عن صديقها المقرب شاه إيران على الرغم من كل الذي قدمه لهم من خدمات. قائمة من تخلت عنهم امريكا وتركتهم لمصيرهم كثيرة، لم تبدأ بالشاه ولن تتوقف عند سهارتو في اندونيسيا ونوريغا في بنما ولن تنتهي بحسني مبارك .
    وظل كاسترو ونظام حكمه المجاور لأمريكا شوكة بعين الحكومات الامريكية، ولم تستطع من قلعه او إخضاعه .
    ليت ال سعود يعوا دروس التاريخ. 

    على جانب القمة جرت إهانة متعمدة للعراق . الاستقبال البائس الذي تم بحضور نائب أمير منطقة الرياض وقائد عسكري. بالاضافة الى تجاوز السعودية بشكل متعمد الوفد العراقي ولم تعط كلمة للرئيس معصوم. ليت ساسة العراق يدركوا ان الهرولة الى القمم والمؤتمرات دون ان يكون لهم دورا محوريا، ودون التنسيق المسبق ومعرفة ادق التفاصيل، عما يجري في القمم لتشمل هذه التفاصيل القضايا البروتوكولية ، هو ابتذال واستهانة بمكانة وتاريخ العراق .

    آل سعود كانوا بأمس الحاجه الى ترامب ليبيعهم وهم الأمان ، وترامب كان بأمس الحاجة الى المال السعودي ليتمكن من اسكات المعترضين على سياسته في الداخل الامريكي .

    هل هو التكامل الحقيقي ام انه زواج مسيار؟.
    اعتقد انه زواج مسيار لن ينجب اولادا.

    "اللهم أعطنا القوة، لندرك أن الخائفين لا يصنعون الحرية، والضعفاء لا يخلقون الكرامة، والمترددين لن تقوى أيديهم المرتعشة على البناء.”  جمال عبد الناصر


    حسن الخفاجي
    23/5/2017
    Hassan.a.alkhafaji@gmail.com
    التعليقات
    1 - صُم بكم عم وهم لايفهمون
    المغترب    23/05/2017 - 09:47:1
    تحية طيبة الى أبن العم الكريم والكادر الوطني وأحسنت بهذا الوصف المناسب الى هؤولاء الخرنكعية من العربان وألف رحمة على ذالك الزعيم العراقي الوحيد عبدالكريم قاسم.. هذا ما جرى في قمة ترامب في السعودية بوجود ٥٥ من زعماء الدول الأسلامية حين أفتتح كلمته بقوله أني هنا لست لأملي عليكم بما يجب أن تفعلوه، لكن جميع كلامه كان موجه لهم وبالمؤمورية المكشوفة. ونتائج هذه الزيارة كانت وأرتضى بها الجميع وكما كانت متوقعة وهي الحد من الأنفجار السكاني وتفتيت الثروات الوطنية وأخرها جعل المنطقة دولا فاشلة وبقيادة ومراقبة دولة أسرائيل. ١- الحد من الأنفجار السكاني في المنطقة بتأليف جيش أحتياطي من ٣٤ ألف مقاتل لا أحد يعرف لمن سوف يقاتلون!! ومن الأرجح هو الأقتتال بين شعوب المنطقة فيما بينهم. ٢- تفتيت الثروات الوطنية والتي هي أصلا موجودة منذ عدة قرون لكنها سوف تكون أكثر بكثير من قبل وبسرعة عالية وما قيل عن هذه الأستثمارات هي وا جهة الى إبتزاز الأموال وأن حجته بتحديث الجيش السعودي بهذه المليارات من الدولارات سوف تكون من العدد والسلاح النافذ الصلاحية المتراكم في أمريكا. ٣- أما تفتيت دول المنطقة وجعلها دولا فتات فهذه المسئلة هي جارية المفعول لكن المراد بها هنا أن أيران كانت ولا تزال غير مشمولة من هذا التفتيت وبالعكس فقد تطورت بجميع مؤسساتها و فئاتها الأجتماعية والأقتصادية والعسكرية و نجحت بأبعاد الأذى عن مواطنيها من العمليات الأرهابية التي حطمت جميع دول المحيطة بدولة أيران. وما أعلان ترامب في هذه المناسبة وقالها وأمر بها هؤلاء الزعماء الحاضرين عليكم محاربة الأرهاب والتطرف الديني والذي على رأسه أيران. لذى المعني في هذه الأمر هو أشعال الحرب على أيران وعلى كل من يتمشى معها وهذا ممكن أن تكون بصورة طائفية بحتة. ومن المؤسف حقا أن أكثرية السياسيين العراقيين من المناطق الغربية يؤيدون هذه العملية المعادية الى شعوب المنطقة بعيون عمياء من البصر والبصيرة. هذا وأن المستفيد الأول في المنطقة من هذه الزيارة الى السعودية هي أسرائيل ومن يلتف حولها لما سوف تلاقيه من تطبيع العلاقات بجميع أشكالها من أكثرية هذه الدول المجتمعة وبدون مقابل وثانيها هي الدولة العملاقة أمريكا أقتصاديا وعسكريا وهيمنتها على المنطقة الى المئة عام المقبلة. وشكرا
    2 - ولي أمر المسلمين
    هيثم الغريباوي    23/05/2017 - 19:18:2
    تحية استاذ حسن، ان آل سعود لا يهمهم ان يرهنوا كل ثروات الجزيرة العربية في سبيل البقاء احياء على عروشهم ولو لم يملكوا فلساً واحداً.. انهم يعرفون تماماً نوع النهاية التي تنتظرهم خصوصاً وقد رأوها رأي العين فيما سلف امامهم من المثلات كصدام المعفن وثم تهاوى بعده الطواغيت صنماً تلو الآخر. زين العابدين بن علي الذي لجأ اليهم حسني الخفيف، والقذافي الارعن. تلك القمة فريدة من نوعها وتثير الذهول. ولاة امر المسلمين يجتمعون بولي امرهم الاكبر ليخطب بهم وهم مضروب عليهم الصمت مصيغين السمع الذي يجيدونه في حضرة اسيادهم. كل الرؤساء الذين حضروا انما ارادوا رد ثمن الرشاوى التي ينثرها عليهم آل سعود ومشيخات الخليج اما فؤاد معصوم شأن كل السياسيين العراقيين، لم يتجاوز شعوره كونه معارضاً وليس رئيساً لدولة تمثل قلب الحدث الذي تدور حوله القمة بحسب المفترض. ان الرئيس معصوم ذهب لكي لا يعتب عليه ترمب بعدم الحضور، كما انه لا يقدر على زعل الملك سلمان عليه وعلى الاحزاب الكردية. تقبل تحياتي
    3 - من هم روؤساء اكثر من 50 دولة
    ابوخلدون    24/05/2017 - 08:23:0
    الزواج يجتاج الى شاهدين اما زواج ترامب مع ال سعود اكثر من 50 رئس دولة شاهد... هل الامر غريب؟؟؟ طبعا لا لان تغيب الشعوب من خلال هؤلاء الروؤساء يباح كل شئ اللذي يفرط 400 مليار دوار من اموال الشعب السعودي تحت انظار العالم وشعوبها ,من اجل الدم والحروب ونصف هذه الاموال تذهب للوبي اليهودي ومن ثم لدولة الاحتلال لقتل الشعب الفلسطيني باموال عربية والنصف الاخر للقتال فيما بينهم بعناوين واهية وزعماء هذه الحكومات وامريكا هي من ساهمت بتاسيس المنظمات الارهابية ابتداء من القاعدة في افغانستان وانتهاء بداعش وباقي الحركات الارهابية السلفية.والشعوب تدفع الفاتورة الضخمة من المال والارواح اليس الامر مشين " فاخيرا فلا غرابة عما حصل ويحصل مستقبلا عندما تكون الشعوب مستسلمة لحكامها والحكام تعبث باموالها وامام الكون كله.علما هذه الاموال تبني دولا وتقضي على الفقر والجهل في المنطقة اذا استخدمت الاموال من اجل شعوبها بدل الدمار القادم لا سمح الله اذا حصل.
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media