شظايا أم
    الثلاثاء 23 مايو / أيار 2017 - 21:45
    مصطفى محمد غريب
    أمي.. كانتْ،
    مثل مرايا الثلج
    تعكس شوق الأشجار
    نوّارة تُسطعُ كل الأنوار
    قيثارة في زخم الأقمار
    تخلقْ فرحاً في الدار..
    وتضحي في القيم القربانْ
    ..........

    أمي.. كانتْ
    أشرعةٌ تتصدى للريح وللإعصار
    سفنٌ تتهيأ للإبحار
    لتشق عباب البحر
    تحمل قلباً من نار
    وروائع من تذكار..
    وقصائد من نوتاتٍ وأغان
    ..........

    أمي.. كانتْ
    دفءٌ من شمعة أنوار
    سرٌ يتتوج بالأسرار
    وكتابٌ مفتوحٌ في الأدوار
    يتمحور بالفطنة والأفكار
    يبعد وجه العار
    وفصولٌ وخرائط من ورق الألوان
    ..........
    أمي.. كانتْ
    عَبّاراتٌ لضفاف المدن الأسطورية
    ومراسيم الأوقات السحرية
    ورسوماً في اللوحات الفنية
    ومواضيعاً لا تبدو لفضية
    بل أقولاً في مضمار الحريةْ
    عند شواطئ من حلم المرجان
    ..........

    أمي.. كانتْ
    نبراس أبي الراقد في البانوراما
    ومضى نبراس الماضين إماما
    حتى نبراس الباقين قياما
    أنفاس السجن الراقد في الانبار زمانا
    حتى صار العهد قياماً وزمان
    ..........
     أمي .. كانتْ
    تسطع مثل المرجانةْ
    تزهو حلوةْ كالرمانةْ
    لكن أمي ماتت حيرانةْ
    وهي الأعلى قامة
    رحلتْ عنا حتى دون الاستئذان
    ..........
    أمي.. أنت الرؤيا..  كالنجم السابح في عمق الليل
    أمي .. يا سيدتي الغائبة المنظورةْ
    لحنٌ أنت بأصوات الوتر الناطق بالمعمورةْ
    أنت يا سيدتي.. أطياف شظايا في أغنيةٍ مسحورةْ
    ومرايا أنت على  ذكرى من عشقٍ وجنان

    1 / 5 / 2017
    ــــــــــــــــ
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media