يعتقد بعض الساسة العراقيون أنّ الابتعاد عن سياسة المحاور في المنطقة وعدم الانخراط فيها وتجنيب البلد مخاطرها , يعني السكوت والانحناء أمام الحلف الأمريكي الصهيوني الوهابي الجديد الذي انبثق في قمة إيفانكا , فالحياد لا يعني القبول بالمنطق الأمريكي الصهيوني الوهابي الذي يعتبر إيران الجارة المسلمة هي العدو الأول للعرب والمسلمين , ولا يعني القبول بأنّ إيران هي الراعي الأول في العالم للإرهاب , ولا يعني القبول بالمنطق الشاذ الذي يعتبر السعودية وقطر هما أكثر البلدان المتصدّية للإرهاب , ولا يعني السكوت عن جرائم نظام الشر في السعودية ضدّ الشيعة في السعودية , ولا السكوت عن حربها الظالمة منذ أكثر من سنتين ضد الشعب اليمني الشقيق , ولا يعني السكوت عن حملة الإبادة التي تشنّها السلطات القمعية في البحرين ضد شيعة البحرين , ولا يعني قبول استبدال إسرائيل عدو العرب والمسلمين ومغتصبة أرض فلسطين بإيران الجارة المسلمة , ولا يعني أن نقف موقف الحياد بما تخطط له أمريكا وإسرائيل ضدّ سوريا وشعبها وضدّ حزب الله في لبنان .

أن الحلف الأمريكي الصهيوني الوهابي لا يستهدف الشيعة فقط , بل يستهدف كل المسلمين المعادين لإسرائيل سواء كانوا شيعة أم سنّة , والدليل على هذا درج حركة حماس السنيّة ضمن المنظمات الإرهابية في العالم جنبا إلى جنب مع حزب الله اللبناني ومساواتهما مع داعش والقاعدة , وبالنسبة لنا نحن العراقيون الذين عانينا من القتل والتدمير والإرهاب الوهابي المتمّثل بداعش والقاعدة , نعتقد أنّ الفكر الوهابي الذي ولدت منه القاعدة وداعش وبوكو حرام وباقي المنظمات الإرهابية في العالم , هو منبع ومصدر الإرهاب في العالم , وهذا الحلف المشؤوم موّجه بشكل أساس للتطبيع الكامل مع إسرائيل ومحاصرة إيران قلعة الإسلام المحمدي الأصيل وإسقاط النظام السوري والقضاء على حزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن , وإسكات أصوات الشيعة المظلومين في السعودية والبحرين وباقي دول الخليج الأخرى , فالحياد لا يعني القبول والسكوت على الظلم , فالسكوت على الظلم أبشع من الظلم نفسه , وديننا الإسلامي وعقيدتنا المحمدية الأصيلة تفرض علينا أن نتصدّى للظلم وأن لا نركن إلى الظالمين , فلا حياد بعد الآن أمام هذا الحلف الشيطاني , والعراقيون الغيارى الأصلاء جزء لا يتجزأ من المحوّر المتصدّي لهذا الحلف , فلا حياد بين الحق والباطل وبين الخير والشر .

أياد السماوي