سلمان ينفي التهمة عن الوهابية ضمنياً 1-2
    السبت 27 مايو / أيار 2017 - 11:12
    د. غسان نعمان ماهر الكنعاني
    باحث عراقي مغترب
    في خطابه في مؤتمر السقوط الأعرابي الأمريكاني الصهيوني (صفات لا أستخدمها جزافاً، والبيان أدناه) قال سلمان بن عبد العزيز بن سعود ما أعتبره أنا "زُبدة القول" في هذا المؤتمر:

    1-  إن "النظام الإيراني يشكل رأس حربة الإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني وحتى اليوم".

    2-  "إننا في هذه الدولة منذ 300 عام لم نعرف إرهاباً أو تطرفا حتى أطلت ثورة الخميني برأسها عام 1979".

    فما معنى هذا؟

    بما أن الدولة السعودية الحالية تأسست في منتصف عشرينيات القرن الماضي، مع التأسيس الرسمي بهذا العنوان "المملكة العربية السعودية" سنة 1932م، أي أقل من 100 سنة، فإن الملك السعودي يعتبر أن هناك "دولة ممتدة مدة 300 سنة دون انقطاع"؛

    وبما أننا لا نجد دولة تأسست قبل نحو 300 سنة (273 سنة على التحقيق) غير الدولة السعودية-الوهابية الأولى على يد جده محمد بن سعود مع محمد بن عبد الوهاب إمام المذهب المنحرف، إذاً

    الدولة السعودية الحالية = الدولة الوهابية.

    فماذا يعني هذا في هذا المؤتمر؟

    ببساطة:

    أولاً / تحريف التاريخ الوهابي كله والذي يعرفه الجميع – عرب ومسلمون وغربيون –، الذي قام على المجازر في مكة والمدينة المشرفتين وعسير ونجران وحائل وحتى الرياض عاصمتهم، إضافة إلى كربلاء، وهي الدولة التي حكم علماء دولة الخلافة الإسلامية حسب المذهب السني – الدولة العثمانية – أنها دولة منحرفة، فاستعانت بمحمد علي باشا حاكم مصر فأرسل ولده فقضى على الدولة الوهابية الأولى ودمر عاصمتها الدرعية.

    كما أنه يحرف تاريخ المجازر الوهابية في الدولتين الثانية والثالثة الحالية، والحالية قامت على ذات المجازر، إضافة إلى العمالة الواضحة للانجليز. وينسف معها الموقف الإسلامي، الذي كان الأشد وضوحاً من مصر والهند، إضافة إلى إيران والعراق، حيث توقف الحج ثلاث سنوات احتجاجاً على فرض الوهابية المنحرفة وعلى تخريب البقيع وغيره من آثار الإسلام والذي وصل إلى التهديد الحقيقي بهدم القبة الخضراء فوق مرقد سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله).

    ثانياً / يستخرج أسرته ودولته والمؤسسة الدينية الوهابية المتحالف معها – طيلة الـ 300 سنة التي ذكرها – من دائرة التهمة التي يعرفها العالم كله، وهي:

    هذا المذهب المنحرف هو الذي يقف وراء الحركات "السلفية" من القاعدة وطالبان وداعش والفصائل المتناحرة في سورية وليبيا وغيرهما.

    ثالثاً / إلقاء التهمة على العدو اللدود، له وللأمريكان وللصهاينة، المتمثل في إيران، بعد قيام الجمهورية الإسلامية بعد ثورة الخميني – كما قال بكل وضوح –؛ ولكن من أجل أن تضبط التهمة فإن اللاعب الثاني في ملعب المؤتمر – الرئيس ترامب – خلط "القاعدة وداعش" المتجذرتين في الوهابية واللتين تعيشان على أموال الدولة الوهابية والمتبرعين الوهابيين مع "حزب الله وحماس" اللتين تدعمهما إيران.

    رابعاً / يقول إن "ثورة الخميني سنة 1979" هي أساس البلاء، وهي التي تقود الإرهاب في العالم؛ وهذا يعني بكل وضوح:

    إن تلك الثورة، بمبادئها – سواء كنت معها أو ضدها –، وسياساتها – معها أو ضدها –، هي التي يجب أن تجدوا – يا فخامة العزيز ترامب – لها حلاً جذرياً فشل فيه أسلافك لحد الآن!

    إن هذا المؤتمر "أعرابي أمريكاني صهيوني" بشكل واضح للطفل الصغير والأبله وحتى المجنون، وهذه الأوصاف جاءت مما يلي:

    "أعرابي" = منحرف عن الإسلام الحقيقي، فإن خونة الدين والأمة، لا سيما في قضيتها المركزية فلسطين – وقد رأيتم واقع فلسطين في هذا المؤتمر –، يعتبرون "شرعاً" من الأعراب وليس المهاجرين (إلى الله ورسوله (ص))

    "أمريكاني" = ليس أمريكي كوصف معتمد، ولكن الكاوبوي الذي قام بذات المجازر الوهابية ولكن بحق أمة الهنود الحمر، وبذات العقيدة الصهيونية في استحلال أرض الهنود وتدميرهم، فهذا هو الذي يريده سلمان والحلف الوهابي الصهيوني من ترامب – أن يكون كاوبوي من أسوأ أصنافهم قبل 300 سنة أيضاً!

    "صهيوني" = قد تبين لأشد الناس جهلاً أن الصهيونية هي التي تؤطر هذا المؤتمر، وذلك من خلال:

    -       إهمالها شبه التام للقضية الفلسطينية (لولا ذكرها من قبل ملك الأردن ومن قبل الرئيس المصري كإحدى عناصر محاربة الإرهاب وحسب الشرعية الدولية، أي قرارات مجلس الأمن وأهمها عودة اللاجئين، لولا ذلك لكانت نسياً منسياً، بل إن ذكرها على طريقة "الحل العادل" غير الواضح إنما يقول: يا ترامب ويا نتنياهو، خلّصونه من فلسطين بأي طريقة لخاطر الله!)

    -       تسمية "حزب الله" على قائمة الإرهاب، مع أن جميع الخلق، ما عدا الطائفيين مرضى القلوب والإعلاميين الذين يقبضون من الوهابية وقرقوزات الببغاوات (والله حتى الببغاوات لا يرددون كل ما يسمعون!)، أن "حزب الله" هو الذي يمثل "العقدة" عند إسرائيل، ولا نحتاج إلى التفصيل لأنه أمر واضح، ومن لا يعلم فإما نايم أو مصخّن!

    -       تسمية "حماس" على قائمة الإرهاب، مع أن جميع الخلق أيضاً، ما عدا المناوئين والأعداء من الفلسطينيين، يعلمون أنها من أشد أعداء إسرائيل (وما العمل الصهيوني الوهابي من أجل تليين موقفها، كما وجدنا في وثيقتها الأخيرة، إلا لتخفيف عدائها من أجل تحييدها كرقم مهم في إسقاط الحاجز الطائفي الذي لم يزالوا يشيدونه).

    -       وبعد، فإن بيع الأسلحة إلى السعودية بهذه المبالغ الأسطورية وفي نفس الوقت الإعلان الأمريكي الواضح أن هذه الأسلحة لن يسمح لها أن تخل بالتوازن وأن إسرائيل ستبقى هي المتفوقة، لا يعني غير الجنبة الصهيونية للمؤتمر.


    (يتبع)
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media