الشّموع ---
    الجمعة 16 يونيو / حزيران 2017 - 18:51
    رمزي عقراوي
    شاعر وإعلامي من كوردستان العراق
    هناكَ – في صحارى

     الجنوب الحزين

    تحت كثبانِ

    الرِّمالِ والحزون ---

    بعيدا ---

     عن بلاد السنديان والزيتون

    بعيدا --- عن موطن السَّرْوِ

     والثلجِ والنِّرجسِ والقَبَجِ الحَنون

    جموعٌ غفيرةٌ ---

     من النساءِ والشيوخِ والأطفال

    مغمورون

     تحت أطباقِ الرِّمال ؟؟؟

    وقد دُفِنوا هناك أحياء !!!

    دون ذنبٍ أو مآل ---

    فقط كونهُم ---

    من نُطفةٍ غيرِ نُطفةِ الأشقياء !!!

    فما أشقى الحياة تُسيِّرُها ---

    ذئابُ الأنفال –

    وكلابُ السَّلاطينِ الأنذال

    أيُّ أثمٍ ---

     بل أيُّ ذنبٍ عظيمٍ

    آرتكبه ُالطغاة ؟؟؟

    بحق الآبرياء ---

    بحقِّ الشَّبابِ المونق الرَّزين  ؟

    فبَدتْ أطيافهُم

    كنُسيماتٍ تهُبُّ –

    على قِمم الجبال –

    وتمرُّ الأيام ---

     ويكبُرالحزنُ

    في عيون الأمّهات ---!

    كل زَهرٍ نبتَ

     في تلك القفارِ والفَلَوات

    على رُفاتِهم يضوعُ منه أريجٌ –

    من بخورٍ القهرِ

     والغدرِ والتضحيات

    حتى السّماءُ أوقدتْ نجومها ---

    كشموعٍ ---

    فوق هالات أرواحِهم ---

    في عُمق ذاك الصَّمتِ

    والسّكون الرَّهيب

    وطغتْ ريح الموتِ

    على لهيبِ الحياة !

    وأنفاسُ الرُّضَّع

    المساكين تضرَّعتْ

    إلى خالِقها في تلك الظلمات ---!

    آهٍ ---  ما أقسى

    الظلم والظلام ؟؟؟

    وأحْلَكَ وحيُهما

     في تلك الصَّحارى

    وما أوجَعَ رَنَّة لثْم الأمِّ الشَّهيدة ---

    لرضِيعها

    في خشوعِ الألمِ المُرِّ والسُّكون

    وقد توارَوا عن الوجود ؟؟

    وتلاشَوا جميعا في المجهول

    حيث غابوا

     في عالَمٍ آخرَ مجنون

    ونسَوا ما في الحياة ---

    فأين أنتَ أيّها المُبَشِّرُ الإنسان ؟!

    الى متى ستظلُ ---

    تنتظِرُ الطوفان !!


    (2012)
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media