الإعلام السعودي يهاجم المالكي أثناء وجود العبادي في السعودية
    الأربعاء 21 يونيو / حزيران 2017 - 04:10
    أياد السماوي
    ليس من قبيل الصدفة أن تهاجم قناة العربية الفضائية أمين عام حزب الدعوّة الإسلامية ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي بالتزامن مع وجود رئيس الوزراء العبادي في السعودية , فقد بثّت قناة العربية برنامجا مباشرا تحت عنوان ( المالكي داء العراق ) ضمن برنامج مرايا الذي يقدّمه مشاري الذايدي المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية , استعرض فيه فترة حكم المالكي وآراء السياسيين والكتل السياسية فيه , وهاجم أيضا بقسوة حزب الدعوّة الإسلامية الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء العبادي , وقبل التعليق على دوافع هذا الهجوم اللا أخلاقي والرسالة التي أرادت مملكة الشر إيصالها إلى حكومة وشعب العراق , نوّد أن نبين راينا في هذه الزيارة وما سستتمخض عنها من نتائج , فلا زلنا نرى أنّ هذه الزيارة جائت برغبة أمريكية وبتوجيه مباشر من قبل الرئيس الأمريكي ترامب , ولا زلنا نعتقد أنّ هذه الزيارة غير الموّفقة إنّما تهدف لدعم موقف مملكة الشر السعودية ضدّ الشقيقة إيران بالدرجة الأساس وتعطي انطباعا وقوف العراق مع السعودية في نزاعها الحالي ضد قطر , ولا زلنا نعتقد انّ العبادي قد أخطأ بالاستجابة للرغبة الأمريكية في القيام بهذه الزيارة , ولا زلنا نعتقد أنّ مصلحة العراق دولة وشعبا هي بالوقوف مع محور المقاومة والممانعة الذي تقوده الشقيقة إيران , ولا زلنا نعتقد أنّ الحلف الشيطاني الذي تقوده مملكة الشر السعودية ضدّ إيران وسوريا ولبنان واليمن يستهدف العراق وشعبه أيضا , فالذي يستهدف الحشد الشعبي ويعتبره لا يقلّ شرا عن داعش , يستهدف العراق وشعبه , أمّا ما يشاع عن تعاون سياسي واقتصادي وأمني وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين , فهذا الأمر متوّقف على ما ستساهم به حكومة العبادي من خطوات باتجاه معاداة إيران والتصدّي لمحور المقاومة الذي تقوده , وما ستقوم به من خطوات لتحييد الحشد الشعبي وافتعال المبررات لإنهاء دوره الجهادي في الحفاظ على أمن العراق واستقراره , خصوصا فيما يتعلّق بمسك المنافذ الحدودية بين العراق وسوريا وتسليمها للأمريكان , فبدون هذه الخطوات سيبقى كل شيء على حاله , وسيبقى المال السعودي يتدّفق على دواعش السياسة في العملية السياسية , وستبقى السعودية تدعم مسعود بالانفصال عن العراق , وتعمل من أجل إقامة الإقليم السنّي في العراق .

    أمّا بخصوص مهاجمة قناة العربية لزعيم حزب الدعوّة الإسلامية وائتلاف دولة القانون نوري المالكي , فهذا أمر ليس مصادفة وليس عفويا , فهنالك من يعتقد أنّ العبادي نفسه له يد في هذا الهجوم اللا اخلاقي على أمين عام الحزب الذي ينتمي إليه , وهنالك من يرى أنّ السعودية قد استلمت إشارات من العبادي نفسه تعّبر عن رضاه بمهاجمة نوري المالكي والإساءة إليه عبر وسائل الإعلام السعودية , وهنالك من يقول أنّه لو كان العبادي غير راض على هذه الإساءة التي استهدفت المالكي لقطع زيارته فورا وأصدر بيانا يستنكر فيه هذا التطاول على أمين عام حزب الدعوّة , وحزب الدعوّة الإسلامية الذي تعرّض للهجوم أيضا , وهذا مما يثبت أنّ هذه الزيارة ليست من اجل فتح صفحة جديدة للعلاقات بين البلدين , وإنّما لدفع العبادي إلى الانضمام للحلف  الوهابي الأمريكي الصهيوني , فحين يتوّقف علماء الوهابية السعوديين عن إصدار الفتاوى التي تكفرّ الشيعة وتوجب قتالهم وحين يتوّقف تدفق الإرهابيين إلى العراق   ويتوّقف المال السعودي إلى دواعش السياسة في العراق ويتوّقف دعم المنظمات الإرهابية التي دمرّت العراق وقتلت مئات الآلاف من أبناءه ويتوّقف دعم مسعود بالانفصال عن العراق ودعم إقامة الإقليم السنّي ويتوّقف الإعلام السعودي عن الإساءة للحشد الشعبي ومهاجمته واختلاق الأكاذيب الرخيصة ضدّه , حينها سنقول أنّ الطريق أصبحت سالكة لعلاقات سياسية سليمة , أمّا في ظل المعطيات الحالية فلا زالت السعودية هي منبع الإرهاب والشر الأول في العالم , ولا زال الفكر الوهابي الظلامي المنحرف هو الخطر الحقيقي على الإنسانية في كل أرجاء المعمورة , ولا زالت دعوة وضع السعودية تحت الوصاية الدولية قائمة وضرورية , فالشر كل الشر في  مملكة الشر السعودية .

    أياد السماوي 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media