اِستفتاءٌ أم فَرضُ عين؟
    الأربعاء 21 يونيو / حزيران 2017 - 04:18
    سلام محمد العامري
    قال امير المؤمنين علي عليه السلام:" إذا كنت ذا عَقلٍ ولم تك عاقلاً – فأنت كذي رجل ليس له نعلٌ".
    تفتخر الشعوب بانتمائها الوطني, بغض النظر عن القومية أو الدينية, مع اختلاف اللغات فيها, كما في الهند, حيث تتكون الهند, من 28 ولاية وسبعة أقاليم, و180دين إضافة الى347 لغة, وبالرغم من الصراعات الداخلية, إلا أن الهنود, يفتخرون أنهم هنود.
    العراق منذ القدم بلد عربي بأغلبيته, ديانته الإسلام منذ بداية العصر الإسلامي, أما القومية التي تأتي بالمرتبة الثانية, من حيث النفوس, هم الشعب الكردي, وقد حصلوا في العراق, على إقليم أطلق عليه كردستان, إلا أنَّ بعض ساسة الكرد, يتطلعون لقيام دولة مستقلة, تجمع شعبهم تحت راية واحدة, بعيدا عن سيطرة الدول.
    خلال فترة حكومات ما بعد الاحتلال الأمريكي؛ تأخذ كردستان ما نسبته, 17% من موازنة العراق, التي أصل مواردها النفط, الذي يتم تصديره من آبار البصرة, والمناطق الجنوبية وكركوك والموصل, بينما ارتأت الحكومة الاتحادية, إعطاء كردستان 12% من الموازنة, لعدم رفدها الموازنة العامة, بأي مبلع من مواردها للخزينة المركزية, مع ان الإقليم يستوفي رواتب موظفيه, من ميزانية الوزارات, أزمات حول المناطق المختلف على إدارتها؛ هل هي لإقليم كردستان, أم للحكومة الاتحادية؟.
    تراكمت الأزمات وتصاعدت التصريحات, لتصل حد المطالبة بالانفصال, وفرض الوجود بالقوة, فقوات البيشمركة تسيطر على مناطق عدة, لم يتم حسم أمرها, وترفع علم الإقليم على المباني الحكومية, جرت مفاوضات بعد انتخابات 2014, بين الإقليم والحكومة الاتحادية, إلا أن الحرب على داعش, جعلت من الاتفاق بطيء التنفيذ, لتتصاعد تصريحات الكرد, حول المناطق المحررة, في سهل نينوى, أنها أصبحت ضمن الإقليم!, وهي تشبه إلى حَدٍ ما, السيطرة بوضع اليد.
    أزمة أخرى طفت على السطح, ضم محافظة كركوك, إلى إقليم كردستان, تلك المحافظة التي يعتبرها الكرد" قدس الأقداس"؛ دون رجوع مجلس المحافظة, للبرلمان العراقي في بغداد, تَصرُّفٌ في وضع حرج, يرى المطلعون عليه, أنه جاء لإيقاف عجلة التحرير, فقد بات النصر قريباً, وتحرير آخر معقل لداعش في الموصل, قاب قوسين أو أدنى.
    آخر ما توصلت إليه قيادة الإقليم, المطالبة باستفتاء حول انفصال كردستان, إلا انهم وعند معارضة إيران وتركيا, أخذوا يصرحون أنه استفتاء لتقرير المصير, التفافاً على الدستور, الذي يعطي الحق, بتقرير المصير, فهل كان الدستور العراقي, أن تقرير المصير, هو الانفصال أم أنه خيار بين الإقليم, والحكم المركزي؟
    إعتاد الساسة الكرد, على رفع سقف المطالبات, للحصول على ما يمكن الحصول عليه, من غنيمة يرون أنها من حقهم, مستغلين ضعف إدارة الحكومات السابقة, إضافة للدعم الأمريكي.
    هل سيدعم الأمريكان حكومة الإقليم, في ما يذهبون إليه؟ هل ستقف الحكومة العراقية, مكتوفة الأيدي حيال ذلك؟ هل سنرجعُ لحرب مع الأخوة الكرد؟
    هذا ما سنكتشفه بعد تحرير الموصل.    

    سلام محمد العامري
    Ssalam599@yahoo.com
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media