لامصداقية لمن فقدوا وطنيتهم
    الأربعاء 21 يونيو / حزيران 2017 - 06:25
    رفعت الزبيدي
    مركز عراق المستقبل للدراسات والبحوث التنموية
    كثير من الشخصيات توضع موضعاً أكبر من حجمها نتيجة ظروف طارئة تعصف بالمجتمع . ولدي مثال تمهيدي للشخصية المستهدفة من مقالي هذا. أحداث العنف الطائفي في العراق شهدت تصعيدا خطيرا عام 2006 وهي السنة التي أصبح فيها نوري المالكي رئيساُ لأول حكومة منتخبة لمدة أربع سنوات . كان لابد للولايات المتحدة الامريكية باعتبارها صاحبة مشروع تحرير العراق من حكم صدام حسين أن تقدم كل اشكال الدعم والتأييد لنوري المالكي لأنجاح مهمته في الادارة والقيادة باعتراف شخصيات مهمة من البيت الأبيض الى درجة أن جورج بوش الابن كان حريصا على انجاح مهمة نوري المالكي. وروج له أنه صاحب صولة ( الفرسان ) في مدينة البصرة عام 2007 . معروف أن لحزب الدعوة مشروعا سلطويا في قيادة العراق وكان من الطبيعي تسخير كل مقدرات العراق نحو تثبيت ولاية نوري المالكي الثانية مهما كلفهم الأمر لكن اخفاقات الرجل سهٌلت مهمة منافسيه على المراكز القيادية ليتم اجهاض حلمه في الولاية الثالثة. ففي الولاية الثانية أثبت نوري المالكي أنه قائد فاشل للقوات المسلحة ورئيس فاشل للسلطة التنفيذية وفق مؤشرات ارتفاع ملفات الفسادين المالي والاداري والاختراقات الامنية المتدهورة. الرأي العام المستقل لديه الكثير من الأدلة على مصداقية ما أقول. نوري المالكي وضع موضعا أكبر من حجمه لكن الظروف خدمت تطلعاته في القيادة. ثم جاء حيدر العبادي وهو أيضا ضمن المثال الثاني لما أشرت فالظروف المحلية والاقليمية جعلت منه الأكثر تقبلاً لدى الآخرين لقبول ترشيحه رئيسا للحكومة وكان من أهم تحديات العالم هو احتلال تنظيم داعش الارهابي ثلث مساحة العراق وتهديده الأمن والسلم الدوليين من خلال انضمام آلاف الارهابيين من دول العالم  وتوجههم الى مناطق الموصل والرقة فكان القرار الدولي خصوصا دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة تقديم الدعم والتأييد لحكومة حيدر العبادي. وهي تقريبا نفس المهمة التي أنيطت الى نوري المالكي عام 2007 ( صولة الفرسان ) مصداق ما أقول أن أهم متطلبات الشعب تكمن في نقطتين اساسيتين هما الامن والخدمات . ارتفاع وتيرة الفسادين المالي والاداري تجعل من هذين المطلبين شبه مستحيل لاسيما أن حيدر العبادي وبالتدقيق في سيرته الذاتية قبل ترشحه الى منصب رئيس الحكومة كانت مواقعه الادارية لأهم مفاصل الفسادين المالي والاداري من خلال لجنتي العقود والاستثمار ومن ثم اللجنة المالية في مجلس النواب ولاننسى تبخر ميزانية العام 2014 المفقودة. هذه مؤشرات تضع العبادي موضع التهريج لمن يبحث عن الحقيقة هل أن الرجل شبيه رفيقه نوري المالكي؟ . لايوجد لدي ادنى شك أن الرجل وكما وصفه مسؤوله القيادي في حزب الدعوة عزة الشابندر بانه أغبى عضو في خليته من حزب الدعوة الاسلامية . اليوم تثار ملفات تتعلق لمرحلة مابعد داعش والنفوذ الايراني في العراق وارتفاع وتيرة التصعيد وتسخين الاجواء الاقليمية بين ايران والسعودية . معروف ان العراق يميل الى المعسكر الايراني مهما حاول العبادي الحديث عن الوقوف في المنتصف. فانطلاق الصواريخ المتوسطة المدى من الاراضي الايرانية لتضرب أهدافاً منتخبة داخل الاراضي السورية عبر الاجواء العراقية يثير أسئلة كثيرة عن مفهومي التنسيق العراقي الايراني السوري لمحاربة داعش والاستقلال الوطني للعراق. في رأيي اولى خطوات استقلال العراق يكمن في ابعاد جميع الأحزاب الاسلامية ( السنية والشيعية ) عن الحكم وفصل الدين عن الدولة. عنوان المقال يحمل الكثير من القسوة تجاه من حكموا العراق لكنها قسوة واقعية تنطلق من سوء أفعالهم ونتائج قيادتهم الفاشلة لكل مفاصل الدولة البعيدة عن مفهوم المشروع الوطني. لاتذهبوا بعيدا في تأييدكم لحيدر العبادي فهو النصف الآخر من أعتى حزب حكم العراق بعد حزب البعث.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media