في خطوة محسوبة ومتوّقعة أصدر سلمان بن عبد العزيز مرسوما ملكيا بإعفاء ولي العهد محمد بن نايف بن عبد العزيز وتعيين نجله محمد بن سلمان بن عبد العزيز وليّا للعهد , وهذا الإجراء كان متوقعا للجميع منذ أن عزل سلمان أخيه مقرن بن عبد العزيز عن ولاية العهد وتنصيب محمد بن نايف محله وليّا للعهد وأبنه محمد وليّا لولي العهد , فالخطوة الأولى لتنصيب محمد بن سلمان ملكا على السعودية كانت بعزل ولي العهد مقرن بن عبد العزيز واستحداث منصب ولي ولي العهد لأول مرة في تأريخ المملكة والذي لم يكن موجودا , ويوم أمس تمّ استكمال الخطوة الثانية حيث أعفي محمد بن نايف من ولاية العهد كما أعفي عمه مقرن من قبله , وما هي إلا أيام معدودات ليصبح محمد بن سلمان ملكا على السعودية , فقد يتنازل سلمان لأبنه عن العرش وهذا متوّقع أو أنّ يأتي أمر الله تعالى وهذا أيضا متوّقع بحكم العمر والحالة الصحية , وفي حالة تنازل سلمان لأبنه عن العرش سيرضخ الجميع للملك الجديد كما رضخوا لعزل مقرن ومن ثم محمد بن نايف عن ولاية العهد , وكل الدلائل والمؤشرات تؤكد أن محمد بن سلمان بعد أن أصبح وليا للعهد سيمارس كل صلاحيات أبيه .

نحن في العراق لا يعنينا من سيكون ملكا على السعودية سواء كان أبن سلمان أو أبن نايف أو أي واحد آخر من الأسرة الحاكمة , فهذا شأن داخلي معني به الشعب السعودي والأسرة الحاكمة , لكنّ شخصية الملك الجديد وسلوكه وقراراته هي التي تعنينا بكل تأكيد وتعني المنطقة بأسرها , فأي تصعيد وتهوّر للملك الجديد ستنعكس نتائجه وآثاره على عموم المنطقة , وليس خافيا على أحد أنّ الحرب الظالمة التي شنّتها السعودية على الشعب اليمني الشقيق هي حرب محمد بن سلمان , والحلف الشيطاني الذي انبثق بعد زيارة ترامب إلى السعودية ضدّ إيران الشقيقة هو حلف محمد بن سلمان , والتصعيد العسكري الخطير ضد إيران ودفع المنطقة إلى حالة التوّتر هو قرار محمد بن سلمان , وهذا يعني أنّ المنطقة بأسرها بعد تعيين بن سلمان وليّا للعهد , أصبحت على شفى الحرب الشاملة , خصوصا إذا علمنا أنّ أمريكا ترامب وإسرائيل لهما اليد الطولى في دعم بن سلمان ووصوله إلى ولاية العهد والسيطرة على صلاحيات أبيه , ومن المؤكد أنّ أمريكا وإسرائيل ستدفعان بهذا المتهوّر إلى إشعال الحرب الشاملة مع إيران وحرق المنطقة بأسرها , حينها تكون أمريكا وإسرائيل قد نجحتا بتحقيق غاياتهم الشيطانية في إشعال الحرب الشاملة وتدمير المسلمين جميعا , وهنالك بعض من دول المنطقة كالأمارات والبحرين ستدخلان الحرب إلى جانب السعودية , وهذا يعني أنّ شرارة الحرب ستمتد إلى أكثر من دولة في المنطقة وستحرق الأخضر واليابس ولن ينجو منها أحد , وأستطيع أن أشبه حالة التوّتر التي سادت في أوربا بعد صعود هتلر إلى السلطة قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية , هي نفس أجواء التوّتر الذي تعم منطقة الخليج بعد توّلي أبن سلمان الحكم في السعودية , فالحرب الشاملة قادمة لا محالة , فإذا أراد الله شيئا هيّأ له أسبابه .

أياد السماوي