تحت التعذيب ؟!!
    الخميس 22 يونيو / حزيران 2017 - 11:52
    رمزي عقراوي
    شاعر وإعلامي من كوردستان العراق
    ورُبَّ ضَربةٍ

     من سَوطِ الجَلاّد

    خِلتُها --- ستُميتُني !؟

    ولكنْ ما لِجلاّدٍ

    ذِمّةٌ ولا عَهدُ

    تحاشَيتُ ضَرَباتهُ ---!

    فلمّا لم أستطِعْ ---

    سَلوتُ بها ؟!

    عندها وضعَ الجلادُ في يديَّ القيدُ

    وقد ألقى الرُّعبَ في قلبي !

    لكنّي تحمَّلتُ تعذيبهُ ---!

    فكان يُقهقهُ --- هَزلاً ؟

    وحينا آخرَ كان هُزؤهُ عَمدُ

    وكنتُ استحلفهُ بالله العظيمِ

    وبنبِّيهِ الكريمِ –

    بأنّي برئٌ من كلّ ذنبِ

    ولكن كان عذابهُ جِدُّ !!

    وكنتُ بين فترةٍ وآخرى

    أمسِكُ أنفاسي --- من الإنهيار

    لأنهُ كان في أنفاسي جَزرُ

    وفي مَسمعي مَدُّ !!

    وكان يقولُ لي

     وأنا تحتَ التعذيبِ

    بِودّي لو عرفتُ الفتى !!

    وما يبتغيهِ  ؟؟؟

    قلتُ : ما يبتغيهِ العَبدُ !!

    أنا برئٌ سأُقتَلُ غدراً ---

    وثوبي سيصبحُ لي كفنُ !!!

    وأيّ مكانٍ في السِّجنِ

    سيَصيرُ لي لَحْدُ

    فإنْ لم يكُن للجلاّدِ –

    من نظرةٍ ترأبُ بحالي

    سيظنُ أنني واحدٌ

    ( من الجَماعة ) – فَرْدُ

    وقد كهرَبَ الجلاّدُ جسَدي

    الى أنْ تنهدْتُ –

    حتى كاد صَدري يَنهدُّ !

    فأمَرْتُ فؤادي

    أنْ يتحمَّلَ عذابَ الطغاة

    فآذهلني عنه الذي

     كان من بَعْدُ !

    وأبكي بحُرقةٍ في سِرّي ---

    كما تبكي الثكلى وحيدَها ---

    وأشدو كما تشدو ---

    وقلتُ لنفسي هذا ---

    منتهى المَهانةِ والألم ؟؟

    وهذا مجالُ التكفير

     إنْ فاتكِ الزُّهدُ !

    ومرَّتْ بَطيئةً ثقيلةً ليالي العَذابِ

    والتعذيبُ يجذبُ التعذيبَ ؟؟؟

    وجِسمي كما شاء الجَلاّدُ ---

    يلينُ --- ويشتَّدُّ !!!

    وكُنّا مع الأصدقاءِ

      تَعاهَدْنا

    على الصّبرِ

     والصّمودِ والموتِ

    فما لبِثَ العهدُ

     كما يَلبَثُ الوردُ ؟!

    وقد غطَّتْنا الظلماتُ

     والحيُّ نائمٌ

    وقد ألتصَقْنا بالأرضِ

    والليلُ مُمتدُّ !

    ولم تهزُّنا

     زقزقة العصافيرِ في الفجرِ

    ولم يَضمُّنا دِثارٌ

    وقد حَوَانا البَردُ !

    هو الجلّادُ الذي

    لا ضميرَ لهُ ---

    والذي لا يُسيِّرهُ غيرالطواغيتِ

    الذين لهم القِلاعُ --- والجُندُ !

    فلوكان لديهم

     ضمائرٌ أوأحاسيس

    لَصَرَفَهُم عنّي ولكنْ ---

     حُكمُ الزَّمنِ الرَّدئ ليس له َردُّ !!!

    سَترَكمُ اللهُ

    من هؤلاء الأوغادِ الأوباشِ

    وَلْيَغِبْ

    عن عيونِكُم الدَّمعُ – والسَّهدُ !

    فأحَبَّ الى

     قلبي الموتُ من لقائِهم ---

    وأجملَ في عيني

    من وجوهِهِم القِردُ ؟!

    فإنْ كان غيري

     لم يزَل دينهُ الخيانة و

    العمَالةُ

     فإنّي ولا أخشى الملامةَ

    مُرتدُّ !؟


    (5=9=2012)
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media