هل تتجه الرياض نحو المزيد من القبضة الحديدية؟
    الجمعة 23 يونيو / حزيران 2017 - 08:39
    علي آل غراش
    كاتب واعلامي
    يواصل عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز طريقته في نشر القرارات المصيرية في وقت الفجر لصناعة عنصر المفاجأة والصدمة والتي تسمى بالحازمة. وعبر سياسة الاستعراض باستخدام القبضة الحديدية في التعامل مع الملفات الخارجية  كـ: شن الحرب على اليمن، وهدر الثروة الوطنية لدرجة الإفلاس، وتهديد إيران بنقل الحرب في داخلها، وأخيرا قطع العلاقات والحصار لدولة  قطر.

    أما على مستوى الداخل فهناك مزيج بين الجزرة والعصا: من جهة يتم الترويج لثقافة الانفتاح لترفيه الشعب عبر برامج التسلية والمرح والفن، والحد من قوة المؤسسة الدينية، ومن جهة أخرى استخدام القبضة الحديدية مع كل من ينتقد أو يعارض سياسة السلطة أو من له رأي وموقف خاص ولو كان من أفراد العائلة الحاكمة. بل ولو كان وزير الداخلية القوي الذي كان يتحكم بكافة المؤسسات الأمنية بالإضافة إلى الإعلام والحج ومعظم الوزارات الخدماتية. 

    قرار عزل الأمير #محمد_بن_نايف كان متوقعا منذ تنصيبه بالاسم وتهميش دوره، بلا ديوان ولا صلاحيات .. ، والمفاجأة كان في الوقت فقط والطريقة حيث عزل بطلب من هيئة البيعة التي اجتمعت بشكل مفاجئ لذلك وتم التصويت لأول مرة على قرار عزله وكانت النتيجة نعم لقرار العزل ب 31 صوتا من 34 .

    جاء إعفاء محمد بن نايف من كافة المناصب بعد الحد من صلاحياته،  من قبل الأمير #محمد_بن_سلمان ولياً للعهد، ‏⁧بالطريقة التي تمت لتفرض واقعا جديدا للقبضة الحديدية ليس للشعب فقط وإنما لأفراد العائلة الحاكمة وتوجيه ضربة استباقية.

    إن عزل محمد بن نايف ضربة قوية وتعرية لشخصية ضعيفة طالما تظاهرت بالقوة والغرور وهو الأمير محمد بن نايف، ورسالة لكل شخصية في العائلة المالكة هي أضعف.

    تلميع العهد الجديد

    هل سيقوم #محمد_بن_سلمان_وليا_للعهد بتحميل #محمد_بن_نايف كافة الملفات المتأزمة الداخلية كالمعتقلين، وفتح صفحة جديدة مع الشعب، بالإفراج عن معتقلي الرأي، وامتصاص الغضب الشعبي؟.

    فقد تسبب محمد بن نايف في أزمات داخلية وجعل الشعب في حالة غضب واحتقان وكره للنظام، واستغل سلطته بالانتقام من المواطنين كـاعتقاله لـ #محمد_العبيد  لأنه انتقد تقصير وزارة الداخلية. إنها لحظة لا تنسى. حان الوقت للإفراج عن المعتقلين. والإفراج عن المعتقلين ربما يحدث لتلميع العهد الجديد بتعيين الأمير محمد بن سلمان رسميا وليا للعهد والحكم القادم.

    فضيحة بن نايف

     الملفت حول إعفاء وزير الداخلية السابق المعزول محمد بن نايف إنه عزل بفضيحة وذل وكسر لصورته بعد اجتماع هيئة البيعة بشكل مفاجئ وصوت31 من 34 من أعضاء الهيئة بقرار عزله لصالح محمد بن سلمان، الذي يعني التشكيك فيه بل إنه مرفوض وغير مؤهل لا لولاية العهد ولا وزير داخلية ولا مستشار ولا لأي منصب في الدولة، وحتما هناك أسباب عديدة!. كان بالإمكان عزله بطلب منه كما هي العادة، دون فضيحة له، فطريقة عزله فضيحة!.

     #محمد_بن_نايف لم ينفعه التهديد والترهيب بتحويل البلاد لسجن كبير، لقد عزل وطرد من كل المناصب بطريقة(..) وفشل، أنها بداية الانتقام العادل. الله يمهل ولا يهمل. نعم لبناء دولة تمثل إرادة الشعب.

    شركة عائلية لا دولة حضارية

      الأمير مقرن تنازل عن منصب ولاية العهد مقابل مبلغ خيالي، وحتما محمد بن نايف حصل مقابل المالي كبير جدا كصفقة ليتنازل.. إنها شركة عائلية للبيع والبيعة لا دولة حضارية.

    كما أن طريقة تعيين محمد بن سلمان وليا للعهد، وعزل محمد بن نايف وتوزيع المناصب وتقسيم الثروة بين أفراد العائلة الحاكمة، دليل على أنهم يتعاملون مع الوضع على أساس أنه شركة عائلية خاصة بهم، وغياب نظام الدولة الحديثة التي تقوم على دستور يمثل إرادة الشعب لا عائلة تتحكم بالبلاد والعباد.

    عهد جديد برؤية حديدية!

     هل بعد تعيين محمد سلمان وليا للعهد سيشهد البلاد مبادرة للتغيير بإغلاق ملف المعتقلين، وتحقيق الإصلاح لبناء دولة العدالة والحرية والتعددية حسب إرادة الشعب، أما سيتجه للمزيد من التصعيد والتأزيم ومواصلة سياسة الحزم والحروب؟.

    ماذا سيحدث مع تعيين محمد سلمان وليا للعهد وتنصيب #عبدالعزيز_بن_سعود وزيرا جديدا للداخلية هل سيبحث عن مهمة لإثبات قدرته وهيبته بالمزيد من القمع والدم. أما أنه سيقوم بفتح صفحة جديدة بالإفراج عن المعتقلين؟.

    الشعب يبدأ العهد الجديد بالصدمة والمزيد من التمهيش والترهيب لمبايعة محمد سلمان وليا للعهد على السمع والطاعة والخضوع، إنها جزء من الرؤية 2030 المستقبلية، الرؤية أصبحت أكثر وضوحا، عبر القبضة الحديدية والتلويح بالعصا.

    الله يستر من القادم !!

    ماذا سيحدث مع تعيين محمد سلمان وليا للعهد بشكل رسمي، وخضوع كافة أفراد العائلة الحاكمة له وكذلك رجال الدين للمؤسسة الدينية، بالإضافة إلى الشعب المهمش الذي لا يهش ولا ينش لا رأي له. هناك خوف من استمرار سياسة الطيش والمراهقة والتصعيد والقبضة الحديدية التي تسمى بالحزم، في ظل توتر الوضع داخل المملكة والمنطقة الخليجية والعربية.

    الله يستر من تعيين محمد سلمان وليا للعهد، حيث مع كل تعيين لولي عهد جديد يحدث تصعيدا، لقد اعتقل #الشيخ_النمر مع استلام سلمان ولاية العهد وتعيين أحمد وزيرا للداخلية، وتم #إعدام #الشهيد_الشيخ_النمر مع تعيين #محمد_بن_نايف وليا للعهد مع بداية حكم الملك سلمان!؟

     والله يستر من تنصيب عبدالعزيز بن سعود وزيرا جديدا للداخلية يبحث عن إثبات الوجود بالقوة والبطش والقمع وسفك الدماء كما فعل من كانوا قبله!.

    مستقبل البلاد والمنطقة رمادي بل مخيف بسبب شخصية ولي العهد الجديد الأمير محمد بن سلمان الضبابية غير الواضحة لغاية الآن، سوى أن لديه أفكار وطموحات كبيرة يريد أن يحققها بطريقة تخلو من الحكمة والخبرة، بل بطريقة تعتمد على القبضة الحديدية والرأي الشخصي.
     هل سيتغير مع استلامه الموقع الجديد واقترابه من كرس العرش كملك مطلق يملك كافة الصلاحيات، ويفاجأ الجميع بسياسة جديدة ليضمن استمرار حكمه لأطول فترة ممكنة دون أي مشاكل داخلية وخارجية؟.

    الله يحفظ البلاد والمنطقة والعباد من كل شر.

    علي آل غراش
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media