ما للفيلية وماعليهم
    السبت 24 يونيو / حزيران 2017 - 20:06
    علي عبد الستار الحجية
    كاتب وإعلامي ومراسل صحفي
    مع كل الاسف ان بعض ابناء المكون الفيلي ينسى اصالته وعراقته المتجذرة ومازال بعضهم يرهن مستقبله ومصيره السياسي بالاحزاب القومية تارة وبالاحزاب المذهبية تارة اخرى طمعا بامتياز هنا او هناك ف{ يخسر المشيتين } كما يقول المثل الشعبي البغدادي ومازال يخرج {من المولد بدون حمص } كما يقول المثل المصري .

    على هولاء ان يصحوا فعراق اليوم ليس كأمسه المُظلم وان الاعتداد بالنفس والاصول واجبة والتصرف على ضوءها اوجب ، ولا مبرر بعد الان التخفي او الانصهار ضمن هذه العشيرة او تلك القومية خشية الاتهام ب { التبعية و التسفير } ،فقد حان الوقت ليُعلن الفيلية انهم مكون مستقل بذاته وليس اقلية متناثرة كي يدخل ابناءه تحت عباءة هذا او ذاك كما يسعى المتحزبون منهم ويدفعون بهذا الاتجاه .

    نؤكد دوما ان الفيلية مكون اصيل وشريك اساسي لعرب العراق ان لم يكونوا الاعمق و الاقدم منه تاريخيا على هذه الارض وخاصة شرقي دجلة ، وان لم يكونوا الاكثر منه عطاءا في اثراء الحضارة الاسلامية المحمدية الحقة فهم موازون متساون لهم تماما .

    ولم يعد حاجة للفيلي اثبات عراقيته الخالصة فقد قدموا البراهين والادلة الواحدة تلو الاخرى عبر الاف الشهداء في سبيل وحدة العراق وحرية شعبه جنبا الى جنب اخوتهم العرب في الوسط والجنوب منذ بدايات تاسيس الدولة العراقية في 1921 ولحد الان ، وما مواكب تشيع شهداءهم في الحشد الشعبي والقوات الامنية الاخرى المتوجهة لمقبرة النجف الا دليل اضافي اخر .

    الفيلية ليسو نازحين او لاجئين ليأتي س أو ص من الساسة ليطردهم او يجتثهم من العراق بمقال لكاتب مجهول عبر الانترنيت او حديث متلفز غير موفق لسياسي انتهت الشرعية الدستورية للمؤسسة التي ينتمي لها ، فهذه الجريمة النكراء لم يقدر على اتمامها حتى صدام المعتوه رغم عنجهيته وجبروته وطغيانه وهذا يعني بكل وضوح ان لا خوف على الفيلية ولا هم يحزنون فلهم وعليهم ما لعرب الوسط والجنوب على قدر المساواة مثقال بمثقال.

    على ابناء الفيليةَ ان يتذكروا دوما انهم ابناء مكون اساسي في العراق وشركاء مخلصين في ايام العسر والجهاد ، وان يكونوا على ثقة تامة بان الظلم و الحرمان والعدوان التي تعرضوا لها مازالت ماثلة وشاخصة امام اعين اقرانهم ابناء الوسط والجنوب وحتما ان هولاء لا يسمحون بعدما مكنهم الله في الارض من تكرار تلك المظالم تارة اخرى.

    عرب الوسط والجنوب يَسعون الان ويُجهدون النفس على تخليص الفيلية من تداعيات سنوات صدام والبعث العجاف وتعويضهم عنها بأجزل عطاء ، وان تأخر هذا الامر فلأن ذات العدو المتغلغل في اروقة مراكز القرار مازال يمارس كراهيته ، وملخص القول بهذا الصدد ان عرب الوسط والجنوب لايسمحون بأي تهديد او انتقاص للمكون الفيلي ولمصالحهم في العاصمة بغداد ومدن الوسط والجنوب.

    كل ماهو مطلوب من الفيلية المتواجدين في بغداد والوسط والجنوب هو ان يدركوا انهم الباقون وان كل الساسة والاحزاب الاخرى زائلون ، و ما عليهم الا ان يجمعوا شتات احزابهم في تحالف واحد وعندها لا خوف عليهم من عصا هذ وليسو بحاجة لجزرة ذاك .

    مطلوب من مثقفي ونشطاء الفيلية ان لا يسمحوا لمتحزبيهم لاسيما الشباب وقليلي الخبرة والدراية منهم (من اتباع هذا او ذاك ) التطرف وتأزيم الامور ، وحتما يتحمل الكهول وذوي الشهداء وضحايا التهجير والتغيب مسؤولية اسكات الاصوات النشاز و ايقاف المتطرفين عند حدودهم وعدم السماح لهم بأذكاء فتنة جديدة تنحى المنحى الشرير الذي يخدم المشروع الجهنمي لاعداء العراق .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media