أَسْحارٌ رَمَضانِيَّةٌ السّنةُ.. الرَّابِعَة (30)
    السبت 24 يونيو / حزيران 2017 - 22:17
    نزار حيدر
       {فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ* بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.

       في مثلِ هذه الأَيام قبلَ ثلاثِ سنواتٍ كُنَّا نتحدَّث عن خياناتٍ وفسادٍ وفشلٍ وسياساتٍ مشبوهةٍ إِنتهجها عددٌ من السياسيِّين والمسؤولين في الدَّولة العراقيَّة وعلى ثلاثة مستويات، الاتِّحادي [بغداد] وعلى رأَسهم القائِد العام للقوَّات المسلَّحة والزُّمرة التي كانت تُديرُ مكتب القائِد العام، والإقليم [كُردستان] والمحلِّي [محافظة المَوصل] أَنتجت بمجموعِها سقوط المَوصل.

       وقتها كُنّا نتداول أَعداد الضَّحايا وحجم الدَّمار جرَّاء سيطرة الارهابيِّين على نصفِ مساحة الْعِراقِ تقريباً!.

       وكُنَّا نضع أَيدينا على قلوبِنا خوفاً على المراقد المقدَّسةِ في النَّجف الأَشرف وكربلاء المقدَّسةِ عندما وقف الارهابيُّون على أَسوارِ بغداد يهدِّدون ويتوعَّدون!.

       {فِي بِضْعِ سِنِينَ} والحمد لله حقَّق العراقيُّونَ إِنتصاراتٍ تاريخيَّةٍ عظيمةٍ رفعَ العالَمُ لها قبَّعتهُ إِعترافاً بالجميلِ وانحنى الجميع لهم إِحتراماً وتقديراً، طوعاً أَو كرهاً، لا فرق!.

       كيف تحقَّق ذلك؟! وكيف نحمي المُنجز؟!.

       أَوَّلاً؛ سيتكرَّر المشهد المأساوي من جديدٍ إِذا لم يُحاسب المُتسبِّب بهِ أَيّاً كان! فـ [مَن أَمِنَ العِقاب أَساءَ الأَدب] وكرَّر الجريمة!.

       يجب فتح الملفِّ على مِصراعيهِ بِلا مجاملة أَو مُواربة أَو خوف! وتحت أَيَّة ذريعة! فالفاسدون والفاشِلون ومَن يقف خلفَهم سِرّاً أَو جهراً! ينوونَ لفلفة الملفِّ وسِرقتهِ تارةً باسم المصالحةِ الوطنيَّة وأُخرى باسم التَّسوية التَّاريخيَّة التي أَسوأ ما فيها مبدأ تصفيرِ المسؤوليَّة فيما بينهُم من خلال تصفيرِ الأَزمات!.

       إِذا أَرادَ العراقيُّونَ أَن يحمُوا دماء الشُّهداء والتَّضحيات الجِسام التي قدمَّها أَبناءهُم في الحَرْبِ على الارْهابِ فعليهِم إِسقاط كلَّ مشاريعِ الخيانةِ والجُبنِ والخوفِ التي يُحيكُها الفاسدونَ والفاشِلون والجُبناء خلفَ الكواليس وفِي الغُرفِ المُظلمة! ثُمَّ يستلمونَ أَثمانها!.

       ليسَ من المعقولِ أَبداً أَن تمُرَّ ثلاث سنواتٍ عجافٍ ومأساويَّةٍ ودمويَّةٍ هباءً منثوراً وكأَنَّ شيئاً لم يكُن! لا أَحد يعرف أَسرارها ولا أَحد يتحمَّل مسؤوليَّتها ولا أَحد يعرف ثمنَها! وكأَنَّها نزهةٌ!.

       ثانِياً؛ إِنَّ الفَضْلَ في ما تحقَّق من مُنجزٍ يعودُ بالدَّرجةِ الأُولى بَعْدَ الله تعالى الى الشُّهداءِ الذين ضحُّوا بأَغلى ما عندهُم لحمايةِ الدَّم والعِرض والدِّين والوطن والإنسان والحاضِر والمستقبل وكلُّ شيءٍ! ولذلك يجب أَن يُسجَّل المُنجز باسمهِم وباسمِ أُسرهِم، ليس نظريّاً أَو شكليّاً وإِنَّما عمليّاً من خلالِ رِعاية أُسرهِم بكلِّ ما تعني الكلمة من معنى، وهذا ما أَكَّد عليه الخِطابُ المرجعي عشرات المرَّات خلال السَّنوات الثَّلاث الماضية!.

       ثالثاً؛ وبعدهُم يعودُ الفَضْل في تحقيق المُنجز الى المرجعيَّة الدِّينيَّة وشخص المرجع الأَعلى الذي أَفتى بالجهادِ الكِفائي في الوقت المحدَّد على وجهِ الدقَّة، بحكمةٍ وبصيرةٍ قلَّ نضيرُها، قلبَ الطَّاولة فوق رؤُوس أَعداء الْعِراقِ الذين خطَّطوا وموَّلوا الارهاب وكذلك فوق رؤُوس السياسيِّين الفاسدينَ والفاشلينَ الذين كانوا مشغولين وقتَها بصراعهِم على السُّلطة والامتيازات وعلى [الثَّالثة] التي كانت حينها الشُّغل الشَّاغل للقائدِ العام للقوَّات المسلَّحة تاركاً البلاد على كفِّ عفريتٍ وفِي مهبِّ الرِّيح!.

       لا يمكنُ أَن نستوعبَ الدَّور التَّاريخي والوطني والمِفصلي للفتوى إِلّا إِذا استوعبنا حجم المُؤامرة التي حيكت ضدَّ الْعِراقِ وقتَها! ولا نستوعبُ ذَلِكَ إِلّا إِذا اطَّلعنا على أَسرار الملفِّ! ولا نطَّلع على ذلكَ إِلّا إِذا زُجَّ بـ [عجلٍ سمينٍ] واحِدٍ على الأَقلِّ خلفَ القُضبان ليُدلي للقضاءِ بكلِّ ما في جعبتهِ من ملفَّات الفسادِ والخيانةِ والفشلِ والتستُّر والابتزاز والتَّنازلات!.

       كما أَنَّ لمُخرجات الفتوى المُباركة وعلى رأسِها التَّعبئة الشَّعبية العامَّة ومنها تشكيلات الحشد الشَّعبي البَطَل والمُقاوم والمضحِّي، فضلٌ كبيرٌ في تحقيق المُنجز التَّاريخي. 

       رابعاً؛ أَمَّا دور السَّيِّد رئيس مجلس الوزراء القائِد العام للقوَّات المسلَّحة الدُّكتور حيدر العبادي في تحقيق المُنجز فلا يتغافل عنهُ إِلّا {الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} {حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}.

       لقد نجحَ الدُّكتور العبادي في حمايةِ الْعِراقِ من خطرِ الارهاب على الرَّغمِ مِن أَنَّ السَّفينة كانت تمخُر في محيطٍ متلاطمِ الأَمواج، وذلك من خلالِ تصحيح أَخطاء سلفهِ في؛

       ١/ تطهير المنظومة الأَمنيَّة والعسكريَّة من الفسادِ المالي والاداري وقطعِ دابرِ العناصر التي بسطَ يدها الموما إِليهِ وعلى رأسهِم نجلهُ الذي كان يُدير مكتب القائِد العام من دونِ أَيَّة صفةٍ رسميَّةٍ!.

       كما نجحَ العِبادي في تطهيرِها من الخُطط الفاشلة والسِّياسات الفاسدة التي كان لها الدَّور الأَساسي في تمدُّد فُقاعة الارهابيِّين!.

       ٢/ تهدئة الأَزمات التي كانت تعصف بين بغداد والإقليم من جانبٍ وبينَ الحكومة والبَرلمان من جانبٍ ثانٍ، وبينَ الكُتل السِّياسيَّة نفسها من جانبٍ ثالثٍ! لصبِّ كلِّ الجهود في خدمةِ المعركةِ الحاسمةِ والحربِ على الارْهابِ.

       وعلى الرَّغمِ من المُحاولات المُستميتة التي ظلَّ يبذلها الموما اليهِ، ولا يزال، لوضعِ العصي في العجلةِ التي يقودها خلفهُ! إِلّا أَنَّهُ فَشَلَ والحمدُ لله في ذلك! على الرَّغمِ من إِتِّساع مساحة الشَّبكة الإليكترونيَّة التي يُديرها بالأَموال الضَّخمة التي استولى عليها بالحَرامِ! وعلى الرَّغمِ من إِتساع جيش الأَبواق التي تنفِّذ أَجنداتهُ المُعادية بهذا الصَّدد!.

       ٣/ السَّير بحكمةٍ وتوئدةٍ وحذرٍ في حقلِ الأَلغام الاقليمي والدَّولي المُتشابك والمُتعارض والمُتناقض، وهي من أَصعب وأَعقد الأَشياء التي نجحَ في تحقيقها السيِّد رئيس مجلس الوُزراء خلال السَّنوات الثَّلاث المُنصرمة.

       لقد أَدارَ الدُّكتور العِبادي المعركةَ بالعقليَّةِ [المدنيَّة] (نسبةً الى المدينة) فساهمَ في تحقيقِ المُنجَزِ الوطني! أَمَّا سلفهُ فكان يُديرُ الدَّولة بالعقليَّةِ [البدويَّة] (نسبةً الى البادية) ففشلَ فشلاً ذريعاً!.  

       ٢٤ حزيران ٢٠١٧

                                لِلتّواصُل؛

    ‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com

    ‏Face Book: Nazar Haidar

    ‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1

    (804) 837-3920
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media