للصبر حدود ...
    الأثنين 26 يونيو / حزيران 2017 - 17:26
    أياد السماوي
    (لا ينبغي على تركيا أن تخشى من الاستفتاء المرتقب , وأنّ كردستان العراق لا ينوي تغيير حدوده مع الدول المجاورة , وأنّ الأمر ببساطة يكمن في إعادة ترسيم الحدود بين كردستان والعراق , وآن الأوان أن نقر بأنّ العراق منقسم عمليا , وأنّ الاستفتاء سينعكس حقيقة على ما هو واقع في العراق فعلا) , هكذا تحدّث مسرور الأبن مع صحيفة الغارديان البريطانية , وقبل أيام كان لمسعود الأب حديثا مع قناة فرانس 24 قال فيه (لا تراجع عن قرار الاستفتاء) , بهذا الصلف وهذه الوقاحة والتحدّي يصرّ مسعود وأبنائه وحزبه على المضي قدما في إجراء الاستفتاء والانفصال عن العراق , والذي لا يعلمه مسعود وأبنه وعصابته أنّ عامة العراقيين يتمنون اليوم قبل الغد أن يتخلّصوا من إقليم كردستان الذي أصبح ورما سرطانيا في الجسد العراقي بفضل مسعود وأبنائه وعصابته على مقاليد الأمور في إقليم كردستان , فالتغلغل الإسرائيلي في الإقليم لم يعد خافيا على أحد , والموساد الإسرائيلي يسرح ويمرح في كردستان علنا وبعلم مسعود وحزبه وحكومته , ولم يعد أكراد مسعود يخجلون من رفع علم إسرائيل إلى جانب علم جمهورية مهاباد البائدة , ولم يعد هنالك شّك في أنّ الموساد الإسرائيلي تغلغل حتى إلى المؤسسات الاتحادية من خلال أعضاء حزب مسعود في بغداد , كما أنّ عامة العراقيين أصبحوا ينظرون إلى إقليم كردستان كمصدر لسرقة ثرواتهم وأموالهم , واستمرار العلاقة بين بغداد وأربيل بشكلها الحالي وفي ظل هذه التصريحات المتتالية سواء من مسعود أو أبنه أو أعضاء حزبه ومن دون أن يكون هنالك ردّ رسمي حازم من قبل الحكومة ومجلس النوّاب العراقي على هذه التصريحات المسيئة والمستّفزة , ستوحي لمسعود وعصابته الخارجة عن القانون أنّ الحكومة الاتحادية في موقف ضعيف وعاجزة وغير قادرة على الرّد ووقف هذه التصريحات العدائية للعراق وشعبه .

    إنّ مسعود وأبنائه وحزبه قد تجاوزوا كلّ الحدود الحمراء وغير الحمراء , ولم تعد مشاعر العراقيين تشّكل أي حاجز أخلاقي لمسعود وأبنائه وعصابته , فحين يسحق كردي حاقد لئيم علم العراق بأقدامه ويرفع علم إسرائيل بيده , فهذا التصرّف لم يأتي من فراغ , بل هو نتيجة حتميّة للسياسات العدائية التي انتهجها مسعود وعصابته ضد العراق شعبا وحكومة , وإذا لم تخرج الحكومة من صمتها وترّد على مسعود ومسرور ومنصور ونيجرفان بأنّ إجراء الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان , ستترتب عليه نتائج مؤلمة لمسعود ومسرور ونيجرفان وعصابتهم بل ولإقليم كردستان بأسره , وأهم هذه النتائج أنّ الحكومة الاتحادية ستعتبر إقليم كردستان بعد الاستفتاء إقليما منفصلا عن العراق سياسيا واقتصاديا وإداريا في حدوده التي أقرّها الدستور العراقي , وسيتم فك الارتباط السياسي والاقتصادي والإداري مع الإقليم , وسيرحل كل الوزراء والنوّاب والمسؤولين الأكراد إلى دولتهم الجديدة , وإذا لم تعلن الحكومة العراقية هذا الموقف الصارم والحازم , فإنّ مسعود ومسرور ونيجرفان سيتمادون أكثر وأكثر وأكثر , فلم يعد بعد هذه التصريحات العدائية مجال للسكوت والتغاضي والمهادنة مع هذا العميل الذي ترّبى هو وأبيه بأحضان الموساد الإسرائيلي والمخابرات الدولية , ولم يعد لحليف صدّام مجال للصبر , فللصبر حدود ...

    أياد السماوي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media