لا يعود حبي لسليماني فقط إلى دوره الرائع في عملية تحرير تكريت، إنما، صدقوا أو لا تصدقوا يعود جزء كبير منه الى الإعلام!
لننظر أولا إلى النص المنشور في الصورة. اقرأوا العنوان: "الجعفري يقر بالتدخل الإيراني: سليماني يشرف على المعارك بالعراق"
قبل ان اقرأ الخبر كنت متاكدا أني سأجد صيداً لذيذا، ولم يخب أملي. فيكاد كل ما ينشر عن سليماني يكون فيه صيد ما. لنقرأ الآن نص الخبر، ونلاحظ ما يلي: 1- إقرار الجعفري تحول إلى أن سليماني "يتردد على العراق" (إن صح).. وليس إقرار بالتدخل الإيراني. و 2- تقول مقدمة الخبر انه يشرف "على المعارك التي تخوضها القوات المشتركة"! وهذه بحاجة إلى حمار حقيقي لكي يصدقها! و 3- عبارة الجعفري داخل الاقتباس ليس فيها لا اعتراف بالتدخل الإيراني، ولا "يشرف على المعارك"!
ما هو احساسي بعد القراءة؟ أحببت سليماني اكثر قليلاً!
تكررت الحالة بأني كلما وجدت الإعلام يكذب لتشويه سمعة أحد، أكتشف انه فعل شيئا جيداً أزعج إسرائيل أو أميركا أو بعض ذيولها. ولا غرابة في ذلك، فالإعلام في العراق، والوطن العربي عموماً إعلام إسرائيلي يكاد يكون مغلقاً. لذلك فقد صار رد فعلي الأول لأي خبر تشهيري هو أنه على الأغلب كاذب، وثانيا أن ضحيته قد فعلت شيئا جيدا!
قبل فترة وجدت منشورا عن نائبة مغمورة نسبياً لم أكن اعرفها، وأنها صرفت مبلغ كذا من أموال البرلمان لعمليات تجميل لوجهها!
استنادا إلى تلك القاعدة بدأت البحث عن الموقف الجيد الذي اتخذته تلك النائبة، وبالفعل وجدت انها هاجمت القيادة الكردية لهدمها القرى السنية والتعاون مع داعش! خبر التشهير بها لم يكن من قناة كردية، بل من قبل فتاة على الفيسبوك، اجزم انها نشرت ما وصلها دون ان تدري شيئا.
طبقت هذه القاعدة طويلا، وعادت الي بالكثير من الحقائق، واكتشفت الكثير من الإعلام الذي يحاول خداعي وكرهته واحتقرت العاملين فيه. ولنفس السبب أحببت ضحاياه في كل مرة أكثر! ولعل سليماني، وقبل بضعة سنوات، نجاد، كانا اكثر شخصيتين تعرضتا لهذه الأكاذيب من الإعلام، وبالتالي، الحب من جانبي.
أفكر أحيانا، لو أن من ينشر هذه الأخبار يعلم برد فعلي عليها لاندهش، وأفكر أيضا: لو أن الكثيرين منكم يا اصدقائي امتلكوا نفس رد الفعل على الإعلام الذي يكذب عليهم لدغدغة عواطفهم، وتعاطفوا مع ضحاياه بدلا من ترديد ما يوحيه لهم بلا تفكير، لتوقف الكذب عليكم ولطرد من وظائفهم الإعلامية، الكثير من السفلة.