المصالحة الوطنية و لكن من يصالح من؟
    الأثنين 17 يوليو / تموز 2017 - 05:33
    أحمد كاظم
    الساسة السنة يتحينون الفرص لإعادة رفع شعار المصالحة الوطنية كلما أعدم ارهابي او اجتث بعثي او قتل داعشي. هذا الشعار الذي رفع بعد سقوط حكم البعث الغرض منه اعادة اللحمة الوطنية كما يدعي السنة بينما الغرض الحقيقي إعادة سيطرتهم على الشيعة.

    مفهوم المصالحة يعني اعادة علاقات بين افراد او طوائف او قوميات او دول الى وضع سابق بعد ان شابها فتور أو قطيعة نتيجة لاعتداء طرف على اخر.

    حتى تكون المصالحة مجدية وفاعلة يجب إن تتوفر فيها ثلاثة شروط:
    أولا: اعتراف المعتدي بذنبه
    ثانيا: تعويض ما يمكن تعويضه نتيجة لعدوانه
    ثالثا: التعهد بعدم تكرار العدوان

    هل تنطبق هذه الامور الثلاثة على شعار المصالحة الوطنية الذي ينادي به القاصي والداني؟ الجواب قطعا لا لأن المعتدي لم يعترف بذنبه والضحية لم يعوض والعدوان ما زال قائما.

    الشيعة نالهم القتل والتهجير ومصادرة الممتلكات في عهد البعث والمعتدي السني ما زال يمارس عدوانه بالمفخخات في المناطق الشيعية باسم التهميش والمحاصصة والمصالحة فمن يصالح من؟

    المنطق يقول ان من واجب العرب السنة تنفيذ شروط المصالحة المذكورة اعلاه حتى تكون المصالحة مجدية وفاعلة. الذي يحصل الان هو العكس من ذلك فالمعتدي يطلب من الضحية ليس ابداء حسن النية فحسب بل التنازل عن حقوقه والقبول بالظلم مجددا.

    المثلث السني كان وما يزال حاضنا وملجأ آمنا للإرهابيين القادمين من كل بقاع الأرض لقتل الشيعة. (الصحوة) الأولى ما كانت لتحصل لو لا اعتداء (الضيوف) على أعراض المضيفين باعتراف شيخ العشائر الهايس في ندوة تلفزيونية عندما قال (هتكوا اعراضنا).

    بعد دخول داعش الى العراق احتضنها اهل الموصل بقيادة آل النجيفي
    ثم عشائر المثلث السني ووفروا لمجاهديها الاكل والشرب ونكاح الجهاد مع انهم يدَعون الشرف والكرامة.

    في كل مرة يعدم فيها ارهابي سني تعلو أصوات السنة صارخة ان الإعدام يشمل طائفة واحدة أي انهم يريدون اعدام شيعي بريء مع اعدام كل سنَي قاتل لتحقيق التوازن والمصالحة.

    ليس ذنب الشيعة ان يكون الارهاب من المذهب السني حصرا.
    صراخ السنة وعويلهم حول المصالحة الوطنية عاد من جديد بعد الانتخابات وتشكيل الحكومة وعيّن البعثي الاصيل اياد علاوي نائبا لرئيس الجمهورية لهذا الغرض.
    اياد علاوي يعمل كسفير متجول للخليج الوهابي في العراق و صراخه حول المصالحة لا يقتصر على سنّة العراق بل يشمل مصالحة آل سعود و آل موزة قطر و غيرهم من اعداء الشيعة في الخليج الذين احتضنوا حكم البعث.

    الذنب ليس ذنب السنة ان يبتزوا الشيعة حول المصالحة الوطنية المزعومة وهم
    المعتدون وانما الذنب ذنب الشيعة قادة وافرادا لخضوعهم للابتزاز.
    عمار الحكيم ومقتدى الصدر ونوري المالكي و العبادي وغيرهم من الشيعة شجعوا السنة على الابتزاز لأن صراخهم حول المصالحة فاق صراخ السنة لنيل رضاهم.

    ختاما: المصالحة الوطنية لا تتم إلا بتنفيذ شروطها التي ذكرت وبخلافه لا يمكن ولا يعقل ان يصالح الضحية من اعتدى عليه لان هذا خلاف الشرع والقانون و المنظق.
    ملاحظة: انتصارات الجيش و الشرطة والحشد الشعبي على داعش خيّب أمل دواعش الرئاسات الثلاث و شبكاتها و بدأت مؤتمراتهم و مؤامراتهم لكي تعود داعش بأسماء اخري.
    دواعش الرئاسات الثلاث و شبكاتها لا يقبلون الا بالحكم السني المطلق و تسويات دواعش التحالف الوطني تساعدهم على ذلك. 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media