عَوسَج وبَنفسَج (6) {بحُلّة جديدة}
    الخميس 20 يوليو / تموز 2017 - 11:17
    د. منير موسى
    معاوية بن أبي سفيان مثال للحاكم العربيّ المستبدّ. والحسن بن عليّ(ك) مثال المنتصر بحكمته وتأنّيه.
    الحسين بن عليّ(ك) مثال الرّجل المبدئيّ الشّجاع
    شجاعة، وفطنة، وحكمة، وصدق. وبُعد النّظر عند عليّ، الحسن، والحسين(ك) نادرة في التّاريخ. لكنْ، الخظأ كان مأساويّا!
    طارق بن زياد الّذي نطق بمقولته المشهورة: البحر من ورائكم، والعدوّ من أمامكم. عاش آخر سنواته معدما متسوّلا أمام مساجد دمشق!
    **
    فلاديمير إيليتش أوليانوف الملقّب بِ لينين هو عبقريّ زمانه، وبطل أبطال روسيا. قاد بلاده الجائعة الخائرة القُوى اليائسة في حينه؛ كي يحميها من الأعداء المتربّصين بها. وكانت ألمانيا تخاف منه، مع تحفّظي من السّياسة!
    أمّا فيساريونوفيتش ستالين، فقد كان بطل أبطال الحرب العالميّة الثّانية، حيث داست بساطير الجيش الأحمر على الرّايخستاغ  قلب الوحش النّازي، ورفعت العلم الرّوسيّ. والجدير ذكره أن الصورة التقطتها عدسة كاميرا الشّاب العربيّ الفلسطينيّ يفغيني خالدي! ولكنّ ستالين كانت يداه ملطّختين بدماء شعبه، فهذه جريمة لا تغتفر. مع تحفّظي من علمانيّة الزّعيمين!
    **
    كلّ شعب يطالب بالحرّيّة، تسجن رموزه.
    **
    لو كان لدى نابليون المهووس في أطماعه الإجراميّة، أولاد، لما جازف بقتل أولاد النّاس. وإنّني لأعجب كيف يخلّدونه في نصب تمثاله البرونزيّ ممتطيًا جواده على التّل الّذي يقع في مدخل مدينة عكا العريقة من الجهة الشّرقيّة، والتّل مدعوّ على اسمه "تل نابوليون"!
    **
    عائلات الملوك تناسب بعضها، وذلك من دافع العظمة، والكبرياء، والخوف على العرش وما يمتلكه! وحذا حذوهم الأرستقراطيّون، وسقطوا جميعًا!
    **
    ابن الفقير الذّكيّ هو غنيّ بفهمه؛ وعندما يرتقي في علمه، ويناسب الأغنياء المضروبين بالأفكار البرجوازيّة، سوف ينسّونه مجتمعه، والحليب الذي رضعه! فلا تنس أصلك!
    **
    الطّبقات الأرستقراطيّة، وبناتها البرجوازيّة، لم ولا تعرف ماذا تريد حتّى الآن. فقد جرّبت كلّ أنواع الكبرياء، وتعظّم المعيشة، وفشلت، وأفلست، وهرب أبناؤها، ولا زالت تفتّش عن ينابيع السّعادة، فهل تجدها؟
    **
    هل يعرف المتكبّر ماذا يريد؟ فإذا كان الجواب: نعم، فليلاحق السّراب، وإذا كان الجواب: لا، فالمتواضع يجيبه!
    **
    الغنيّ المتّكل على غناه في كلّ صغيرة وكبيرة، وغالبًا ما يكون غناه على حساب عرق الكادحين الّذين اشتغلوا باللّقمة! وهو يملك كلّ شيء، يقدر أن يحصل عليه بالأموال، ما عدا السّعادة وهدأة البال، فما هو الأهم؟
    **
    الصّادق المحبّ المتواضع أصحابه كثيرون للمنفعة، أمّا أصدقاؤه فنادرون!
    **
    الحَقود أعلى درجة من الحَسود، لكنْ، كلاهما شقيّان! فلا عدوّ ولا صديق لهما!
    **
    المستعبد للخمرة لا يقدر أن ينطق بالصّحيح، إلّا وهو ثمل!
    **
    المستعبد للمال لا يهمّه على حساب مَن يجمعه.
    فقِيَمُه مزيّفة، ولا يصادق إلّا أمثاله، ولا بدّ أن يتركوه. فمال الظّلم ندم وبكاء دائميْن!
    **
    تدوم صداقتك، طالما أنّك لم تصل إلى جيب صديقك!
    **
    مع صاحبك تتكلّم بصوت عالٍ؛ أمّا مع صديقك فبوشوشة!
    **
    المتكبّر لا صديق له، حتّى بين أمثاله!
    **
    الهاتف المحمول، وجميع مشتقّاته تريك العالم، وكلّ ما فيه. لكنّ القلم، الدّفتر والكتاب توصلك، وتتواصل معك في هذا العالم الرّحيب. لكنّ الفرق بينهما أنّ الأولى ينضب مَعينها في لحظة، والثّانية تُنبع أنهارا وسواقيَ، وتخضرّ بها البلاد، وتدوم زقزقة العصافير على أشجارها!
    **
    شِعاف الأشجار الباسقة تميس مع كلّ نسمة رُخاء. أمّا النّصبات الصّغيرة فبالكاد تلتوي أماليدها مع الرّياح الهوجاء! فأين تحطّ النّسور؟
    **
    زقزقات العصافير في القفص محزنة، وفي الطّبيعة مفرحة. إنّها الحرّيّة!
    يطير الحمام رفوفا، والزّرازير أسرابا، والباشق فوقها سابح في الفضاء وحده فاردًا جناحيه!
     النَّسر هو ملك سماء الطّيور، فتراه متوحّدا فردا، فممن يخاف؟
    الفهد يصعد بفريسته إلى أعالي الأشجار محاذرا؛ لأنّه يعرف أنّه يوجد أقوى منه.
    الجُحور وشقوق الأرض ليست إلّا للحيوانات الضّعيفة.
    عندما يطأ الأسد الثّرى، لا ينظر إلّا أمامه!
    لماذا يحفظ الحمار الطريق الذي دبّ عليه بقوائمه مرّة واحدة؟ فكلمة حمار معناها في الأضداد: الذّكيّ!
      **
    الفكر الأرستقراطيّ وسَليلُهُ البرجوازيّ لا يتماشيان مع الإيمان، مهما اجتهد زيف المتحلّين بهما! فمن لم يلبس ثياب الشّغّيلة يومًا، يبق متقوقعًا في الفوقيّة، وهو غائص بالدّونيّة!
    **
    الّذي يقاطعك، وأنت تتكلّم، هل تعرف بماذا يفكّر؟ قاطعه، تعرفْ!
    **
    الضّيعة والقرية هواء نقيّ، وطبيعة خلّابة، ولكنّ معنيهما هو:   عداوة بلا سبب!
    **
    إذا كنت تطلّ من الشّبّاك، لتعرف مَن الغادي والرّائح، فلن يحالفك النّجاح. فغيرك ماض في سبيل نجاحاته.
    إذا كنت تتكلّم عن نجاحات غيرك فقط، سوف لا تبقى مكانك، بل تتقهقر.
    إذا سرقت أحلام زوجة الغير، أضعت أحلام الزّوجيّة، وستهذي بالحبّ والرّغيف.
    عندما تُسرق خزنتك، اعلم أنّ المال الّذي كان فيها لم يكن لك.
    **
    ظلم الأقارب هو أشنع ضروب الاستبداد الّتى يمكن أن يتعرّض لها إنسان!
    **
    الصّدق يجرّ على صاحبه الويلات أحيانا. لكن، هذا يحدث في المجتمعات المقهورة. لكنّ صاحبه يتجدّد عزمه. والكذب وقلّة الدّين سوف يبكي صاحبهما أبدًا، ولا مَن يرقِّئ دموعه.
    **
    البائس ربّما يكون ضحيّة مجتمعه، أو بيئته. فهل مِن عاضد له؟
    **
    في أحيان كثيرة تكون العانس ضحيّة البرج العاجيّ. فلتحطّمه معانقة رِحاب الفضاء.
    الفتاة الّتي تتبغدد على العرسان، إمّا أن تخفّف من لائحة الطّلبات الّتي رسمتها، وإمّا ستكفكف الدّموع.
    **
    من رائحة الوردة تعرف اسمها.
    **
    الّذي يعرف قدر نفسه، ويحترمها، يرفض الثّناء في وجهه. وإذا رغب في ذلك، فهو حبيس النّفاق.
    **
    رفسة الحصان، إذا جلدته، قاتلة.
    **
    مَن يضحك لابنه عندما يثلب، سيثلبه هو.
    **
    سليب الأمانة لا يؤمِّن لأحد.
    **
    يحاول الأخ الأكبر فرض سيطرته على إخوته في الفرص الّتي تسنح له. وهذا بسبب التفكير المسبق في الطّمع. إنّه عين الضّعف، وهُزال التفكير القبليّ.
    **
    إذا كانت زاوية اختيار شريك، أو شريكة الحياة حادّة، فإنّها تحدّد الحياة، وإذا كانت منفرجة، فإنّها تفرجها.
    **
    الفقير الّذي يتّخذ السّرقة نهج حياة له، انتقاما لوضعه، سوف لايخرج من مأزَق فقره. لكنّ الفقير الّذي يجتهد في حياته متفائلا، سوف يعبر أزقّة الفقر، ويصل إلى العلا.
    إذا كان الفقير لئيما، فهذا أصعب من فقره. فهل يقدر أن يتخلّص من تلك الخَلّة الرّديئة عند تغيّر أحواله؟
    **
    المعتاد على الكذب لا يفلت منه أهل بيته.
    **
    من يمدح غيره في وجهه، عليه أن يعلم أنّه مسيطَر عليه من الممدوح.
    **
    الحبّ، والإخلاص، والأمانة، والشّجاعة، والحكمة، جميعها لا تقبل القسمة على اثنين.
    ** 
    كيف للفتاة العربيّة أن ترقى ، وتبدع ،إذا كانت مقموعة حقًا، جسدا، روحا ونفسا؟
    **
    كان حبّها ماديّا، لذلك لم تقنع بزواجها. تمرمر زوجها، وأصبح نصف فيلسوف، وهي لا تزال تبحث عن الحبيب، فهل تجده؟
    **
    الموسيقى الّتي تسمعها هي مرآة لثقافتك وذوقك الفنيّ.
    **
    صَفّ السّحجة هو التعبير عن الفرح وسط الضّجيج، الخطر، النّفاق وبعض توابل القبليّة والهمجيّة!
    **
    متى وكيف استعبدتم زوجاتكم، بتاتكم وأخواتكم، والحرّيّة  تتعطّفهنّ منذ الولادة؟
    **
    حُداء الحادي في صفّ السّحجة لايخلو من النّفاق. ويبقى في العرس الممدوحون فقط!
    **
    المغناطيس يجذب إليه كلّ ما هو من مشتقّاته.
    **
    السّفيه لا عدوّ له ولا صاحب.
    **
    يذهب الطّفل عند من يفهم لغة عينيه.
    **
    الّذي يكفر بأخيه وأخته، هل سيوفّر زوجته وأولاده؟ وهل يصنَّف ضميرُه؟
    **
    إذا كان صديقك واشيا، فاتركه، وإلّا علقت في حبائله.

    ثياب المرأة التي تلبسها في مناسبات عدّة، وهي راضية بذوقها، تكون أجمل من الثياب الّتي تلبسها لتعجب الآخرين!
    **
    إذا أكثرت الحديث في نَدِيِّ القوم، كثر زللك، وبعدها سوف لا تجد من يسمعك.
    **
    إذا شدّدت العُزومة على الضّيف، يعزف عن الضّيافة.
    **
    كلّ أنثى تسكت على حقّها تساهم مساهمة فعليّة في مواصلة الجريمة النّكراء الّتي يقترفها المجتمع ضدّها. ذلك هو الذّكوريّ الذي يظلمها خانسا، ولا يستغني عنها لحظة واحدة. فلا بدّ لها من أن تخرج من هذا الإجحاف الموجّه ضدّها بلا وازع من ضمير. ويجب أن تصحو منتفضة عارفة أنّها أكثر من نصف العالم.
    عندما يميّز الأهل بين أولادهم، فأنّهم يحتقرون أنفسهم، ويقيّدون أنفسهم بسلاسل الجهل والجاهليّة!
    **
    السّلطان العثمانيّ كان يحكم بالبطش. وعندما يروح من الدّنيا يتسابق أولاده إلى العاصمة، والسّابق يستلم الحكم، ويضع إخوته في الأقفاص أو يصفّيهم! هكذا يفعل المجتمع العربيّ الّذي يصدّر الغبن والطّمع!
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media