الحجاز والبحرين
***
البادية هي مهد الشّعر العربيّ. ولِأهل نجْد الفضل الكبير في بقاء ووصول الشّعر الجاهليّ إلينا. نجْد موطن السّحر والجمال، ومَهوى أفئدة الشّعراء، بلد الملك الضِّلّيل أمير الشّعر العربيّ امرئ القيس. نجْد تلك الهضبة الواقعة بوسط شبه الجزيرة العربيّة، بين الحجاز غربا، وصحراء الدَّهناء شرقا. نجْد موطن الحضارات العريقة، كِندة، طَسم، وجَديس، بلاد جافّة، لكنّ الوديان تضاحكها بمياهها الدّافقة. والفضل في حفظ الكلام والنثرالجاهليّ للحجاز أيضا؛ وهي الواقعة في الجزء الشَّماليّ الغربيّ من شبه الجزيرة العربيّة؛ حيث تحجز تِهامة عن نجْد. وهي موطن النّثر الفنّيّ الّذي يثير المشاعر، ويمتاح من ينابيع البيئة، قويّ اللّفظ متينه! والفضل للبحرين في انتشارالشّعر الجاهليّ؛ بلد "الغلام القتيل" الشّاعر الإنسانيّ اليتيم المغدور طَرَفة بن العبد؛ بحرين الموانئ ومخزون السّمك، تلك الواقعة في الخليج العربيّ، والمتكوّنة من ثلاث وثلاثين جزيرة!

بعضهم
***
هل نجد الفضيلة في الأدب، والشّعرالمنشور في الصّحف، والمواقع في هذه الأيّام؟ إنّك لترى بذاءة الألفاظ، وتسمعها في النّدوات الشّعريّة؛ ويا نعمك عندما يفلت لسان بعضهم ظانّا أنّه يبدع، ويُفرح السّامعين، وحصرا إذا كان شعرا عاميّا شعبيّا أو زجلا، مع تقديري للجماليّة، لكنْ، ألفاظ وملافظ يندى لها الجبين!
فصاحة
***
أقرأ للقلائل، ممّن يجهدون أنفسهم في كتابة العبارات الجَزْلة ، رائع، ولا ضير في ذلك، فعلينا أن نحْيِي لغتنا. لكن أن تكون النّاحية البلاغيّة والمعنويّة جوفاء تماما، هذا أمر فيه إعادة نظر للرّؤية الأدبيّة الهزيلة!

روافد
***
إنّ جميع المعارف البشريّة ما هي إلّا روافد؛ قد تفرّعت من أنهار الأدب.
متظرّفون
***
بعض الظّرفاء، والمتظرّفين في هذا العصر يقفون على المنابر خالعين ثياب الأدب، والغريب أنّهم يصفّقون لهم ، مهزلة أخلاقيّة. وهم من شتّى الشّعوب واللّغات.
تيّار
***
الأدب هو أكبر، وأعظم تيّار دافع للحياة بعد الدّين!
قلب
***
إذا لم ينبع كلام الكاتب، أو الشّاعر من القلب، فلا يستطيع أن يدخل إلى القلب!

نبع
***
لقد ضاع شعراؤنا ، هنا، وفي أرجاء العالم ، بين تقليداتهم للشّعراء ، وبين مواهبهم وقدراتهم الشّخصية. لقد انتحل بعضهم شخصيّة الشّاعر الفلانيّ، وصدّق نفسه، فما هذا الاندفاع المشوب بتكسير اللّغة والقواعد؟ هل القرّاء أغبياء؟ امتاحوا من النّبع!
نرجسيّة
***
بدأتَ الكتابة ناقدا، ونجحتَ، وبعدها قلت: أصير شاعرا معروفا، وبعدها قلت: أصير قصصيّا وروائيّا، لكنّك لم تعرف أنّك فشلت. فافحص أين رست مواهبك وقدراتك خارجا من نرجسيّتك التي ألصقتها بالآخرين!

موهبتك؟
***
  إذا عاش الكاتب، أو الشّاعر في محاكاة غيره، فإنّه يشابه الرّاقم على الماء!

حسّ
***
الألفاظ هي وليدة الأفكار، ويُبرزها الوجود الحسّيّ!
جمال
***
الإبداع هو تمتّع الذّوق الأدبيّ بالجماليّات!

الشعر العراقي
***
من خلال قراءاتي للشّعر الحرّ المنشور في الجرائد والمواقع؛ أرى أنّ الفكرة والاندفاع العاطفيّ لدى معظم الشّعراء والشّاعرات أقوى من التّعبير؛ ناهيك عن الأخطاء على شتّى أنواعها، وهذا من المحيط إلى الخليج! ونادرا ما يحدث هذا في الشّعر العراقيّ الّذي أحبّه؛ وخسارة أن يكون هذا البلد جريحا!

نسب
***
الشّعر الحرّ مِصيدة وقع فيها غالبيّة الشّعراء العرب في العالم. فلا تستطيع أن تناسب عائلة، إذا لم تبحث عن جذورها ومحتدها!
واقع
***
أكثر ما ينشر اليوم من شعر حرّ، وما يتفرّع منه، خال من الحقيقة الأدبيّة؛ لأنّه لا وجود للواقع المحسوس فيه!

اختلاجات
***
لا يستطيع أيّ مَن كان أن يفتعل العاطفة الصّادقة في الكتابة، وحصرا في الشّعر. فإذا وصلتْ كيمياء الجمال إلى فؤاد القارئ أو المتلقّي، عندها تصدُق العاطفة، وتبان اختلاجات المفكّر الحقيقيّة.

انسجام
***
لقد أنشد العرب في الجاهليّة الشّعر إنشادا، وغنَوْه غناء، وذلك في جميع أحوالهم. وهذا يدلّ على درجة الانسجام العالية بين الإنسان والشّعر منذ القدم.