كامل الجادرجي و عبد الكريم قاسم
    الجمعة 21 يوليو / تموز 2017 - 03:11
    أحمد كاظم
    عائلة كامل الجادر جي كعوائل النجيفي و الباجة جي و الدملوحي و غيرها زرعتها السلطنة العثمانية قبل زوالها في المجالات التجارية و السياسية و (الطائفية) لخدمة مصالحها بعد زوالها.
    الحكم الملكي في العراق بقيادة نوري السعيد لم يكن مصلحا 100% و لا مخربا 100% فكان التعليم مجاني بكل مراحله و الخدمات الصحية مجانية بكل انواعها و مجلس الاعمار قام بواجبه بما متوفر من المال.
    ثورة او انقلاب عبد الكريم قاسم و النظام الجمهوري البديل نجح في مجالات الاعمار و الصناعة و التعليم و النفط و لكنه فشل في المجال السياسي و ساد عدم الاستقرار ثم استولى البعث على الحكم و ازاحته امريكا التي نصبته و  عبثت بالعراق في كل المجلات..

    الزعيم عبد الكريم قاسم عرف بالنزاهة و الوطنية التي لا يستطيع احد الطعن بهما و الفشل في المجال السياسي سببه الصراع بين القوميين و الشيوعيين و البعثيين و الديمقراطيين بقيادة كامل الجادرجي للوصول الى السلطة المطلقة.
    صراع القوميين و الشيوعيين و البعثيين اتصف بالعنف و القتل بينما الحزب الوطني الديمقراطي بقيادة كامل الجادر جي اتصف بالوقوف على التل بسبب (سلبية) الجادرجي  بعد اشتراكه بانقلاب بكر صدقي بينما هو يدّعي الديمقراطية.
    الشيوعيون و القوميون و البعثيون تآمروا بالعنف على عبد الكريم قاسم للوصول الى الحكم بينما كامل الجادرجي تآمر عليه بعدم التعاون معه خاصة ان الحزب الوطني الديمقراطي له شعبية بين المعتدلين من عامة الناس و اصحاب الشهادات و الاختصاص.

    عندما طلب عبد الكريم قاسم من كامل الجادر حي الاشتراك في الحكومة رفض لسببين: الاول طموحه لرئاسة الوزارة و الثاني طلبه (عودة الجيش الى ثكناته) و كلا الامرين غير واقعيين قدمها ليستمر في تخريب العملية السياسية.
    هذا الرفض دفع حسين جميل و محمد حديد للمشاركة في الحكومة لدعم الثورة بدلا من اضعافها كما فعل الجادرجي. 
     لو شارك كامل الجادر جي و حزبه مشاركة قوية في الحكومة لما استطاع الصراع العنيف بين الشيوعيين و القوميين و البعثيين خلق الفوضى التي انتهت بوصول البعث و قتل الزعيم.

    كامل الجادرجي طائفي لحد النخاع و كان يعقد اجتماعات حزبية (سنّية) في الخفاء و اجتماعات اخري عامة في العلن كما جاء في مذكرات القياديين في الحزب صادق كمونة و عبد الكريم الازري.
    معلومة اخرى جاءت في مذكرات كمونة و الازري ان الجادرجي كان يتصرف كدكتاتور  في قيادة الحزب و لا يستمع الا لصدى صوته.

    ختاما: رحمة الله على الزعيم النزيه الوطني عاشق الفقراء و لعنة الله على من تآمروا عليه في حياته و يتباكون عليه الان و يحتفلون بذكرى ثورته.
    جمال عبد الناصر تآمر  على الزعيم لأنه عارض الانضمام تحت رايته و الخضوع له و فضَل العراق المستقل.  
    ملاحظة: سنّة العراق و الخليج الوهابي حقدوا على الزعيم قبل مطالبته بضم الكويت للعراق لان امّه شيعية و لانهم يعتقدون ان العراق ملك للسنة منذ تأسيس الدولة العراقية.    
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media