في جعبتي يا أنت!
    السبت 22 يوليو / تموز 2017 - 05:01
    مصطفى محمد غريب
    في جعبتي صورٌ من الماضي
    وأنت كالبراق تعبر المسافات..
    صغيرةٌ جداً زوايا الذكريات
    كبيرةٌ تبحث مراتٍ عن المخارج في الكلماتِ
    يا أيها المتناثر الذي يَظهرُ شظايا الزجاج
    تتناثرُ على الطرقاتِ
    يتناثرُ الحلم رماداً في سباتي
    أرى ولا أرى
    في غشٍ من  الماضي، وفي ذكرياتي
    أرى وثم أرى قمراً، لا يغيب في السحاب
    مخملي اللون في طور القادمات
    *****
    أواه يا... يا حسرتي
    كيف الغياب في المرايا الحالكات
    لا تظهرُ الوجوه
    صورٌ تغيب وتظهرْ في الخلوات
    في جعبتي يا أنت معجزةٌ من الماضي
    فالحاضر الموبوء لا معجزات
    أي أريجٍ من قبلات فوق بابي
    بين براويز الصور المعلقات على جدران قلبي
    أحصنةٌ تخبُ في المسافات العصيةْ
    هي لا تعبر النهر خوفاً من الريح الشمالية
    تدور في سلاسل السروج الحديدية
    يا أنت ما بين قلبي والدموع المبهمات
    أي دمعٍ من بكاءٍ يابسٍ
    له وشائج ذكرياتٍ، تتزاحم في الكلمات
    تفيض جعبتي أحياناً
    ويفيض بها الصهيود أحياناً في الملمات
    أقف أمام  التعسف مملوء الفكرة
    يا أنت أتهكم من سخريتي
    أعانق الفراغ في سكوتي لنفسي
    أواه كيف الغابةْ بلا جرسٍ ولا فراشات؟
    أواه يا، يا حسرتي
    لا معجزات سوى الناس الواقفين بلا سبات
    ***
    في جعبتي حكايات عن عرايا في الغابات
    عن أشباح ترقص تحت ظلال الأشجار
    ما مر يومٌ بلا عرايا أو صراخ
    كل المدينة تستوي في جعبتي من النباح
    ما فر منها سوى أشلاء من بنايات مباحة
    وأنا طريح الفكرة العصماء
    وأنت كالسهم تمر في الريح السريعة
    وأنا أرى دهراً من الإسفاف
    يمتص صوتي
    وصدى صوتي كالهدير على المحيط
    وكالهديل على الزهور النديات
    يا أنت اسمع!..
    صدى الصوت يخيف حتى الطغاة
    لا معجزات سوى الناس في الساحات
    كيف يمكن يا حسرةً
    أن تقول رفضاً صوت الأصول
    وماء النار يحرق وجنتيك
    فتتلظى من سعيرٍ مقلتيك
    في جعبتي صورٌ يا أنتً
    تقول في إصرارٍ مرير،
    لا معجزات سوى الناس في الصراخ

    25 / 6 / 2017
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media