المجلس الاعلى هل حقق رسالته ام استحالة التحقيق؟
    الثلاثاء 25 يوليو / تموز 2017 - 19:16
    سامي جواد كاظم
    الحديث عن التاسيس والغايات والمنهجية التي اتبعها المجلس الاعلى منذ ان اعلن تاسيسه الى يوم اعلان تاسيس تيار الحكمة حديث ذو شجون وماساة و اهات والبعض شامت والاخر مذهول وهناك من يرى هذا امر طبيعي ، ولكن نقطة الافتراق لماذا جاءت في هذا التوقيت؟

    على الاغلب الاعم جاءت نقطة تاسيس تيار الحكمة حالما اعلن انسحاب الشيخ جلال الدين الصغير من المجلس ، وحقيقة ان الانشقاقات والاشكالات كانت حاضرة قبل اكثر من اربع سنوات في المجلس الا ان الاعضاء كانوا يدارون الموقف خوفا من تصدع التحالف المتصدع .

    قد يكون الكلام موجع وحقيقة قلت هذا الكلام لسماحة الشيخ جلال الصغير اثناء لقائي به وهو ان المجلس ليس له حضور جماهيري على الارض وان مسالة فوزه بالانتخابات اعتقدت انها ان لم تكن مستحيلة فهي صعبة جدا ، الا ان الرجل قال بان المجلس بصدد اتخاذ بعض الاجراءات للوصول الى المطلوب .

    وبصراحة ان هنالك من القرارات التي اتخذها بعض المسؤولين الذين تسنموا مناصب عليا في الحكومة من المجلس كانت محل انتقاد الشارع وبقوة وبالتالي تعمم هذا الانتقاد ليشمل الاخضر واليابس ، نعم على سبيل المثال قرارات السيد عادل عبد المهدي عندما كان وزيرا للنفط ، مؤاخذات كبيرة على السيد بيان جبر عند استلامه وزارة النقل ، السيد عمار الحكيم يوميا اسمع واقرا انتقادات لاذعة بل وحتى خارج نطاق الادب قد يكون الغاية عائلته وليس شخصه ولكن المؤكد ان هنالك من اتاح للحاقدين الانتقاد بل ان من يدافع عن المجلس وقف في حيرة من امره وهو ايضا لم ولن يقتنع بكثير من المواقف والقرارات التي اتخذها المجلس مع التناقض في كثير من المواقف بحيث موقف الامس لا يشبه موقف اليوم .

    الخلاف مع حزب الدعوة ظاهر للعلن وكلاهما يتعامل مع الاطراف والاحزاب الاخرى طبقا للخلافات بينهما وبينكما فمن يقترب من المجلس يبتعد عن الدعوة والعكس كذلك .

    لا اود الحديث عن الطائفة ولكن الذي اود الخوض فيه ان الاخطاء التي وقعت فيها الاحزاب الشيعية وبضمنها المجلس قيل عنها اخطاء شيعية وجاءت الطعنات بالصميم بمساعدة اشخاص ليسوا اهلا للمسؤولية في هذه الاحزاب ، ويكفيكم بقيتم اكثر من سنتين تتصارعون على منصب رئيس التحالف الشيعي .

    مع فائق احترامي للحكيم وتياره اقول انه سوف لا يستطيع مجاراة الاخرين وستبقى صفة الدعم الايراني حاضرة وحتى بالنسبة لمن ينشق عن المجلس سواء ان اسس تيار او انضم الى اخر لان الحقيقة المرة لم يستطع المجلس اعلاميا على اقل تقدير تكوين صورة سليمة تدفع شبهات التكفيرين عن المجلس والشيعة .

    لا اريد ان اكون قاسي في كلامي فالشارع العراقي فقد الامل بالاحزاب الاسلامية بل نتيجة الاخطاء في الاداء والنتائج السلبية لهذا الاداء اتحتم الفرصة لـ اللاسلامي ان ياخذ مجاله في الحديث والتنظير

    واخيرا الا يعني ان هذا الانشقاق بانكم عجزتم عن تحقيق الاهداف التي من اجلها تاسس المجلس؟ بل ولا يمكن تحقيقها ضمن ظروف اليوم لان الاخطاء كانت جسيمة والصورة التي يحملها المواطن العراقي بين الاحباط والياس والانتقاد لايمكن ان تبرح عقله .  
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media